عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-08-17, 10:31 AM   #1
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي د. عبدالرزاق مسعد ... تدثر بعلم الجنوب ورحل:بقلم : علي مثنى هادي

د. عبدالرزاق مسعد ... تدثر بعلم الجنوب ورحل










صورة للفقيد المناضل الدكتور عبدالرزاق مسعد



بقلم : علي مثنى هادي


د. عبدالرزاق مسعد ... تدثر بعلم الجنوب ورحل



قليلون هم الذين يجترحون المآثر و يصنعون ويزيلون الصعاب والمعوقات ويصنعون لأنفسهم مكانا يليق بهم في هذه الدنيا. فالإنسان أينما يضع نفسه, وكما يقال الحكمة ضالة المؤمن فأينما يجدها يتمسك بها. وقليلون ايضا هم الذين يموتون واقفون كالأشجار المعطاة وكان عطاؤها عظيما ومفيدا, وهو كذلك كان فقيدنا الغالي الصديق الصدوق الأستاذ د. عبدالرزاق مسعد, الذي مات واقفا مثل تلك الشجرة هو في أوج عطاؤه وتميزه بعد ان خاض كفاحا مريرا في تكوين شخصيته وتحديد مسار حياته الشخصية والعلمية والعملية والأسرية وعلاقاته العامة والخاصة بمجتمعه الصغير في البيت والقرية ومجتمعه الكبير في الوطن والعالم. حيث ناضل بتفان وجهد كبيرين للحصول على المعرفة والعلم, وكان له ما أراد , ناضل على الجبهة الأخرى في سبيل رعاية وتعليم أسرته التي أعطاها معظم وقته واهتماماته وربح مع ذلك السباق بامتياز لتكوين هذه الأسرة الكبيرة العدد والمثالية سلوكا وعلما وأدبا وفقها ونموذجا في الحياة.

لقد توطدت بهذا الصديق الإنسان كثيرا بالسنوات العشر الأخيرة, حيث كنا على تواصل دائم لقاءات مستمرة نتحدث عن كل قضايا الساعة المتنوعة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وتاريخيا وأدبيا ودينيا وكذا عالم الصحافة والإعلام المتنوع ودورهما في تحديد وتشخيص متغيرات العالم الكبيرة والصغيرة وخطورة هذه المتغيرات على المستضعفين في العالم, ولقد احتلت القضية الجنوبية الحيز الأكبر من اللقاءات والحوارات والتحليلات وكانت المحفزة الأكبر للخوض في تفاصيل الجنوب في الماضي البعيد والقريب وما آلت إليه الأمور من تعقيدات وصعوبات في فك الشفرة التي حيرت الكل واربكت الكل واعمت بصر وبصائر واضعي هذه الشفرة, وما هو العمل لتجاوز الوضع وتشخيص الشفرة وفك رموزها, فلم يستطيع كشف سر هذه الشفرة إلا الحراك الجنوبي الشعبي السلمي الذي قلب الطاولة بوجه الكل, وتسيّــد المشهد بامتياز. وهكذا انفتح معه الأفق واسعا ليدلي كلا بدلوه نثرا وشعرا في هذه القضية الكبيرة والمركزية. وقد كان لفقيدنا الراحل د.عبدالرزاق وهو يتدثر بعلم الجنوب قصب السبق مع بقية المناضلين في الكتابة والتحيل والتوعية في مضمون هذه القضية الجنوبية وأبعادها والحلول الممكن لها.

وللأمانة فقد قدم فقيدنا هذه القضية بموضوعية عالية يستحق معها التقدير والترحم على روحه الطاهرة فقد تميز عن أقرانه بكونه أستاذا جامعيا دائم الصلة بالعامة من الناس لصيقا بالناس وخصوصا ممن عانوا وتقطعت بهم سبل الحياة بسبب ما لحق بالجنوب من ظلم وقهر فكان يوعيهم بحقوقهم ويحثهم على الصبر والمرابطة والتعليم, كام دائم السؤال عن كل أصدقائه ورفاق دربه في مختلف المراحل.

حقا لقد تميز الفقيد بسعة الصدر والتغلب على المنغصات والمتاعب التي اعترضت سبيل حياته ورافق ذلك صلته العميقة بعمله الجامعي وبمكتبته الخاصة العامرة بالكتب المختلفة. وصلته الدائمة بالصحافة والصحفيين وسائر المثقفين كونه كان احد العملين بهذا السلك الهام.

في الختام لا يسعني إلا ان أعبر عن عميق حزني وشديد اسفي عن فقدان هذا الشخص بإنسانية سريرته النقية وأخلاقه الدمثة فهو بحق قد تأبط الخير فيه مكانا وتلحف الصدق وكان نعم الصديق الصدوق.

(ورحم الله فقدينا)
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس