[حيد حديد]

"التصالح والتسامح
عمود الثورة واساسها المتين
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الوطن هو الأصل والأساس ,,الوطن هو الارض والانسان ,, الوطن ليس مجرد انتماء وهوية بل قضية لها ارتباط وجداني واخلاقي تحتم على ابنائه الاحتكام لمصالحه ومبادئه واهدافه ,, ونحن في الجنوب وفي هذه المرحلة الحساسة من مراحل النضال الوطني علينا الالتفات الى ما تحقق على ارض الواقع بعد سنين من النضال والتضحيات ,, وان نعمل على الالتزام بما يمليه علينا واجبنا الوطني وبما ان شعبنا يجسد ذكرى التصالح والتسامح بصورة تبرز مدى الوعي الوطني لدى شعب الجنوب فعلينا ان نوجه رسالة من ساحات النضال السلمي الى القيادات في الداخل والخارج وندعوها ان تجسد ذلك المبدأ النبيل في اخلاقياتها وتصرفاتها ونضالها ,,, ان ثورتنا حققت نجاحاً شعبياً ولم تصل الى ذلك النجاح الى الان سياسياً وتنظيمياً وهذا يعود الى غياب قيادة حقيقية تنظر لمصلحة الوطن والشعب وليس لمصالح جهات واهواء شخصية ,.. ان شعبنا قدم فلذات اكباده وخير وانبل واشجع من مشى على ترابه الطاهر قرابين لحرية اجياله القادمة وليس من اجل جهات وفئات وقوى زرعت في صفوفنا . كنت اتمنى ان تستوعب ماتسمى القيادات بالداخل والخارج حقيقة الوضع الخطير الذي يمر به نضالنا السلمي والتحديات التي تواجهه ,, ولكن للاسف لا نجد من بعضهم الا انزلاقاً خطيرا نحو مايخدم الاحتلال ,, فمصلحة الوطن تدعوهم لتوحيد الصف وهم يسعون لتقسيم الشعب . مصلحة الوطن تدعوهم لنزع الذاتية والانانية وهم يلهثون وراء امجاد زائفة ومصالح ضيقة ,,, اذا اردنا النجاح علينا ان نجعل رايتنا بيد الشعب لابيد اشخاص علينا ان نضع الوطن فوق كل اعتبار فالافراد زائلون والوطن باق ,,, علينا ان نستفيد من اخطاء الماضي والحاضر لنبني مستقبل آمن لاجيالنا القادمة ."
لقد اسست ثورتنا قواعدها المتينة على مبادئها السامية ومن اهمها التصالح والتسامح من اجل توحيد الجهود النضالية لمقاومة الاحتلال ومداواة الآم الماضي بكل مراحلة دون تمييز وكذلك ممارسة التصالح والتسامح سلوكاً واخلاقاً في حاضرنا ومستقبلنا والعمل على ترسيخ القيم الايجابية في المجتمع الجنوبي لوضع اسس سليمة لمستقبل الجنوب فما احوجنا اليوم ونحن نستعد لاحياء ذكرى التصالح والتسامح ان نجسد تلك القيم النبيلة تجاه بعضنا ولتكن اروحنا نقية سامية عن كل ما يخدش نقاء ثورتنا فالاحتلال يسعى لاستثمار كل ماتتاح له من فرص لتمزيق الجسد الجنوبي ولذلك علينا ان نتمسك بالوعي الوطني ولاننساق خلف المنزلقات التي تتعترض طريقنا ومسيرة ثورتنا وان نجعل وحدة صفنا وتماسكنا وسيلتنا لتجاوز التحديات .
ان التصالح والتسامح كان بذرة الخير ووسيلة في غاية النبل اخرجت ثورتنا الى ساحات وميادين النضال ليرسم ابناء الجنوب بتضحياتهم الغالية وارواحهم الطاهرة ودمائهم الزكية حرية الوطن الغالي لذلك يجب علينا المحافظة على مبادىء ثورتنا السامية وقيمها النبيلة وان نتمسك بها ونجعلها دستورنا اجتماعياً وسياسياً وثقافياً . فالتصالح والتسامح لايقتصر على الماضي السياسي والحاضر النضالي بل هو غاية ووسيلة وطنية لترتيب البيت الجنوبي بكل مقوماته ومظاهرة على اسس سليمة لبناء مستقبله المشرق ان شاء الله .