...............................
*الفتنة نائمة لعن الله من ايقظها*.
...............................
قال الله تعالى(وَٱتَّقُوا۟ فِتۡنَةࣰ لَّا تُصِیبَنَّ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنكُمۡ خَاۤصَّةࣰۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ) .
ان الوقوف امام المشهد السياسي المتأزم في اليمن شمالا وجنوبا، نتيجة اذكاء نار الفتن و الحروب الاهلية العبثية الخاسره ، هنا و هناك ، و تداعياتها الكارثيه ، التي لم يشهد لها التاريخ مثيل، كل ذلك يتطلب من جميع الفرقاء و الاطراف المتحاربه ، علاج ذلك باشاعة ثقافة التصالح والتسامح و التوافق ، و الاحتكام الى التحاور و التفاوض بدل الاحتراب ، و احترام الرأي والرأي الآخر، و قبول التعايش مع الاخر ، مهما اختلفت الرؤى و الخيارات الوطنيه ،
و على الجميع و خاصة على الاخوه الجنوبيين ان يدركوا ان الحوار و التصالح و التسامح مع الاخوه المختلفين معهم في القضايا الوطنية و المصيريه ، يعد ذلك وسيله اسلاميه وحضارية، يباركها المنهج القرآني ، و الهدي النبوي، و هو الخيار الافضل والاسلم، و البلسم الشافي لجراحنا و مظالمنا و شتاتنا ، بدلاً من الاستحضار لفتن الماضي المقيت و تخوين و اقصاء بعضنا لبعض ، فالجنوب يتسع للجميع ( الاقربون اولى بالمعروف ) ، أي ان الاقربين الجنوبيين اولى بالمعروف و بالتوحد و التئازر و التناصر مع اخوانهم الجنوبيين المظلومين ،
لذلك فان التعاطي مع قضايا استحقاقات شعبنا الجنوبي، المطلبيه و الحقوقيه الشرعيه ، و السياسيه و المصيريه العادله ، لن يتحقق ذلك إلا بتوحد الجنوبيين بكل كياناتهم و اطيافهم السياسيه، و حل القضيه الجنوبيه حلاً عادلاً و بما يرضي شعب الجنوب المكلوم و المقهور ، و ليس باستعمال العنف و حشد القوات الغازيه التكفيريه و العدوانيه هنا و هناك ، لانتظار ساعة الصفر لشن الغزو العدواني الثالث على عدن الوادعه والحضاريه، و على شعبنا الجنوبي المسلم والمسالم ، و تحت علم الوحده المغدور بها، و تعميدها بالدم ، بل و يعملون على اذكاء نار الفتن و الحروب ، و الاستئثار بالسلطه و الثروه ، برفع شعار الوحده او الموت ، الوحده نعمدها بالدم ، لاستباحة دماء جميع الجنوبيين و اموالهم و اعراضهم ، و فقاً لفتوى التكفير فتوى التمترس ،
كيف يكون ذلك يا اخوة الاسلام، و رسولنا سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه يقول : ( لحرمة المسلم اعظم عند الله من حرمة الكعبه ، ولهدم الكعبه حجراً حجراً ، اهون عند الله من سفك دم امرئ مسلم ) .
فهل الوحده الاندماجيه الفاشله، التي تمت بين دولة الجنوب ودولة الشمال عام ٩٠م ،
و قد الغيت بغزو الجنوب عام ٩٤م و عام ٢٠١٥م ،
هل هذه الوحده عند الله عز وجل و عند خلقه اعظم حرمه من الكعبه المشرفه ، التي اشار اليها رسولنا الكريم ؟
مالكم يا قومنا كيف تحكمون ؟
لذلك كله ، و امام المشهد المأساوي الذي يعيشه شعبنا الجنوبي العظيم ، و هو يواجه جائحة فيروس كورونا، و جائحة فيروس حشد القوات التكفيريه ، المعتديه في شقره ، و نحن نستقبل شهر رمضان المبارك، شهر الغفران و الرضوان، و الخير والبر والاحسان، و التصالح و التسامح و السلام ، فاننا على ثقه بان الاخ الرئيس القائد عبدربه منصور هادي رئيس الجمهوريه ، و الاخوه الاشقاء في دول التحالف العربي بقيادة المملكه السعوديه و الامارات العربيه ، سيعملون سريعاً على سحب القوات المحتشده في شقره و شبوة، الى مارب ، وفقاً لاتفاق الرياض التاريخي،
و ينبغي على الجميع الالتزام بوقف اطلاق النار، و اصلاح ذات البين ، و درأ الفتن و حقن دماء اليمانيين و دماء اخواننا الجيران ، و تحقيق مبدأ العدل الاجتماعي، و الاطعام من جوع و الامن من خوف ، الأمن ، الأمن ، الأمن ( .. رَبِّ ٱجۡعَلۡ هَـٰذَا ٱلۡبَلَدَ ءَامِنࣰا ..) .
كما يجب دفع مرتبات مواطنينا الغلاباء ، و توفير الطاقه الكهربائيه ، خاصة في هذا الصيف الحار و في شهر رمضان المبارك، و مواسأة الفقراء والمحتاجين، و الله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه، و احب الناس الى الله انفعهم لعباده ، و الراحمون يرحمهم الرحمان ، ارحموا من في الارض يرحمكم من في السماء ،
هكذا يرشدنا رسولنا سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
و معلوم ( ان الفتنه نائمه لعن الله من ايقضها ، و رحم الله من اخمدها )
و جاء في الخبر ( انا لله في هذا الكون خزائن ، و لهذه الخزائن مفاتيح ، فطوبى لمن كان مفتاحا للخير مغلاقا للشر ، و الويل لمن كان مفتاحا للشر مغلاقا للخير ) .
مؤكدين ان منح شعب الجنوب حقه الشرعي في استعادة استقلاله و حقوقه المشروعه و المصيريه ، بالطرق السلمية و الديمقراطيه ، سيعزز ذلك مع الاخوه في الشمال، وشائج القربى، و حسن الجوار ، و الاحترام المتبادل، و المصالح المشتركه، بل و يرسخ ايضا الأمن و الاستقرار و التعايش السلمي على المستوى المحلي والإقليمي والدولي،
قال الله تعالى (یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ ٱسۡتَجِیبُوا۟ لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمۡ لِمَا یُحۡیِیكُمۡۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ یَحُولُ بَیۡنَ ٱلۡمَرۡءِ وَقَلۡبِهِۦ وَأَنَّهُۥۤ إِلَیۡهِ تُحۡشَرُونَ وَٱتَّقُوا۟ فِتۡنَةࣰ لَّا تُصِیبَنَّ ٱلَّذِینَ ظَلَمُوا۟ مِنكُمۡ خَاۤصَّةࣰۖ وَٱعۡلَمُوۤا۟ أَنَّ ٱللَّهَ شَدِیدُ ٱلۡعِقَابِ)
صدق الله العظيم.
اللهم جنب اليمن شمالا وجنوبا، و امتنا العربيه والاسلاميه، و العالم اجمع، الحروب و الازمات، و البلاء و الغلاء ، و الامراض و فيروس كورونا ، و الفتن و المحن ما ظهر منها وما بطن، و ربنا يهل علينا شهر رمضان المبارك، بالأمن و الايمان، و السلامه و الاسلام، و يوفقنا لصيامه و قيامه ، و قد وضعت الحروب الاهليه العبثيه في اليمن اوزارها ، اللهم آمين.
و صلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
تقديم / يحيى عبدالله قحطان .
|