30 نوفمبر … بداية النهاية وليست النهاية
يحيى بامحفوظ
الأربعاء 2014-11-19 23:59:17
.
يُدهشني ما يُطرح ويردده البعض من مثقفينا ويروج له إعلامياً عن ضرورة الاستفادة من تجربة الحوثي وإتباع إستراتيجيته التي مكنته من السيطرة على صنعاء, وغفلوا عن الفارق في الطرح فـ”للحوثي” مظالم كان يرفعها و خاض لأجلها عدة حروب في نطاقه الجغرافي وتمددت للمحافظات المجاورة لهم حتى بلغ هدفه, وسيطر على صنعاء وأصبح المتحكم الفعلي بالسلطة هناك, فنحن غير الحوثي لأننا أُقصينا وهُمشنا منذ “1994م” بينما رجالات الحوثي متواجدة على أرضها ومتواجدة بكل مفاصل السلطة المدنية والعسكرية وحتى التشريعية, نحن غير الحوثي لأننا لا نطالب بمظالم حقوقية وإنما نتحدث عن وطن سلب بكل ما فيه وهوية غُيبت ونناضل اليوم لاستعادتهما.
.
ان الترويج الإعلامي لتجربة الحوثي وغيرها تعد من الأسباب العديدة التي أدت إلى اللغط الموجود اليوم في الشارع الجنوبي وقد نعاني بسببها وقد يحبط الشارع الجنوبي فـ بالأمس رددنا “7/7 آخر يوم”, وكان “للهبة الشعبية” مالها, واليوم نردد “30 نوفمبر يوم الاستقلال والحسم” واعتقد انه لو أُعلن عن توحد المكونات الجنوبية المؤمنة بالتحرير والاستقلال قبل ان يحل علينا الـ “30 من نوفمبر” ووجِد الحامل السياسي الموحد, حينها سنرفع رؤوسنا عاليا, بيقيننا ان ساعات الخلاص دنت وتباشيرها لاحت فعلا, لنباشر بعدها بالتصعيد الثوري التدريجي و الغير مسبوق في مسيرة نضالنا السلمي والمعد سلفا.
.
ان حديثي ينطلق في الأساس من رؤية عامة لتمدد ثورة الجنوب وليست رؤية شخصية ضيقة قد يتقاطع معها البعض لأن الرؤية العامة هي الأساس لذا اخترت هذه الجزئية لأتحدث عنها و لن أخوض هنا في جدل عقيم حول ما يروج له أيضا من اختلاف وجهات النظر المتباينة حول بقاء الجنوب تحت سيطرة الشمال أو استقلاله, فهذه المسألة حُسمت ولن تجد لها منفذ إلى ساحات النضال الجنوبي, فالتلاعب بمصير امة ومشاركة المحتل أفعاله المشينة ليست وجهة نظر، أو رأياً شخصياً, بل تواطؤ ضد الجنوب بشعبه، ومع ذلك أعود وأقول ان ثورة الجنوب لا “تأكل أبنائها” ولكن الإنسان الذي يبيع نفسه بثمن بخس لا يجد صعوبة في بيع أي شيء آخر.
.
ان النضال السلمي لنيل حرية واستقلال الجنوب وهو قبل كل شيء، استحقاق واجب الأداء ليس آنيا بل منذ سنوات، ومن حق ابن الجنوب ان ينتزعه دون ان يحيد عن الطريق السلمي الذي اختطه لنفسه “على الأقل في الوقت الراهن”لذلك لا يعد نضاله لبلوغ حريته منّة أو منحة من أحد، بل هو حق مقدس، والجنوب بشعبه من حقه أن يناله, خاصة وانه برع في ابتكار السبل الكفيلة باستعادة أرضه, وثورته اليوم ما هي إلا معركة وطن سلب عنوة وسلميتها تعد إضافة نوعية لملكات هذا الشعب