عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-09, 08:44 AM   #10
المنظار
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-15
المشاركات: 616
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بائع المسك مشاهدة المشاركة
هل الحراك الجنوبي حامل سياسي؟؟ (للنقاش الجاد)
من خلال متابعتي ومعاصرتي لتطورات أحداث الحراك الجنوبي السلمي منذ انظلاقته قبل نحو خمس سنوات، لاحظت ومعي جميع الجنوبيين والمهتمين بالشأن الجنوبي، اشكالية المفاهيم والمصطلحات التي يعاني منها الحراك الجنوبي وهيئاته وأنصاره ، وجميعنا يعلم الجدل الحاد حول مصطلحات: الاستقلال ، فك الارتباط ، تقرير المصير ، استعادة الدولة ، الفيدرالية،...الخ وجميعنا يتذكر الجدل الحاد الذي دار في نهاية 2009م حول تغيير اسم مجلس قيادة الثورة، الى مجلس الحراك السلمي، ومازال الجدل حول مفاهيم هذه المصطلحات والتسميات، قائماً حتى اللحظة لم يحسم بعد ، بل ولم يتم ترشيده وعقلنته لكي يتحول الى حوار بناء يفضي الى تأصيل مفاهيم منضبطة، قائمة على تحليل منهجي علمي، يلم شتات الأفكار والرؤى المبعثرة والمتصادمة في فضاء الوعي الجنوبي..عموماً هذه قضية جد مهمة وخطيرة يتحمل وزر بروزها واستمرارها بهذا الشكل المعقد، النخب الجنوبية ، ذلك أن استمرارها بهذا الشكل المائع، قد ادخل الحراك الجنوبي في أزمة مفاهيم متنامية بشكل متفاقم ، فقد لفت نظري منذ ما يزيد على سنة وتحديدا بعد انتفاضة التغيير في صنعاء، استخدام المصطلح القائلالحراك الجنوبي هو الحامل السياسي للقضية الجنوبية) وذلك من أطراف واتجاهات عديدة حراكية وغير حراكية جنوبية وغير جنوبية، ولكن اللافت هذه المرة أن هذا الاصطلاح لم يكن مثار جدل أو حتى اهتمام أو تركيز، وكأن الجميع سلم بصوابه، أو استحسنه ولم يرى في مدلولاته السياسية والقانونية، ما يستحق النقاش والتفكير الجدي فيه، ولعل ذلك يرجع الى أن هذا المصطلح لم يدخل في نطاق الخطاب السياسي والإعلامي الرسمي لمكونات الحراك وقياداته ، بشكل لافت ومقصود ، ولكن مؤخراً لاحظت بروز هذا المصطلح في بيانات وتصريحات مكونات وقيادات جنوبية كبيرة ، كان آخرها بيان تجمع القوى المدنية الجنوبية، وبيان لجنة التواصل التي تشكلت برعاية القيادي محمد علي أحمد ، ومقابلة الرئيس حيدر العطاس مع دار الخليج، وهذا ما دفعني لطرح هذا الموضوع للنقاش الجاد الهادف والهادئ، للأفكار وليس للأشخاص، فمن لديه مقدرة أو فكرة أو معلومة مفيدة، فهذه هي تساؤلاتي:
ـــ ما هو الحراك الجنوبي: هل هو حامل سياسي للقضية الجنوبية؟؟ وما المقصود بمصطلح الحامل السياسي؟؟
أرجو المشاركة من الجميع في النقاش وليس في الجدل، وسأحاول الاجابة معكم أثناء النقاش انشاء الله...
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى


التحية العطرة لاستاذ الكتابة والواقعية بائع المسك ..
هناك في الجنوب قضية تتمثل بالوضع الغير طبيعي للعلاقة بين الشمال والجنوب ( التي افرزته حرب 94) كونه اقرب الى الاحتلال منه الى الوحدة / وهناك ثورة او انتفاضة او حركة احتجاجات واسعة (او سمها ما شئت ) عمت محافظات الجنوب ضد هذا الوضع الغير طبيعي ، وهناك عنصر ثالث وهو مكونات او هيئات تقدم نفسها من خلال قادتها ( ! ) انها تمثل قيادات هذه الثورة او الهبة الشعبية ...الخ .
والسؤال الذي يبدو انه اثار اهتمام استاذنا ، بائع المسك ، هو المتعلق بالعنصر الثالث وهو تلك المكونات التي تضع نفسها في موقع قيادة القضية الجنوبية والحامل السياسي لهذا القضية .
ولكي نجيب على هذا التساؤل ، لا بد لنا من العودة لاستعراض المراحل والظروف التي مر بها الحراك الجنوبي والمحطات المختلفة التي مثلت لحظات توقف و تعثر واخفاق في بلورة كيان سياسي معتبر يمتلك مقومات القيادة الحقيقية لهذه الثورة والقضية الجنوبية برمتها . وهذه المحطات تبدأ من اعلان عدن الذي اسفر عن انشطار باعوم عن النوبة ، ثم توالت التفريخات وتبعتها انشطارات .. فظهرت نجاح والمجلس الوطني الاعلى ثم هيئة النضال السلمي والهيئة الوطنية السلمية ثم مجلس قيادة الثورة ثم تبعثرت الاوراق مرة اخرى في اجتماعات يافع وردفان وحضرموت حتى وصلت مكونات الحراك الى ما يشبه ا لجزر الصغيرة في محيط متلاطم الامواج .
باختصار ومن خلال النظرة المتأنية والواقعية الى تفسير هذه الحالة ، نجد ان الحراك الجنوبي نجح شعبيا على الشارع ، وفشلت قياداته في الوصول الى حالة من النضج السياسي ، لاسباب كثيرة ، أهمها غياب الخبرة السياسية لدى اغلب القيادات ، التسرع في اتخاذ القرارات ، النظرة الضيقة للامور ، الحسابات والاعتبارات الشخصية التي سادت النشاط السياسي لهذه القيادات ، ومن أهم الاسباب غياب الشخصيات السياسية الكارزمية في الداخل وعدم قدرة تلك القيادات على التأثير والاستقطاب في بقية مكونات المجتمع الجنوبي وخاصة النخب وتقوقعت على نفسها ربما كم ا اسلفنا خوفا من سحب البساط من تحت اقدامها ( كما تظن ) ، كل ذلك افقد الحراك هيبته السياسية بل وقوبلت تلك ا لكيانات بالاستخفاف والازدراء وتركت انطباع بالاحباط واليأس بين صفوف الشارع الجنوبي .
وهكذا بدت قيادة الحراك في نظر الداخل والخارج ركيكة وعاجزة ومتشظية تفتقر الى ابسط مقومات الادارة السياسية . ومع ذلك لا زلنا نتحدث عن الحراك باعتباره محور الثورة الجنوبية ومؤسسها دون النظر الى رموز وقيادات مكوناته ، التي اثبتت عجزها وضحالة خبرتها السياسية ، ولذلك ينظر الى الحراك باعتباره الوعاء الثوري والشعبي والسياسي الجنوبي الذي يمكن كل شرائح المجتمع الجنوبي من الانخراط فيه وأي قوى تستطيع اقناع الشعب بجدارتها في قيادة الحراك الشعبي سوف تلقى الترحيب والقبول مما يعني اننا الى الآن لسنا بصدد حامل سياسي حقيقي وواقعي للقضية الجنوبية بقدر ما هو تعبير درجت عليه الكتابات والبيانات وما الى ذلك ، عسفا ومجازا .
المنظار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس