عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-15, 10:26 AM   #20
حيد كريتر
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-20
المشاركات: 1,325
افتراضي

ماذا تعني الوحدة الوطنيه
الهيئة الإعلامية تاج

سالم القميشي
إن الوحدة الوطنية لها معاني عظيمة وقيم جليلة ولها أركان ثابتة وأهداف سامية فالوحدة تعني الاتحاد والتالف والتآخي وتقاسم الهموم وتجاوز الأحقاد ونبذ الفرقة والظلم ودحر الاستبداد ومحاربة الفساد ورد المظالم والمشاركة في حلو الحياة ومرها , واستمرار التلاحم والأخوة بين أفراد المجتمع الذي ينشد الوحدة الوطنية , فالوحدة إذا حققت تلك المعاني واحتوت على تلك الأركان وحددت أهداف البقاء الأخوي والتلاحم الشعبي والمشاركة الفاعلة وتجاوزت الأحقاد وأنصفت المظلوم من الظالم وحققت العدل والمساواة فهي فريضة شرعية وضرورة حتمية وواجب ديني لأنها هنا أصبحت أساس من أسس اقامة العدالة الإلهية فأصبح الحفاظ عليها وحمايتها من أقدس الواجبات واطهر الفرائض.
أما إذا تحولت الوحدة الوطنية إلى اسم أجوف , خالي من كل المعاني ومجرد من كل القيم وبعيد عن ادني الواجبات الدينية , اسم على أوراق صحفية وأنغام على قنوات فضائية وخطوط جميلة ومزخرفة على صفحات المنتديات الالكترونية فهي وحدة ولكنها بلا محتويات , وحدة ولكنها ليست وطنية فريضة أسرية وليست شرعية ضرورة عائلية وليست حتمية شعبية , وذلك لأنها تحولت إلى استبداد وأصبحت ملكية خاصة وسادت فيها العنصرية البغيضة وانتشرت فيها العداوة والبغضاء بين الشركاء .
فالوحدة تعني الاتحاد ولا نرى اليوم إلا اتحاد القوى الشمالية ضد الحراك الجنوبي سواء الاتحادات القبلية أو العسكرية أو حتى الشعبية التي ترى في مطالبها حقا وفي مطالب الجنوبيين مرقا ولم نرى أي اتحاد شمالي ينصف القضية الجنوبية إلا إذا كان ذلك يصب في مصلحته الشخصية , كما أن الوطنية تعني الشراكة الفاعلة والمواطنة المتساوية ونحن لم نذق تلك المواطنة فقد تحولنا بعد أن انقلب النظام الحاكم على الوحدة إلى شعب بلا هوية وأصبحت وظائف الجنوبيين عبارة عن طقوس منزلية , فم نكن يوما متساوين في المواطنة , فليس لنا أولوية على أرضنا وليس لنا حق في ثرواتنا وإما الشراكة الفاعلة فحدث ولا حرج فهي منعدمة تماما فليس لنا رأى في صناعة الفرارات التي تخصنا,.
إن أبناء الجنوب ناضلوا ومازالوا يناضلون وسيناضلون من اجل الوصول إلى منصة انتزاع الحقوق واسترداد الكرامة وأنهم اليوم قد أصبحوا قاب قوسين أو ادني من تحقيقها وأنهم يؤمنون أن ذلك النضال قد أصبح مشروعا في ظل السياسات المتغطرسة التي تمارس عليهم وأنهم لن يتراجعوا ليس لأنهم يريدون تحقيق ذلك لأنفسهم فقط ولكنهم يستشعرون الواجب الذي عليهم تجاه الأجيال التي ستتعاقب من بعدهم فهم يناضلون والبعض منهم قد لا يعيش النتائج التي ستتحقق عقب تلك التضحيات وقد لا يذوقون طعم الثمار التي أنتجتها نضالاتهم الباسلة ولكنهم يأبون أن تعيش الأجيال التي ستخلفهم تحت وطأة الاستبداد الاستعماري المسمى بالوحدة الوطنية والوحدة الوطنية منه براء.
لقد أصبحت أحلام الجنوبيين مستحيلة وحقوقهم أصبحت أحلاما في ظل تلك الوثنية المسماة وطنية التي استعبدت الإنسان واستخدمته أداة لتحقيق مصالحها وتثبيت دعائم ظلمها واستبدادها وثنية أطلقوا عليها وطنية وهي غير متكافئة في الشراكة ولا متساوية في الدرجات ولا متطابقة في الواقع الذي نعيشه. فكيف تكون وحدة وطنية وهي لا تمنح أمانا لخائف يطالب بحقوقه ولا تفرض أمنا على من نهب الحقوق وصادر الحريات وأقصى العدالة والمساواة وتجاوز حدود الإنسانية في العيش الكريم , .
إن وحدة تمنحك حقوقي وتحرمني منها وتجعلني لك عبدا لا تلزمني ولا اعترف بوطنيتها , لأنها تحولت إلى وثنية تهاوت في زمنها قيمة الإنسانية
حيد كريتر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس