الأستاذ والمحامي القدير يحيى غالب الشعيبي
نرحب بك في هذا الحوار الذي نتشرف أن يكون معك باعتبارك واحدا من القيادات الجنوبية التي ساهمت وشاركت وضحت لأجل الجنوب .
لدي أسئلة أود أن اطرحها أمامك وأتمنى أن يتسع صدرك وقلمك لها .
1- باعتبارك واحدا من قيادات الحراك وتعرف الكثير من الأمور عن نشاط القيادات الجنوبية هل ممكن أن تطلعنا على السر الحقيقي وراء هذا التشتت والتشرذم بين قياداته ؟
وهل ماهو حاصل من اختلافات وخلافات تدار بوعي وعن تعمد أم هو نتيجة طبيعية يعيشها واقع الحراك أم هو جهل وإهمال وعدم إدراك ؟
2- بلا شك لابد أن أي ثورة وثوار لهم دائما هدف يسعون إليه كأن يكون تغيير نظام أو الحصول على امتيازات أو الحرية أو غير ذلك .
ونحن كما نرى ونسمع ونقرأ فالاستقلال عبر فك الارتباط هو الهدف الآني ولكني أسألك هل الاستقلال هو الهدف النهائي المطلوب أم أن الاستقلال وسيلة لبناء دولة حقيقية مع العلم وكما تعرف أن مفهوم الدولة " مجموعة من البشر يعيشون على ارض واحدة تجمعهم روابط ومقومات واحدة عبر امتداد زمني طويل وتجمعهم سلطة حاكمة" من خلال ذلك فالدولة ليست ارض فقط بل هي شعب وسلطة .
وبناءا لذلك ماشكل الدولة التي تناضلون للوصول إليها وماشكل السلطة الحاكمة والنظام السياسي المنشود .
مثلا هل هي اتحاد فيدرالي ؟وهل يكون بالتقسيم القبلي أم الجغرافي والإداري ؟
أم دولة مركزية يتم فيها سيطرة الحكومة على الأطراف من خلال المركز أو العاصمة؟
أم دولة ذات صلاحيات واسعة كالحكم المحلي ؟
بمعنى آخر ماهو برنامج الحراك السياسي أو الدستور الذي يحدد ملامح الدولة القادمة؟
3- بالرغم من الزخم الثوري والتجذير الوطني الذي لا يخفى على احد ، يعيش الحراك اليوم في حالة انفصام حقيقي بين الاعتبارات الوطنية وبين الاعتبارات القبلية والمناطقية وهو للأسف انتكاسة إلى حد ما في شعار التسامح والتصالح .
هل من الممكن أن يسمو قادة الحراك على الروح المناطقية والقبلية في سلوكهم وبعض ردات الفعل لديهم ؟ وهل هنالك لديكم أفكارا معينة لدرء مخاطر المناطقية والقبلية بين المناطق التي يوجد بها نوع من الشحن النفسي المناوئ للآخر ؟
مثلا هل توجد حوارات صريحة بين القبائل والمناطق للحد من هذا المرض المزمن عن طريق المكاشفة أو المصالحة واخذ هذا الأمر بالجدية التي تستحقها وبمعزل عن الترحيل لها والتغاضي عنها أو التقليل بخطورتها؟
4- حقيقة لم استطع أن استوعب فكرة إن تكون عضوا في حزب يؤمن إيمانا راسخا بالوحدة اليمنية وبنفس الوقت تكون حراكيا وثائرا لأجل فك ارتباط الجنوب .
الإجابات التي تتحدث عن إن الأعضاء في الحزب الاشتراكي في الحقيقة لم يعدوا منطوين في الحزب وان حزبهم الجنوب فيه لا يهضم لان عدم استقالتهم من الحزب علنيا ورسميا أمر غير مفهوم ولا يستوعب.
فكيف الحال بمن يعلن على رؤوس الإشهاد انه مع الحزب الاشتراكي اليمني إلى الأبد وهو حزب يؤكد دائما عدم تفريطه بالوحدة وبنفس الوقت مستعد أن يقدم حياته لأجل استقلال الجنوب كحالتك أنت ؟
هل من الممكن أن تزيل هذا التشابك والازدواجية في الموقفين ؟
5- الحراك الجنوبي بطابعه السلمي قدم نموذجا رائعا للجنوب وعبر عن الأخلاق الجنوبية ورغبة الشعب الجنوبي في المواجهة المدنية المتحضرة وذلك أمر باهر لا يختلف عليه اثنان خاصة وانه في منطقة اعتادت تاريخيا إلى الاحتكام عادة إلى السلاح .
ولكن في الجانب الآخر هنالك نظام همجي وبلطجي يمارس شتى أنواع الاضطهاد والتنكيل وبدون أي رحمة أو وازع من ضمير واعتقد أن الصراع هنا غير متكافئ خاصة أن لاحظنا أن العالم لم يعر الحراك الجنوبي الأهمية التي يستحقها بحكم حجمه وأسلوبه الفريد ومع ذلك نجد اهتماما عالميا كبيرا بكل المناطق التي تشهد نزاعا مسلحا حتى وان كان قليل الأهمية كحروب صعدة .
وعلى هذا هل من الممكن أن يكون هنالك نضالا سلميا موجها للداخل الجنوبي وبما يعود بالفائدة الكبيرة في طريق التسامح والتصالح واللحمة الجنوبية ؟ وان تكون هنالك رسائل خاصة ونوعية وفعالة عن طريق السلاح الغرض منها توجيه ضربات في الصميم للنظام وكذلك الاهتمام العالمي بالقضية الجنوبية؟
وأخيرا أشكرك على سعة صدرك والمعذرة على الإطالة .