عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-22, 11:52 AM   #1
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي انشقاقات حزب المؤتمر اليمني الحال والمآل.....إلى أين؟!

انشقاقات حزب المؤتمر اليمني الحال والمآل.....إلى أين؟!

(مقدمة)

منذ ان اصدر مجلس الامن الدولي عقوباته ضد المخلوع اليمني ورئيس حزب المؤتمر علي صالح حتى تصاعدت وتيرة التهديدات من قبل ازلامه
وتم تحشيد كل وسائل الاعلام المرئية والمقروءة للهجوم ضد الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي ومحاولة النيل منه بكل الطرق
حيث اتهموا فيها الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي بانه هو المسئول عن ايقاع العقوبات ضد رئيس الحزب واعتباره احد معرقلي التسوية السياسية في اليمن
واحد اهم الشخصيات التي تقوم بعرقلة تنفيذ مايسمى بمخرجات الحوار اليمني
الذي جاء نتيجة للمبادرة الخليجية التي صاغها المخلوع بيده وقام بالتوقيع عليها لاحقا هو واحزاب اللقاء المشترك منفردين
وتم بموجبها تقاسم السلطة بين المتصارعين على النفوذ والسلطة في صنعاء
ومن ثم تم قمع المحتجين في الساحات وطردهم من حيث اتوا بواسطة قائد الفرقة الاولى مدرع المنشق على محسن الاحمر" احد ثوار ساحة صنعاء"
وبعد ذلك قاموا بالاستفتاء على اختيار عبدربه منصور بالتزكية ودون منافس في الجمهورية العربية اليمنية بينما فشلت تلك الانتخابات الصورية في انتزاع ولو صوتا واحدا في الجنوب حتى في مسقط رأس عبدربه نفسه!

(الحال)

ثم توتر الموقف أكثر بين عبدربه والمخلوع نتيجة تنفيذ المبادرة الخليجية وسحب صلاحيات اعوانه في الجيش والدولة ووصل الامر الى فرض عقوبات عليه وتصاعدت الامور حيث قام المخلوع علي صالح بعقد مؤتمر( تأديبي) لكل من عبدربه منصور هادي الذي يعتبره المسؤول الاول عن ايقاع العقوبات به وعبدالكريم الارياني الذي يعتبره المتآمر الأول على محاولة اغتياله عام 2011م مع آل الاحمر
ومن ثم تم فصل الاثنين وانتخبت قيادات جديدة بدلا عنهما مما تسبب في غضب الكثير من الجنوبيين الموالين لعبدربه منصور هادي وبعض اليمنيين الموالين لعبدالكريم الارياني
وعقدوا بالتالي مؤتمرا لهم في عدن (كردة فعل على اجراءات الطرد بحق هادي والارياني) طالبوا فيها قيادة المؤتمر في صنعاء بالتراجع عن قراراتها التي وصفوها بالغير قانونية والخارجة عن لوائح الحزب
ومع هذا الانشقاق الواضح في حزب المؤتمر فان شخصيات يمنية حاولت احتواء الموقف وقامت بالوساطة مابين الطرف الجنوبي والطرف اليمني في صنعاء
بل ان الامور وصلت الى محاولة التوسط الاقليمي والدولي عبر كل من ايران وروسيا ولكن دون جدوى!
وقد طرح مؤتمريي اليمن على مؤتمريي الجنوب اوامر مشددة بالضغط على عبدربه منصور بتقديم طلب رفع العقوبات
ضد رئيس المؤتمر المخلوع علي صالح والتي فرضها مجلس الامن مقابل التراجع عن القرار ضد عبدربه منصور هادي وعبدالكريم الارياني
ولكن كما يبدو فان كل فريق متمسك بقراراته والمسالة اصبحت مسالة كرامة لكلا الطرفين
فحتى لو فرضنا جدلا بان عبدربه منصور طلب بالفعل من مجلس الامن الدولي سحب القرار ضد المخلوع علي صالح
فان المخلوع ربما لن يسحب قراره وسيخدعه كما خدع الكثيرين ومن ضمنهم دول الخليج التي اكتشفت مؤخرا خداعه لها مما جعلها تشن هجمة شرسة ضده
اظهرت فيها عدم ثقتها فيه خاصة بعد ان انحاز الى المعسكر الروسي الايراني لحماية نفسه من عقوبات الامريكان والبريطانيين
وقد وجدت فيه روسيا وايران ضالتها والحليف المناسب والقوي الذي يمكن ان تستفيد منه
في ابتزاز كل من امريكا وبريطانيا في اليمن كما كانت امريكا وبريطانيا تبتز روسيا وايران بالمعارضة في سوريا
ولذلك من غير المنطقي ان يطلب عبدربه منصور من دول مجلس الامن سحب القرار مقابل اعادته الى مجرد (منصب ثانوي) في حزب محلي
كما ان العلاقة بينه وبين المخلوع وصلت الى خط اللاعودة حتى لو تراجع حزب المؤتمر عن قراراته ولن تعود اليها الثقة مطلقا بين الخصمين بعد كل ماجرى بينهما من مشاحنات ادت بالحزب الى الانشقاق الى جزئين
جزء جنوبي موالي لعبدربه منصور هادي (الجنوبي الارومة) وجزء يمني موالي لعلي صالح (اليمني الارومة)

(المآل)


ونظرا لكل ماسبق فإنه في حالة استمرار تعنت المخلوع علي صالح في موقفه فان الاجراءات ستزداد ضده ضراوة وستتم محاصرته (سياسيا واعلاميا) من قبل دول القرار في مجلس الامن اضافة الى الدول العشر الراعية للمبادرة الخليجية باستثناء روسيا والصين بالطبع
ولذلك فإنه ليس امام حزب المؤتمر سوى ثلاثة طرق لرأب صدع انشقاق الحزب وهي كالتالي -

الاول - ان يقدم رئيس المؤتمر المخلوع علي صالح استقالته النهائية من حزب المؤتمر اليمني ويتم انتخاب عبدربه منصور كرئيس للحزب واعادة الارياني لمنصبه السابق مقابل رفع العقوبات عنه وهو حل من المستحيل ان يقبل به المخلوع علي صالح.

الثاني - ان يقدم المخلوع استقالته مع بقاء قرار الفصل لكل من عبدربه منصور والارياني و
عدم رفع العقوبات عنه وبذلك سيخرج المخلوع نهائيا من الحياة السياسية
ولكنه في نفس الوقت سيُخرج معه كل من عبدربه منصور والارياني الى الابد من حزب المؤتمر .
إلا أنه قد يفعلها بشكل مؤقت ليضمن عودة الجنوبيين من اجل الحفاظ على وحدة حزبه ثم يعاود ترشيح نفسه كرئيس للمؤتمر من جديد وهو شيء متوقع منه .
وقد يتخذ اجراءات انتقامية بحق من عارضوه من الجنوبيين الموالين لعبدربه منصور واليمنيين الموالين للارياني في الفترات القادمة وبعد ان تستتب له الامور بحيث قد تصل تلك الاجراءات الانتقامية الى حد التصفية الجسدية كما حصل للعميد القشيبي وغيرهم من القيادات المؤتمرية السابقة والتي تخلت عن المخلوع اثناء مايسمى بثورة التغيير بل ووقفت ضده ومع خصومه اللدودين.

الثالث - ان يخضع عبدربه منصور لمشيئة وتهديدات المخلوع علي صالح وازلامه ويقدم طلب الى مجلس الامن لكي يسحبوا قرار العقوبات ضده
مقابل منصب ثانوي ومعطل الصلاحيات
في الحزب مما سيؤدي الى اهدار ماء وجه عبدربه منصور امام الرأي العام في اليمن وفي الجنوب بل وفي العالم اجمع.

(إلى أين؟!)

* وطبقا لهذه الوقائع فاننا قد نشهد تمزق حزب صالح في المستقبل المنظور وتشظيه الى قسمين وربما الى اكثر من ذلك !
خاصة مع استمرار تصاعد حدة الازمة داخل الحزب دون حسم احد الفريقين النتيجة لصالحه.
الجدير بالذكر ان اغلبية المنضوين الى حزب المؤتمر هم من اليمنيين وسيصبح عبدربه وانصاره مجرد اقلية منشقه وخارجة عن الحزب وربما ستعود نغمة (الاصل والفرع) داخل حزب المؤتمر اليمني وسيصبح عبدربه منصور رئيس لفرع صغير باعداد محدودة لحزب المؤتمر في عدن
فقط او في الجنوب على أكثر تقدير.

سم الدحابيش
22 ديسمبر 2014م


التعديل الأخير تم بواسطة سم الدحابيش ; 2014-12-22 الساعة 12:44 PM
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس