*متى با تلبس الحوطة ثياب العيد.؟*
*بقلم /* *أدهم.الغزالي.tt*
...27 يونيو 2017م ...
----------------------------------
*عنوان المقال هذا مقدمة لأغنية رائعة غناها فنان الشعب الراحل فيصل علوي رحمة الله عليه ويقول في مطلعها متى با تلبس الحوطة ثياب العيد....وتسكن صدرها الفرحة....متى تنسى مواجعها وتطوي صفحة الالآم والتشريد....كفى..! طالت مع الأحزان رحلتها....وغطى الهم كل الحسن ذي فيها....إلى آخر القصيدة.*
*ما شدني الى كتابة هذا العنوان وهذه الأبيات هو وضع المحروسة الذي تعيشه حاليا ولا اعرف في اي مرحلة كتبت ولكن المتأمل لحالها يجد أن الحوطة وما حولها قد مرت بمراحل صعبة وسنين عجاف ذاقت من الألم والمعاناة والتشريد خلالها ما يكفي وهي تشبه ما تعيشه في الوقت الحالي فالتدمير والتخريب في اساسة يأتي من بعض النفوس المريضة في الداخل ولولا العصابات واعداء الوطن من الداخل لما استطاع اي عدو ان يفتك بنا وبأرضنا.*
*وها نحن اليوم في لحج وغيرها من محافظات الجنوب المحررة نعيش أصعب الظروف الخدماتية والمعيشية بعد أكثر من عامين على التحرير ومع كل هذا الألم والمعاناة نجد أن العدو لا زال يعمل من داخلنا ويتربص بنا الدوائر ويعمل بكل جهد في إستثمار خيبات الشرعية المتتالية وأهم مجال يستثمر فيه حاليا هو مجال الخدمات وبدل أن توجه سهام الغضب نحو من يمسك بزمام الأمور ويوجهها لتحقيق أغراض سياسية معينة بعيدة عن اهداف شعبنا في الجنوب يتم حرف المسار وتوجيه السهام ضد قيادات وطنية شهد لها العدو قبل الصديق في الوقت الذي تحملت مهام جسيمة وفي أصعب الظروف وهذه الهجمة الشرسة يقوم بها بعض من أبناء جلدتنا ممن فقدوا مصالحهم والبعض الآخر يحذوا حذوهم بدون فهم وبشكل عاطفي لأن من يحرك مثل هكذا أمور يستند بشكل خبيث إلى الوضع الذي وصلنا إليه متناسيين ان هذا الوضع يعتبر نتيجة طبيعية ومحصلة لتراكمات كبيرة من الإخفاقات والفشل والتآمر الذي صنعه النظام البائد في الجنوب (نظام عفاش) وعلى رأسه من يحرضون اليوم ضد المناضل الدكتور ناصر محمد ثابت سفيان محافظ لحج وضد الكثير من القيادات الجنوبية المخلصة لقضايا شعبها المصيرية وهكذا أعمال تكشف حقيقة العلاقة الوثيقة بين بعض من قيادات الشرعية الهاربة باجسادها وقلوبها معلقة بعفاش زعيمها الروحي، والا لماذا يتم التعامل مع مناطق الجنوب المحررة بهذا الشكل المخزي في الوقت الذي تعامل مناطق الشمال المحررة بشكل ارقى بكثير مما نعيشه في الجنوب وهذا يؤكد حتما أن العلاقة بين تلك العناصر الهاربة وبين المحرضين ضد سلطات لحج حاليا وقبلها عدن علاقة مصيرية الهدف منها حرق قيادات الحراك الموجودة على هرم السلطة المحلية ليتسنى لهم المجال في البدء بتنفيذ مشاريعهم الهدامة ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.*
*من المعروف ان اي منطقة تريد التقدم والنماء والخروج من وضعها الحالي إلى وضع أرقى لن يتحقق لها ذلك إلا بتكاتف جهود أبناءها المخلصين ووقوفهم مع قياداتهم بكل جد وبكل صدق واخلاص فنحن اليوم في الجنوب نعيش مرحلة حساسة والعدو يرصد ويترقب كل الأخطاء ومن خلال الأخطاء يعمل على استثمارها بكل الطرق وبكل الوسائل المتاحة، ولمواجهة ما يحدث يجب ان نكثف جهودنا جميعا لمواجهة العدو وكل اذنابه في الداخل والخارج وأول طرق المواجهة هي توعية الناس وتوجيههم بالشكل الصحيح وتعريفهم بقنوات العدو التي يعمل من خلالها حتى يسهل ردمها وقطع اول الطرق عليه، كما يجب توعية الناس وتعريفهم ان العدو لا زال يمتلك الكثير من الأوراق وباستطاعته اللعب بها وبادوات جنوبية وأهم هذه الاوراق:*
*1- ورقة المناطقية: وهذه الورقة خطيرة جدا ولمواجهتها يتطلب وعي مجتمعي اكبر ومن أجل وعي مجتمعي اكبر يجب توجيه كل الأقلام الواقعية والشريفة الصادقة مع النفس والوطن لنشر ثقافة التعايش السلمي الحضاري المدني الراقي بين كل مكونات العمل الوطني والاجتماعي في الجنوب وستاتي النتائج والثمار لاحقا.*
*2- ورقة الصراعات السابقة في الجنوب وهذه الورقة يكمن علاجها في مشروع التصالح والتسامح وترسيخ هذا المبدأ على أرض الواقع من خلال تجريم أي عمل يحاول نبش الماضي والوقوف ضد كل شخص او جهة تحرض على التفرقة بين الجنوبيين واهمال اي منشورات تحمل في طياتها همز ولمز يخص أحداث الجنوب السابقة مالم يحمل دروس وعبر يجب الاستفادة منها.*
*3- ورقة الخدمات العامة وهذه أخطر ورقة يتم استخدامها حاليا وبقوة من قبل كل الجهات المعادية للجنوب وهذه الجهات تعمل من خلال هذا التحريض الممنهج على إفشال أي تحرك سياسي او عسكري يخدم القضية الجنوبية ويعزز موقفها داخليا وخارجيا ومن أجل مواجهة حقيقية وواقعية مع هذه الجهات والعناصر يجب التوضيح للراي العام وبالتحديد الرأي العام المحلي الذي يكثر العدو الاستثمار فيه وكشف الحقائق التالية للشعب الجنوبي العظيم:*
*1- الخدمات العامة من ماء وكهرباء واتصالات ورواتب يعتبر المتحكم الرئيسي بها قيادات رفيعة في حكومة الشرعية وهذه القيادات عملت مع نظام المخلوع عفاش طويلا وعندها خبرة كبيرة في التلذذ بمعاناة الشعب وتعذيبه ولم تتب حتى الآن ولابد من توجيه السهام إليها.*
*2- ملف الشهداء والجرحى وملف اعادة الإعمار ودمج المقاومة بالجيش كل هذه الملفات بيد حكومة الشرعية وهي التي تتلاعب بها لتحقيق مكاسب سياسية معينة على حساب شعبنا في الجنوب والا لماذا لم تعاد إعمار عدن ولحج وأبين والضالع حتى الآن!!؟ ولماذا لم تتحرر منابع النفط مثل شبوة ووادي حضرموت حتى الان!!؟ ولماذا لم تتم معالجة أوضاع شهداء وجرحى المقاومة الجنوبية ودمج أفراد المقاومة بالجيش حتى الآن!!؟ أليس هذا عمل متعمد يعرقل مسيرتنا ويشوش على قضيتنا لتحقيق مشاريع مرفوضة وفرض أمر واقع في الجنوب ضد رغبة وتطلعات شعبنا الثائر.!*
*كل ما سبق ذكره يجب مواجهته بالوعي وحث الناس على الوقوف مع القيادات الجنوبية وتوجيه المطالب للحكومة واذا لم تستجيب لمطالب الشعب فلتستعد لمواجهة سهام الغضب الشعبي القادم.*
*وفي الختام ندعو الجميع إلى تفويت الفرص على المتربصين الذين يحاولون تحويل مسار المعركة من معركة واقعية ومنطقية مع العدو وكل ادنابه في الداخل والخارج إلى معركة داخلية طرفاها الشعب وقيادته التي خرجت من ميادين الحراك السلمي ومن بين صفوف الجماهير تحت مبرر الخدمات.*
والله الموفق والمستعان.
وكل عام وانتم بخير
|