عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-09-26, 12:51 AM   #1
الشامخ رأيه
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2009-05-21
المشاركات: 138
افتراضي الحوثيون .. من أين وإلى أين ؟!!

الحوثيون .. من أين وإلى أين ؟!!

د. مسلم اليوسف





الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على إمام الرحمة والملحمة رسولنا ونبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وبعد :


منذ نشوء الدولة الصفوية الجديدة، وعواصفها وفتنها تضرب كل البلاد العربية والإسلامية من الفلبين مرورا بأفغانستان وباكستان إلى الجزيرة والعربية، ودولها إلى المغرب الأقصى وعموم بلاد وقرى المسلمين، ولا أكاد أكون متوهما أو غير واقعي إذا قلت أن فتن الدولة الصفوية تحضر منذ الأيام الأولى لنشوئها لتعم جميع بلاد المسلمين.


وها هي اليمن اليوم تتعرض لعواصف هذه الدولة عن طريق الحوثيين وأفكارهم وشرورهم، فمن هم، وماذا يريدون، وكيف يجب التعامل معهم ومع أمثالهم ممن باع نفسه للشيطان.
الحوثيون : نسبة إلى حسين بن بدر الدين الحوثي وهو الذي كون جماعة دينية تشربت الفكر المتطرف من الدولة الصفوية الحديثة لمحاربة وزعزعة أركان دولة اليمن ومن ثم دول جزيرة العرب قاطبة.
ولد حسين الحوثي عام 1956 م في قرية آل الصيفي بمنطقة حيدان التابعة لمحافظة صعدة على بعد 240 كم من عاصمة اليمن صنعاء.


التحق حسين الحوثي بمدارس التعليم السنية في محافظة صعدة التي كانت حركة الإخوان المسلمين تديرها. ثم التحق بكلية الشريعة في جامعة صنعاء وحصل منها على شهادة البكالوريوس في الشريعة والقانون.


ومن خلال تصدير مفاهيم ما يسمى بالثورة الإسلامية قام رجالها بشراء عدد من محدودي النظر والعلم والإيمان، فقاموا بإنشاء منتدى الشباب المؤمن عام 1997م.
وكان أعضاء هذا التيار يدرسون الثورة الإيرانية على يد محمد بدر الدين الحوثي، وبسبب الانحياز الأعمى والمتطرف لحسين الحوثي إلى المذهب الجعفري الرافضي انسحب الأخير من المنتدى وكون تحت سلطانه - وبدعم مباشر من إيران – ما يسمى بتنظيم الشباب المؤمن.


وكان من أهم الأفكار التي يتبناها هذا التنظيم :


أ‌- أن الأمة تحتاج إلى إمام يعلمها كل ما تحتاج إليه وهي بالتالي لا تحتاج – بحسب أفكاره المنحرفة – إلى كتاب الله ولا إلى سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.

ب‌- يجب أن يكون للأمة إمام أو قدوة، وكان الهدف من هذا الأمر أن يعين نفسه إماما أو قدوة لأتباعه وثم اليمن عموما، لأن أتباعه يطلقون عليه اسم القدوة.

ت‌- الحملة الشديدة على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الكرام رضوان الله عليهم وجميع ثوابت آهل السنة والجماعة إرضاء لملالي إيران وحلمهم بالقضاء على المسلمين.

ومن أهم أفكاره المشهورة بين أنصاره : أن كل سيئة في الأمة وكل ظلم وقع عليها وكل معاناة وقعت بالأمة المسؤول عنها أبو بكر وعمر وعثمان وعمر بالذات هو المرتب لكل ما حصل.

وطبعا لا يخفى على احد الحقد الدفين من المجوس لقضاء أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضوان الله عليه على الدولة المجوسية إلى غير رجعة، ومع هذا فما زال الحالمون بالثأر للدولة المجوسية يسعون إلى تحقيق حلمهم بقتل المسلمين وهدم دينهم إذا استطاعوا إلى ذلك سبيلا.

وها هي ملامح فتن الدولة الصفوية الجديدة تظهر في أكثر من بقعة في عالمنا العربي و الإسلامي في ظل غياب حكام مسلمين وشعب ليس له حول أو قوة.

والمتتبع للأحداث لا يجد أي عناء في اكتشاف التواطؤ الإيراني ومحاولة زعزعة المنطقة ككل، وليس اليمن أو غيرها فقط، فاليمن والعراق جزء من مخطط صفوي كبير وضع للمنطقة ككل للقضاء على الحكم السني وعلى أهل السنة والجماعة.

لقد استغلت الدولة الصفوية التقسيمات العرقية داخل المجتمع اليمني فوجدت ضالتها في المجموعات الزيدية المبعثرة، فاستطاعت المخابرات الصفوية من اختراق هذه المجموعات، فأدخلت عليها مبادئ وأفكار الفرقة الإثني عشرية وكل ما يناسب توجهها التوسعي وفق الحلم المجوسي بالسيطرة على المنقطة وثرواتها.

أما عن الولايات المتحدة وربيبتها المدللة إسرائيل، فإن كل الأزمات و الصراعات التي تتخبط بها المنطقة لا بد أن يكون منشأها أو المخطط لها أو مشعلها ثالوث الشر - الولايات المتحدة وإسرائيل وإيران – وذلك تحت مظلات مختلفة تهدف في مجملها إلى زعزعة المنطقة للسيطرة عليها وعلى ثرواتها.
فالذي حدث و يحدث في العراق خير دليل على ذلك إذ قام ثالوث الشر باحتلال هذا البلد وتدمير قدراته المادية والبشرية ونهب ثرواته.

وها هو السيناريو ذاته يتكرر اليوم في اليمن – مع تعديلات تتوافق وطبيعة البلاد والسكان – من خلال الحوثيين لزعزعة نظام الحكم في اليمن ومن ثم المملكة العربية السعودية وباقي دول الخليج العربي.
فهل سينجح ثالوث الشر في تنفيذ مخططه التخريبي في بلادنا وديننا وثوابتنا ؟!
نعم وبكل أسف أن هذه المخططات وأمثالها قد تنجح إن لم يسعى الحكام إلى تحقيق كثير من هذه النقاط وأمثالها:

أولا – المصالحة الجدية ما بين الحكام والمحكومين على أسس ومبادئ الشريعة الإسلامية.
ثانيا – التبادل السلمي للسلطة وفق مبادئ وأحكام الشريعة الإسلامية الحنيفة.
ثالثا – محاربة الفساد بجميع صوره وأنماطه، فالفساد يكاد يفتك بالمنقطة وشعوبها وأنظمتها وهو المطية الحقيقية التي يمتطيها ثالوث الشر ومن يسير بركبها.
رابعا – إعطاء العلماء حقهم في بناء هذا الوطن وبناء شعوبه وتحصينهم من أسلحة ثالوث الشر التقليدية وغير التقليدية.

وهذا لعموم المسلمين أما لأخوتنا في اليمن، فنقول لحكامهم أن المعالجة العسكرية لازمة، ولكنها غير كافية إذ لابد من التصدي الجاد وبشكل ممنهج لجميع خطط الروافض وذيولهم في المنطقة ومعاملتهم بالمثل.

كما يجب الوقوف مع أهل السنة والجماعة عموما ومع أهل السنة في إيران لانتزاع حقوقهم المغتصبة والمحافظة على كيانهم وديانتهم من هذا الغول الفتاك.

كما يجب الاهتمام بشكل جاد بالإعلام المرئي والمسموع التقليدي وغير التقليدي للتصدي لخطط الروافض، وكشفها وكشف عقائدهم الباطلة لهدم ديننا الحنيف واستغلال آلام وآمال شعوبنا لتحقيق طموحه الاستعماري لاستعباد العباد ونهب ثرواتهم.

في الأمس كانت العراق، واليوم اليمن، وغدا نحن إن لم نصحوا من غفوتنا، فنعود إلى ربنا تائبين من ذنوبنا، مطبقين لشريعته، وأوامره وأحكامه، لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم.


كاتب ومحامي إسلامي سوري
الشامخ رأيه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس