عرض مشاركة واحدة
قديم 2016-04-01, 03:03 AM   #24
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,816
افتراضي

نحو حامل سياسي جنوبي جامع.. مدخل للنقاش
16/12/2011
علي سيف حسن*:

البحث المضني عن صوت جنوبي موحد، هو عنوان وضعته مجموعة الأزمات الدولية لأحد اهم مكونات تقريرها حول القضية الجنوبية.
إختيار عنوان بهذه الصيغة من قبل اكبر المرجعيات الدولية يعبر عن صعوبة واهمية وجود صوت جنوبي موحد.
التقرير وبفضل الجهد المهني الرفيع والمثابر استطاع ان يستوعب ويرصد المكونات الجنوبية بمختلف مسمياتها ومواقفها من القضية الجنوبية.
الهدف من هذه المداخلة المختصرة هو دعوتكم الى عصف ذهني إبداعي ونقاش جاد ومسئول من اجل تكوين حامل سياسي جامع يتمتع ب :
الشرعية الشعبية
الفعالية الأدائية
الرشد السياسي.
ولن اكرر ما ورد في التقرير فهو موجود بين ايديكم بالأضافة الى كونكم على دراية ومعرفة بطبيعة المشهد السياسي في الجنوب, لكنني ومن اجل الغاية التي اسعى اليها من خلال هذه المداخلة سأقسم المكونات السياسية في الجنوب الى مجموعات ثلاث:
الأولى وتشمل كل المكونات التي تكونت من اجل القضية الجنوبية والعاملة من اجلها وهي في الأساس تعمل تحت مسمى الحراك الجنوبي السلمي وهي تتزاحم في مسمياتها حول كلمتي الحراك والسلمي مع الاضافات البسيطة هنا وهناك.
والمجموعة الثانية تتمثل في مجموعة الأحزاب التي تكونت قبل القضية الجنوبية وتتعامل مع القضية الجنوبية كأحد مجالات اهتمامها وتؤثر وتتأثر فيها بدرجة او بأخرى.
مع وجود مجموعة ثالثة بدأت بالتشكل خارج إطار المجموعتين تمتاز بكونها تجمعات للجنوبيين في نطاق جغرافي او مهني محدد وتعمل من اجل القضية الجنوبية دون ان تقدم نفسها كطرف منافس او بديل لأي من الأطراف الأخرى وفي مقدمتها ملتقى الجنوبيين في صنعاء.
مداخلتي هذه تتعامل مع المجموعتين الأولى والثالثة كون المجموعة الثانية مرتبطة بتكتلات سياسية تتجاوز حدود الجنوب كما هي طبيعة تكوينها ومجال اهتمامها.
المجموعة الأولى تعيش حالة من التداخل الهيكلي والأدائي وحتى تداخل في التسميات ولهذا لابد في البداية من رسم حدود فاصله فيما بينها لتمييز كل مكون من مكوناتها عن المكونات الأخرى.
كما إن هذه المجموعة تتداخل في رؤيتها السياسية للغاية التي تسعى الى تحقيقها اي في موقفها من حل القضية الجنوبية, هذا التداخل يجعل من الصعب التمييز بوضوح بين من يرى الحل في الفيدرالية بين اقليمين بحدود عام 90 وبين من يدعو الى فك الأرتباط كون الطرفين يتفقان في الأساس مع كثير من المكونات الجنوبية الأخرى داخل المجموعتين الأولى والثانية وخارجهما مثل ملتقى الجنوبيين في صنعاء على حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم.
الآن استطيع ان الامس الغاية من مداخلتي وهي الحامل السياسي الجنوبي الجامع.
الحامل السياسي الجنوبي الجامع يجب ان يبنى على الأسس التالية:
- ان يكون مبدأ حق الجنوبيين في تقرير مصيرهم كتعبير عن إعادة الإعتبار لحق الجنوبيين في الأختيار وهو الحق الذي حرموا منه في كل التحولات التاريخية المعاصرة هو العامل الجامع لكل الأطراف الراغبة في المشاركة ظمن الحامل السياسي الجنوبي الجامع.
- الأستعداد لدى كل من يرغب في المشاركة في هذا الحامل لتفهم التطورات السياسية المتوقعة على المستويات المحلية والأقليمية والدولية والتمتع بالمرونة والحساسية للتعامل معها بفعالية وكفائة.
- قبول مبداءالتوحد في ظل التعدد.
- عدم إدعاء صفة الممثل الشرعي والوحيد للجنوب.
- إعتبار كل الخيارات والغايات المرفوعة من قبل اي طرف هي مجرد خيارات سياسية ظمن خيارات , ففك الأرتباط خيار سياسي مثله مثل خيار الفيدرالية وهما معاً مثل غيرهما من الخايارات السياسية الأخرى.
- إحترام حق كل طرف في الدعوة والعمل من اجل تعزيز خياره واقناع الجنوبيين بصوابيته.
إذا ما تم الأتفاق على هذه المحددات والظوابط الحاكمة للحامل السياسي الجنوبي الجامع يمكننا الأنتقال الى الآلية التي يمكن ان يتم بها تكوين هذا الحامل.
اولاً وقبل اي حديث عن الآلية لابد من تجاوز الحالة المعيبة والمخجلة في حق الجنوبيين وفي حق ثورتهم وتاريخهم السياسي والمتمثل في استمرار الحديث عن تجمعات جنوبية بمسميات شخصية مثل جماعة فلان او علان فهذه حالة مخجلة ومن غير المقبول إستمرارها.
وهنا اود التأكيد على انه ليس معيباً ولا غريباً ان يختلف القادة السياسين وهذا امر يحدث في كل دول العالم ولكن ما هو معيب هو ان يستمر تسمية هذة التجنحات او المسميات منسوبة الى اشخاص مهما بلغت مكانتهم القيادية وادوارهم التاريخية.
وعلى هذة المجاميع إن كانت حريصة على كرامة الجنوبيين وكرامة ثورتهم ان تسمي نفسها بمسميات سياسية جامعة مانعة اي مسميات سياسية تميز كل فريق عن الآخر.
كما ان عليها ان تضع لنفسها هياكل سياسية متميزة ومختلفة عن غيرها.
إن استمرار التنازع بين هذة المجاميع على نفس الهياكل التنظيمية وعلى التسميات القائمة يمثل عامل معيق وكابح امام تكوين حامل سياسي جنوبي جامع.
ان استمرار حالة التنازع الحالية على ما هو قائم وموجود في الواقع بين مجاميع منتسبة الى اشخاص تمثل إهانة للجنوبيين واهانة لثورتهم.
إن الحامل السياسي الجنوبي الجامع يجب ان يتكون بالتحالف بين مكونات من المجموعة الأولى والثالثة والمتفقه على الظوابط السابق ذكرها والمتمتعة بالتسمية والهيكلية الخاصة بها والتي تميزها عن غيرها.
هذا التحالف يجب ان تقتصر العضوية فيه على مكونات سياسية.
على الأشخاص الراغبين في المشاركة ضمن هذا الحامل الأنخراط في أحد المكونات المتحالفة.
يشكل هذا التحالف هيكلية مركزية في المرحلة الأولى على صيغة مجلس تنسيق يعبر عن الموقف العام المشترك المتمثل في حق الحنوبيين في تقرير المصير.
يتيح هذا التحالف المركزي الفرصة لعملية التفهم المتبادل وتجاوز حالة الأرتياب وعدم الثقة المتبادل واكتساب الثقة بين اعضائه واتاحة الفرصة لحالة التخلق والتشكل لمزيد من التقارب ومزيد من التنسيق.
كل قرارات مستوى التنسيق المركزي بالتوافق الى ان يتم تطوير نظم ولوائح تتسم بالمرونة والحساسية للتعامل مع مختلف التطورات.
رئاسة مستوى التنسيق المركزي ورئاسة هيئاتة المتخصصة دورية بين كل اعضاء التحالف ويمكن في هذا المجال الأستفادة من تجربة اللقاء المشترك.
التفكير الأبداعي للتعامل مع مواقف مكونات المجموعة الثانية ( مجموعة الأحزاب السياسية) والأستفادة من مواقفها الداعمة للقضية الجنوبية ومواجهة مواقفها السلبية المناهضة للقضية الجنوبية.
ارجو ان اكون قد استطعت تحفيز قدراتكم واستحضار معارفكم وخبراتكم الغنية للتوصل الى تكوين حامل سياسي جنوبي يتمتع بالشرعية الشعبية والفعالية الأدائية والرشد السياسي.

* رؤية الكاتب كرئيس لمنتدى التنمية السياسية الذي نظم مع ملتقى الجنوبيين بصنعاء بالتعاون مع مؤسسة فريدريتش ايبرت الالمانية- مكتب اليمن، ورشة عمل يومي 12-13 ديسمبر 2011 في مدينة عدن تحت شعار (نحو صوت جنوبي موحد).
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس