عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-01-28, 07:48 PM   #1
الجاهم
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-21
المشاركات: 1,095
افتراضي أول خطوات الإنعتاق من الإحتلال هو الإنعتاق من سلبياتنا

بسم الله الرحمن الرحيم



بادىء ذي بدء أشكر أبناء حضرموت على حسن التخطيط وعلى التماسك وعلى إدراك مكامن الضعف والقوة والأخذ بها بعين الإعتبار.
ومن ثم نلج في موضوعنا , الذي هو بمثابة الإنطلاقة الحقيقة نحو المستقبل الأمثل .
من المعروف لكل ذي لب أن من أراد أن يسترد حقاً , أو يبني مشروعاً أن يكون ملماً ومهيأءاً وموهلاً لإسترداد الحق او بناء المشروع ,أنه لا يتأتى له هذا إلا بالتأهيل الذي هو ترك السلبيات وإتباع الإيجابيات وتطوير الذات.
ومن المعلوم أن المجتمع الجنوبي قد دخلت عليه مداخل سلبية كثيرة وخطيرة بعد الوحدة , وقبلها ورث بعض السلبيات من خوالي السنين الجاهلية.
فمن الدواخل على المجتمع تفشي ظاهرة إنتشار وتناول القات , والغش والرشوة , وعدم القيام بالمسئولية والأمانة , وترك الواجب المناط , والتسيب في التعليم , والإنضباط الوظيفي , وإنتشار الثأر والدعوات الجاهلية والنعرات القبلية , وتصدع المجتمع بكثر الأحزاب والمكونات السياسية والفكرية والدينية , والإستسلام للواقع المفروض , والإنبطاح للقوى المتنفذة , وإستجداء الجاه والسلطة منها, وتسول الوجاهة والزعامة الصورية الخادمة والمنفذة لخطط الإحتلال.
كل ما ذكرنا آنفاً تعد أمراض وعلل تنخر بالجسد الجنوبي وتضعف كاهله , مما جعله لايحتمل أو يتحمل الجاهزية للقيام بحمل كيانه ثابتاً راسخاً , فضلاً عن أن يدفع عنه المخاطر المحدقه به من كل صوب وجانب
لذلك وجب على على كل الجنوبيين أن يقوموا بهذا الوطن , وينتشلونه من براثن أوجاعه وآلامه وعلله , حتى يستقيم ليقوم قومة السوي , وينطلق إنطلاقة القوي , ولمّا نقول يجب على الكل يعني هذا: أن الواجب فرض وطني يتعين على كل منتسب لهذا الوطن , بأن يمتثل مبدأ إصلاح الذات أولاً ومن ثم الإنخراط الجمعي لإصلاح المجتمع الجنوبي ككل , فمن أرد إسترداد دولة على هذا الأساس - ولا تسترد الدولة الكاملة إلا بهذا - فعليه بأن يتخلى عن كل حضوض النفس وشهواتها السلبية التي ذكرناها بمطلع حديثانا , وأن يتخلى أصحاب المصالح عن مصالحهم الضيقة لأجل الوطن .
لمن ينشد وطناً !! نقول هل انت مؤهل لإستعادة الوطن المسلوب؟؟ , فعلي عنتر في معرض ذكرياته لمجابهة الإحتلال البريطاني كان يقول : أكلناهم - الثوار- الدوم وشربناهم الشاي وخرجنا للمعركة وانتصرنا
لم يقل أكلناهم القات ولا شربناهم شراب الطاقة , ولا تناول كحول أو ديزبم ,ولا خرجنا مظاهرة , ولا ركزنا شيخ هنا وقائد هناك , إنما عزم وإصرار وتضحية بعدد وعدة وهدف واضح , وخطة مدروسة .
فلنعود إلى أنفسنا ولومها وزجرها ومنعها وتربيتها وإلزامها بكل القيم والأخلاقيات التي هي أساس نجاح أي مشروع , وبدون هذا لايحلم الحالمون ولا يتأمل المتأملون , فالمهمة عسيرة , والمرحلة خطيرة تتطلب تظافر كل الجهود , ورص الصفوف وإعداد العدة والعتاد والأخذ بكل أسباب النصرة صغيرها وكبيرها, ولذلك أمر الله أولياءه بالإعداد : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة .... الآية.
فلا نصر بدون إعداد ولا إعداد بدون تأهيل.

تقبلوا تحياتي
أبو محمد السعدي
الجاهم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس