عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-06-26, 01:32 AM   #51
فؤاد راشد
قلـــــم نشيـط جــــداً
 
تاريخ التسجيل: 2010-06-22
المشاركات: 190
افتراضي الى صديقي أحمد الربيزي

أهلا برفيق الدرب والسجن والمسير والمصير الواحد أحمد الربيزي ، ذلك الذي عشت معه أياما طويلة تحت الأرض .. كنا إذا ما نام السجانون في سجن الأمن السياسي صحونا , وتبادلنا الحديث عبر جدران الزنزانتين ونافذتيهما (11) التي كنت محشورا بداخلها و (12) التي كانت من نصيبه وذلك في الجناح الغربي الذي نقلت إليه من الجناح الشمالي بعد ضبطي متلبسا أتحدث الى الأستاذ صلاح السقلدي عبر نافذته .. وكانت ليلة سوداء !
ونظل وقوفا بعد صلاة الفجر لساعات نتهادى الخواطر الحانية ونستعيد الذكريات ونشحذ بعضنا بعضا بالأمل المرجو ونحلل ماكنا قراناه في صحف الجمهورية والثورة و14 أكتوبر ، وهي الصحف المسموح بالدخول الينا , وهذا لاشك يندرج ضمن وسائل التعذيب النفسي الذي مورس ضدنا ! .
لا يمكن لتلك الليالي ان تمحى من ذاكرتي بسهولة .
لقد اتاح لي السجن أن اتعرف عن قرب بالربيزي والسقلدي والسفير قاسم عسكر جبران والاستاذ الجامعي حسين العاقل والعميدين علي السعدي وقاسم ألداعري والإعلامي الجنوبي الكاتب احمد القنع رجل المزحة الطائرة والطبيب محمد جعبل عباس وعميد الاسرى الجنوبيين بجاش الاغبري الصبيحي واحمد عمر ألعبادي ألمرقشي وصديق بلعيد وبن شائف ( ولو كان الأمر لم يتجاوز نظرة ) والشنفره ونائف ألصلاحي وعمار وياسر أبناء الناشط السياسي
الجنوبي المحترم جدا محمد صالح طماح وكذا أبناء طاهر طماح .. والى جانبهم تعرفت بثلة من شباب أبناء جعار والحصن بمحافظة أبين في السجن المركزي بصنعاء .
كنا نتعارف عبر التلفون فقط .
لقد أتاحوا لنا أن نلتقي ونتقارب ونتواد ونتحاب أيضا .. فشكرا لهم ! .
لقد كان القنع ونحن بسجن الأمن السياسي تحت الأرض يصنع لنا بيديه الطاهرتين - كل ليلة - سندوتشا خاصا هو وجبتنا الأساسية اليومية مصنوعا من الروتي والجبن والبصل والجزر والبسباس الأخضر والموز والطحينية !! .
أكلة شعبية هي قوتنا اليومي لها مذاق خاص حين يقوم بتوزيعها علينا القنع عبر الحراسة وكنا ننتظرها بفارغ الصبر ، ويكون الجوع قد نهش في عظامنا وهشمها .
كنا لا نأكل مما يقدم لنا .. و هو عبارة عن كدم بايت وفاصوليا فاسدة كإفطار وعشاء وصحن أرز كغذاء تنبعث الروائح النتنة منه مع قليل من البطاطس.
بالمناسبة وجبة القنع ماركة تم تسجيلها باسمه .
إيه يا أحمد أيها الصنديد الصلب يا من كنت نعم الرفيق والصديق... نعم لا زلنا على العهد والوعد والثبات ونحو التحرير والاستقلال.. ذلك ما قلناه في السجن وها نحن نعيده اليوم .
أريد ان أقول لك إنني شرعت في كتابة خواطري عن ليالي السجن الطويلة بكافة محطاتها كما طلبت مني ولكني قبل ذلك سأكتب شيئا عن ما يسميه أخونا أبو عامر بأدب السجون أو المعتقلات وما كتب آنفا من إشارات وإلماحات ربما يندرج في ذلك .
تحياتي الغالية لكل الذين مروا على ما كتبته ونثروا عليه شذى المحبة .. ذلك لأن أقلامهم يسيل منها عبق العطور الزكية

فؤاد راشد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس