[الفجر الباسم]

تتعرض معالم مدينة عدن التاريخية والاثرية لاعتداءات وطمس بطريقة غير مسبوقة من قبل اشخاص دون اي تتدخل من الجهات المعنية ممثلة بوزارة الثقافة والسلطات المحلية . من ابرز المعالم الاثرية التي يصفونها المهتمون والمثقفون بـ"كنوز عدن" التي تتعرض ...هذه الايام معبد الصمت الفارسي الواقع فوق سفوح جبل شمسان المعروف بهضبة عدن والذي تم تشيده قبل قرنين من الزمن. الاعتداءات تتمثل في بناء اكواخ خشبية ومنازل شعبية واخرى في تقسيم بقية باحة المعبد ومحيطة ووصل الامر الى الشروع في تشيد اكواخ من الخشب والزنك ملاصقة للبئر الموجود وسط المعبد والذي كان يستخدمه الفارسيون لوضع جثث موتاهم اعلى البئر فوق اخشاب للتأكل جثثهم الطيور. كما شوهد وجود العشرات من الشبان يرابطون في المكان ويقومون باعمال قد ادت بعضها الى طمس معالم المعبد الذي يعد من ابرز معالم المدينة . الزائر الى معبد الصمت والذي يقال بانه اخر ماتبقى للطائفة الفارسية التي عاشت في عدن قبل مئات السنين هو هذا المكان التاريخي خصوصا بعد مصادرة مبناها في الطويلة سيجد ان الطريق التي كانت على هيئة درج من اعلى مسجد سلمان الفارسي وحتى معبد الصمت لن يجد منها الا القليل نظرا لقيام المعتدين والعاملين هنا في الجبل في تشيد منازل عشوائية وشعبية وعادة مايقوم بنزع الاحجار الخاصة بالطريق والتي بنيت قبل عقود تؤدي الى المعبد ويقومون باستخدامها في بناء منازلهم العشوائية وبطريقة مخالفة . وتأتي هذه الاعتداءات على كنوز عدن المدينة الحافلة بالتاريخ والتي كانت يوما ما تحتضن الديانات والطوائف اضحت اليوم تتعرض لطمس تاريخها بطريقة ممنهج دون رقيب او حسيب . ولم تعير الجهات المعنية في عدن اي اهتمام لتلك المعالم والاعتداءات . عدسة "عدن الغد" التقطت عصر اليوم عدد من الصور لتظهر مدى ماتتعرض له كنوز عدن من دمار بطريقة غير مسبوقة تستدعي التدخل الفوري من قبل المعنين والمهتمين والاكاديميين من ابناء هذه المدينة العريقة للحفاظ على تاريخها الحضاري وعظمة تسامحها الديني والتي كانت سباقه في وجود التناغم والتعايش بين البشر .