عرض مشاركة واحدة
قديم 2013-09-19, 10:03 AM   #1
حسين بن طاهر السعدي
قلـــــم ذهبـــــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-07-31
المشاركات: 3,801
افتراضي ايكاروسية الجنوب (العجز عن الحسم) (الجزء السادس) بقلم : عبد السلام بن عاطف جابر

الخميس 19 سبتمبر 2013 12:39 صباحاً

تناولنا في الجزء الخامس خاصية تغيير طريقة التفكير - من طريقة المكاسرة إلى طريقة التفكير اليابانية "التفكير المتوازي" -وفي هذا المقال أضع بين أيديكم خاصيتين فكريتين يجب على الجنوبيين تغييرها باعتبار ذلك جزء من تهيئة العقل الجنوبي ، والطريقتان هما :-

الأولى : التخلص من التحيز المعرفي :-

التحيز المعرفي هو ( أن يتمسك الشخص بموقف معين أو رأي معين بغض النظر عن صحته ، لأنَّه يتوافق مع حدود معرفته وثقافته ) قال تعالى في سورة الأنبياء على لسان إبراهيم عليه السلام ( إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنْتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ (52) قَالُوا وَجَدْنَا آبَاءَنَا لَهَا عَابِدِينَ (53)

وبسبب التحيز المعرفي ؛ لم يكتمل تشكيل تنظيم ، أو مكون ، أو خطة بشكل صحيح منذ بداية الحراك حتى اليوم . كما أن الشكل العام للمكونات عبارة عن صور شبه مطابقة من اللجان التي كانت تشكل بين 1967-1994 . وكذلك روح البيانات والخطابات والشعارات ... الخ هي نفس الروح لمثيلاتها في نفس الفترة.
والنتيجة فشل الجنوبيون اليوم كما فشلوا في المرحلة السابقة ،، وللخروج من الفشل لابد من تهيئة العقل لقبول طرق ومعارف وثقافات بنَّاءة لم يكن يعرفها ، وعمود الوصول إلى ذلك بالتخلي عن التحيز المعرفي .

الثانية : التخلص من الايكاروسية :-
حيث تروى الاساطير اليونانية قصة ايكاروس ، الذي صنع له والده جناحين ليهرب بهما من سجن الجزيرة ، ولما طار ووصل إلى نقطة النجاة استحلا الطيران ، وظل يرتفع ويرتفع ، فأذابت حرارة الشمس الشمع الذي يربط الجناحين فسقط ايكاروس في البحر ، وانتهى أمره .

وهذه القصة تنطبق على " القيادات الفاشلة تاريخياً " التي دمرَّت الجنوب بين 1967-1994 ثمَّ أضاعت الأرض بمن عليها . حيث صنع لهم الشعب جناحين - التسامح والتصالح - كجناحي ايكاروس ، فنجوا من خطر الانتقام والحساب والعقاب ، فلمَّا رأوا نجاحهم في تجاوزها استحلوا الطيران ، وهاهم يتسلَّطون على كل مراكز القيادة في الحراك . فإذا لم يتوقفوا فنهايتهم نهاية ايكاروس ، فالجناحين لتجاوز الحساب والعقاب فقط .

وتنطبق القصة كذلك على الحراك الجنوبي بالمجمل ، فنجاحه حتى اليوم والاستمرار في خلط الاوراق بجناحين هما "الفوضى والتشرذم" ، أغراهم للاستمرار بنفس الطريقة . فإذا لم يتغيِّروا إلى التنظيم والانضباط حتماً ستكون نهاية الحراك ايكاروسية .
وسبب ذلك أن اللاعب الرئيسي اليوم على الساحة اليمنية لم يعد نظام صنعاء ، الذي قدَّم للقضية الجنوبية بفساده وممارساته الاستعمارية مالم تقدمه كل قيادات الحراك . فاللاعب والحكم الذي نعنيه هو "الدول العظمى" . وهذه الدول خبيرة في التعامل مع الفوضى وإدارتها ، وقد جعلته علماً يُدَّرس في الجامعات .

والخلاصة ؛ لا يمكننا النهوض بالعقل الجنوبي ، وتطهيره من الفكر السلبي الذي زرعه الحزب بين 1967-1994 إلَّا إذا هيَّئنا العقل الجنوبي لعملية التطوير ، وعملية التهيئة تكون بوسائل عدة تناولنا منها تغيير طريقة التفكير في المقال السابق ، وفي هذا المقال تناولنا التخلص من التحيز المعرفي والايكاروسية .
وحتى يتم كل ذلك لابد من توفر الإرادة والرغبة للتغيير ، والحرص على التعلم والتصبُّر عليه ، فهو أساس النجاح لمن يريد النجاح ، قال نابليون ((إذا كنت لا تعرف ، تعلّم ،، وإذا كان ما تريدُ أن تعمله صعباً ، حاول ،، وإذا كان ما تريد أن تعمله مستحيلاً ، حاول أكثر)) فلنحاول إنَّ الله معنا .

نلتقي في الجزء القادم ،،،

اقرأ المزيد من عدن الغد | ايكاروسية الجنوب (العجز عن الحسم) (الجزء السادس) http://adenalghad.net/news/67544/#.U...#ixzz2fJdVnK5N
حسين بن طاهر السعدي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس