عرض مشاركة واحدة
قديم 2020-04-28, 06:23 PM   #4
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,797
افتراضي

البروفيسور اليمني مصطفى العبسي يكتب مقال رائع حول الإدارة الذاتية التي أعلن عنها الإنتقالي في الجنوب.... ما لبث البروف أقل من 3 دقائق حتى حذف المقال، ربما يعاود نشره، وربما هناك من/ما يمنعه

لكن صدته قبل ضياعه

عدن ليست برشلونه.. ولا الرياض مدريد!
ـــــــــــــ

كيف يمكن ان نلوم محاولات الإخوة في عدن اخذ زمام امورهم بأيديهم وهناك انفلات أمني واداري واقتصادي رهيب في هذه المدينة المنكوبه؟

كيف نلوم أي محاولات لتحسين خدمة السكان المحليين وهناك إهمال فضيع لمدينة كانت الى عقود قليلة افضل منارات المدنية في الجزيرة العربية؟

كيف ننكر على اهل عدن ان يصرخوا في وجوه المنتفعين والأوغاد "ان عدن للعدنيين"؟

هذه أسئلة وضعتها على نفسي وفكرت فيها طويلا.

موقفي واضح من الانفصال والانًفصاليين.
من الشعار الغريب على عدن: "عدن للعدنيين."
من عيدروس واصحابه.
من الانتهازيين المتاجرين بأرواح ومعاناة البسطاء سواء في عدن او غيرها.

لا اعتبر ان ما يجري في عدن انفصالا بالمعنى التقني او الضمني للانفصال. وقد لا يكون له اساس قانوني يقف عليه. ومع ذلك معلوماتي القانونية محدودة واترك الامر للمختصين. لكنني فقط اعبر عن ملاحظاتي ومعرفتي البسيطة لما حل بعدن منذ ان تم مسح الحدود بين شطري اليمن.

اولا. لابد ان نعترف ان اليمن بلا حكومة وبلا دولة.
وبالتالي لجوء اي جزء من اليمن لأخذ زمام المبادرة المحلية لخدمة مصالح المواطنين في ذلك الجزء هو خطوة ايجابية ولو على المدى القريب. فحياة الناس ومصالحهم وتوفير أدني الخدمات لهم وتحريك عجلة الحياة الاقتصادية ولو محليا افضل من الدمار الكلي للبلاد وتعريض حياة الناس للخطر.

ثانيا. في ظل هذه المرحلة القاتمه والانفلات الامني وغياب الدوله علينا ان نكون مرنين مع المبادرات الاقليميه.

أي حلول محلية ستساعد المواطن على الحياة والاسهام في العمل وتحريك الاقتصاد المحلي لابد من تقبلها وتشجيعها. هذه خطوات ستساعد على الاستقرار. واذا عّم الاستقرار وزادت منافع الناس وزاد الإقبال على الحياة كانت هناك روح للتعاون ولبناء اوطان اكبر من مساحاتنا المحليه.

ثالثا. وضع اليمن لا يختلف عن وضع الصومال في العقدين الماضيين. بل ويمكن القول ان اليمن وضعها اصعب لانها تعيش كذبة سخيفة اسمها دولة او دول.
دولة ورقية اسمها الشرعية.
ودولة مشعوذه اسمها الحوثي.

مع تدهور الامن والاقتصاد في الصومال حاولت تجمعات إقليمية مثل البونت لاند وإقليم ارض الصومال اخذ زمام المبادرة بالاستقلال بقرارتها لخدمة مواطني تلك الأقاليم وحماية مصالحهم والحفاظ على الامن في سياق محدود. ساعد ذلك في تحقيق استقرار نسبي في تلك المناطق ولو بشكل مؤقت.

مقارنه اليمن بوضع الصومال اكثر منطقية من مقارنته بوضع ادنبره مع لندن او لشبونه مع مدريد. الجنوب ليس سكوتلاندا او كاتالونيا عندما تناديا بالإنفصال ولا اليمن بريطانيا او اسبانيا.

حلول الأقاليم الصومالية المؤقتة تبدو نماذج منطقية لعدن وغيرها اذا كانت ستحافظ على حياة الناس وعلى كرامتهم.

رابعا. بالطبع قد تكون هناك نتائج سلبية لأي انفصال إقليمي في اليمن لكن هذه التوقعات تقوم على مسلمات ضعيفه. تعالوا اقول لكم لماذا:

1) يقولون انفصال اَي اقليم سيهدد الشرعية.
ولكن السؤال الأهم هو عن اَي شرعية تتحدثون؟ الشرعية المعلبة فقدت تاريخ صلاحيتها. الواقع الامني والاقتصادي والاداري يقدم ادلة واضحه عن غياب الدولة "الشرعيه." مرة أخرى الشرعية الحقيقية هي: شرعية حياة الانسان. المواطن. سلامته وأمنه وكرامته.

2) يقولون أي انفصال سيهدد عمليات التحالف العربي في اليمن ويؤجل عملية التخلص من انقلاب الحوثي.
مسلمة أخرى خاوية تقوم على أساس وتوقع خاطئ عن أهداف ونوايا هذا التحالف. أهداف التحالف لم تعد تلتقي بل هي تتعارض وأهداف المواطن.
إذا هذا التحالف قد فقد شرعيته الأخلاقية.

تحالف المواطنين العاديين (مع قياداتهم المحلية) من اجل رعاية وحماية مصالحهم في كل شارع وحارة وقرية ومدينة هو الأهم الآن.

3) هل ممكن ان ننكر ان هناك قوى خارجية تحاول ان تستفيد من مثل هذه الحركات الانفصاليه؟
بالطبع لا ننكر. هذا امر واضح.
نعرف مثلا ان الامارات هي الداعم الرئيسي لجهود الانفصال في عدن. ونعرف ان البعض (وانا من منهم) نشكك في نوايا واهداف الامارات. لكن المحك الرئيسي هو دائما هذا السؤال:

بعد هذه الترتيبات، هل سيكون وضع المواطن افضل او أسوأ مما هو عليه الآن؟

الرياض
ابوظبي
طهران
كل نظام يبحث عن مصالحه.

لماذا اذا لا يبحث المواطن في أي مكان عن مصالحه. ولماذا لا يفوض من بين رجاله ونسائه قيادات تستطيع ان تتحدث باسمه وتتفاوض من اجل الحصول على افضل المكاسب لتحسين حياة الانسان.
(بالمناسبة حكاية التفويض هذه مازالت غائية من الانتقالي وعناصر انفصاليه اخرى)

نحن في عالم جديد ملئ بالتحديات
عالم كورونا والقرن الواحد العشرين
مفاهيم الوطنية والقومية وغيرها من العصبويات لابد ان تتكيف مع حاجة الانسان.
الانسان هو الأساس!

يقولون في الغرب ان كل السياسات لا بد ان تبدأ محليا. واضيف ان كل المصالح لابد ان تبدأ محليا ومن عند المواطن نفسه.

على المواطن اليمني ان لا ينتظر من يأتي ويحارب من اجله او يمنحه حقوقه.
ليتحرك الجميع في سياق الممكن الان.
سياق محلي. إقليمي. لا يهم.
المهم ان يكون الهدف حماية الإنسان ورعاية مصالحه.
__________________
استكمال الحوار الجنوبي الجنوبي
استكمال تحرير الأرض الجنوبيه
استكمال هيكلة
المجلس الانتقالي
والقوات المسلحه الجنوبيه
علي المفلحي متواجد حالياً   رد مع اقتباس