[علي المفلحي]

سلام الله عليكم ،ونحن نحتفل في 13 يناير 2006 بالذكرى العاشره المباركه لاعلان يوم التصالح و التسامح من مقر جمعيه ردفان الخيريه و الاجتماعيه بعدن ، عدن الباسله ،عدن المدنيه و الحضاريه،و الذي توج ذلك بالانطلاقه المجيده للحراك السلمي الجنوبي،فاننا نؤكد ان التصالح و التسامح ،له قيمه اسلاميه حضاريه ،بل انه ينطلق من الهدي القراني و هدي رسولنا الكريم صلى الله عليه و سلم ،و الذي ارشدنا الى الالتزام بالوسطيه و الاعتدال ،و السماحه و الوئام ،و العدل و الامان ،و العفو و السلام ،و التوحد و الوفاق ،و التسامح و الايثار ،و التصالح و الاحسان ،الاحسان الى الاخرين ان تحسن الى من اساء اليك ،و تعفو عن من ظلمك ،و تعطي من حرمك ،و تصل من قطعك ،قال الله تعالى ( وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيم ٌ)، فما صبر احد و عفا و سامح على مظلمه او اساءه الا زاده الله عزا و جاها و نصرا ،و كفاه الله شر غوائل الزمان ،فصنائع المعروف و الاخذ بمبدأ التصالح و التسامح و قبول بعضنا بعضا مهما اختلفت ارائنا و خياراتنا الوطنيه ،و الاحسان الى من اساء الينا ،كل ذلك هو السبيل الوحيد الذي يقي جنوبنا الحبيب مصارع السوء و الحروب الاهليه و الصراعات المقيته و الاختلافات المنتنه ، و الاغتيالات المهلكه ، التي ابتلينا بها منذ نصف قرن و حتى يومنا هذا ، انها كما حذرنا رسولنا الكريم (الهرج و الفتن لا يدري القاتل في اي شي قتل و لا يدري المقتول على اي شي قتل، يحسب المسىء انه محسن ،دم المؤمن عند المؤمن احلى من شرب الماء) و الله المستعان ،ترى متى نلتزم بحقن دمائنا المعصومه ، و ترجمة مبدأ التصالح و التسامح الى واقع معاش و منهاج حياه ؟ ،قال الله تعالى (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ۚ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) فعندما تقابل من اساء اليك بالسلام و التصالح و التسامح و العفو و الترفع عن الصغائر و التحرر من النزعه الانتقاميه و الثاريه و الاقصائيه و التخوينيه و الحقد و الكراهيه و غمط الاخرين ،فانت بذلك تحول من اساء اليك او المخالف لك في الراي ،من خصم مرشح بعداوته الى ولي و صديق حميم ،وانت بهذا لا تخسر شي بل تكسب المعدوم و تضمن الحياه العادله و الآمنه و المستقره لك و لغيرك و لوطنك ،و تنال احترام الاعداء قبل الاصدقاء ،و الثواب الجزيل عند الله تعالى ،قال تعالى(وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) و في هذا الصدد فاننا نؤكد ان انتصار القضيه الجنوبيه العادله ،و الحفاظ على الانتصار الذي حققته اخيرا المقاومه الجنوبيه الباسله ،لن يتحقق ذلك الا بالتحاور و التصالح و التسامح و ترسيخ الامن و الاستقرار ،و الكف عن الاقصاء ، و طي صفحه الماضي المرير،و قبول بعضنا البعض فالجنوب يسع الجميع ،(نتعاون فيما نتفق عليه و نتسامح و نتصالح فيما نختلف عليه ) كما يجب ان تتوحد و تتضافر جهود الجميع لعقد مؤتمر جنوبي جامع ،و الاتفاق على كلمه سواء بحيث يكون ولأ الجميع لله عز و جل و تغليب المصلحه العليا للوطن على المصالح الذاتيه و الفئويه و الحزبيه و المناطقيه و المذهبيه قال الله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ ۖ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ )،اللهم وحد صفوفنا و الف بين قلوبنا ،و اصلح ذات بيننا ،و آمنا في اوطاننا ،و جنبنا الفتن و المحن ما ظهر منها و ما بطن ،و هيئ لنا من امرنا رشدا ،اللهم امين ،طبتم و طابت ايامكم .