عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-05-11, 09:08 PM   #42
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,847
افتراضي

‏الهمام الربيعي‏

واستمر الوضع وصولا الى حرب صيف 94م التي حشد لها الشمال عدته وعتاده وجيش فيها كل قواة وأنصاره لاجتياح الجنوب في حرب شاملة أفضت الى احتلال الشمال للجنوب والسيطرة على ثرواته ومقدراته وتشريد شعبة تحت ذريعة الحفاظ على مشروع وهمي مات قبل ولادته
ومنذو 94 م والجنوب في ثورة سلمية و مواجهه مستمرة مع احتلال متخلف وغاشم و مجرد من كل القيم الانسانية والأخلاقية والدينية وبمباركة وتأييد من قوى الشمال وأحزابها لكل ما يتعرض له الجنوب على يد قواتهم ورجال قبائلهم
وفي الوقت الذي فشل الاحتلال وقواه في إخماد ثورة الجنوب وبعد خروج على عبدالله صالح من السلطه ظهرت احزاب وأطراف وشخصيات في دولة الاحتلال توصف قضية الجنوب وثورته بالخلاف مع نظام علي عبدالله صالح و تقول بان مشكلة الجنوب قد انتهت بانتها نظام الرئيس السابق على عبدالله صالح باعتبار ها مشكلة تخص علي عبدالله صالح ونظامة وعملوا على تسويق هذا الطرح واقناع اطراف ومنظمات اقليمية ودولية بصوابة
كما اننا نسمع هذا الطرح يتكرر في كل اللقاءات الرسمية او العادية التي تجمع سياسين او مثقفين او حتى مواطنين جنوبين بشمالين وعلية فإننا سوف نوضح لكل من التبس علية الامر ونطرح الحقيقة التي تلجم كل من
يسوّق هذا الطرح ويدحظ ادعائه ويتلخص بالاتي:
1 - قضية الجنوب هي ثورة تحرير وطن محتل وأرض مستباحة وشعب مشرد وليست مشكلة شخصية حتى تكون مع حزب او شخص او قبيلة من الشمال.
2 - ثورة الجنوب ليست من اجل مال او ًثروة او وظيفة او اقتسام سلطه ولكنها ثورة تحررية من غزو ثقافي وفكري واجتماعي وأخلاقي ممنهج يهدف الى تغيير القيم والمفاهيم الثقافيه الأخلاقية والإنسانية والدينية للمجتمع الجنوبي وإلغاء خصوصياته وتغيير تركيبته الاجتماعية
3 - ان اختلاف الجنوب من الوهلة الاولى لم يكن مع علي عبدالله او مع حزب او طرف بعينه وليس للجنوب مشكلة شخصية مع شخص او فئه شماليه بعينها ولكن اختلاف الجنوب كان ولإزال وسيظل مع ثقافة الشمال وتركيبته الاجتماعية والقبلية وقوانين واعراف القبيلة وقيمه وعاداته وتقاليده المبنية على أسس مذهبية وقبلية وفق لقانون الغاب الذي تحكمه القوة التي تستند على الولاءت المذهبية و الطائفية والفئوية والقبلية والتي تلعب دورا حاسما ومؤثر في تكوين وتركيبت المجتمع و هذة هي النقاط التي تتقاطع فيها علاقة الجنوب بالشمال وهي ايضا نقاط تقاطع فيها الشمال نفسة مع ثوراته حيث أجهضت 26 سبتمبر 1962م وحولوها من ثورة الى انقلاب لانها كانت تستهدف تلك النقاط نفسها لإجراء التغيير ولهذا هزم الشمال الثورة وانتصر لثقافته وللمذهب والقبيلة
وبسبب تلك النقاط أيضاً تم ذبح ابراهيم الحمدي لانه حاول استهداف هذة النقاط من خلال السعىي الى اعادة روح الثورة الى 26 سبتمبر فعلى الرغم من الحب الذي كان يتمتع بة الحمدي وشعبيته في المجتمع الا ان هذا المجتمع فضل التضحية بالحمدي مقابل الحفاظ على ثقافتة وارثه وتاريخية المتمثل بتلك النقاط وكان الحفاظ على تلك النقاط نفسها هو من دفع بهذا المجتمع وقواه الى التآمر والالتفاف على اتفاقيات الوحدة والتنصل منها والعمل على استهداف شركائهم وقتلهم في صنعاء و اعلان الحرب الشاملة على الجنوب وتحويل مشروع الوحدة الطوعية مع الجنوب الى احتلال. كما ان تلك النقاط نفسها هي من دفعت المجتمع في الشمال بمختلف قواة الى التنازل والتضحية بثورة الشباب. (. الربيع العربي ) مقابل حفاظهم على الثقافة والهوية المتمثلة في تلك النقاط نفسها 000
والتي وجد الجنوب نفسة على نقيض واختلاف كلي وجوهري بشأنها مع الشمال وعلى الرغم من ان الشمال وطيلة عشرون عام من احتلال الجنوب عمل على تكريس ثقافته وقيم وسلوكيات مجتمعه محاولا فرضها كأمر واقع على المجتمع الجنوبي من خلال ممارساتهم وتعاملاتهم اليومية مع ابنا الجنوب محاولين أحداث تغيير في التركيبة الاجتماعية والسكانية للجنوب ولكنهم فشلوا في استهداف قيم الانسان الجنوبي و تغيير تاريخية وقتل روح الانتماء للجنوب وطمس هويته بعد ان رفض الجنوب التخلي عن ثقافتة وهويته و ذاته او استبدالها بسلوك شاذ غير مألوف وقد عبر عن ذالك الرفض في ثورة سلمية شاملة عبر فيها. عن المطالبة بحقة في استعادة وطنه وبنا دولته كضمانة أكيدة للحفاظ على هويته وحماية مستقبلة ورد الاعتبار لتاريخه
ان السؤول الذي يطرح نفسة لكل من يحاول خلط الأوراق وتزييف الحقائق هو هل يمكن ان يتخلى الشمال عن نقاط الاختلاف تلك؟ بعد ان ضحى بأربع ثورات في سبيل الاحتفاظ بها والتي تمثل ثقافته و يعتبرها الجنوب هي جوهر اختلافه مع الشمال ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل الشمال في وضع يؤهله لتقديم تنازل مثل هذا؟؟؟
وهل يقبل الشمال تغيير تركيبته الاجتماعية وتفكيك تكويناته القبلية والمذهبية والتخلي عن الإدانة بالولا لها ويعمل على اعادة هيكلة ذاته بصورة تساعده على استبدل قوانين مجتمعه واعرافة القبلية ويدعم خيار التخلي عن تلك الثقافته بما يتناسب وخصوصيات وثقافة وتاريخ وهويه الجنوب وتركيبته الاجتماعية في سبيل الحفاظ على تحقيق تقارب حقيقي وتكافؤ ندي مع الجنوب ؟؟؟؟؟؟؟
ان الإجابة تطرح نفسها مثلما طرح السؤول نفسة فالشمال اولا : غير قادر على احداث التغير وليس مؤهل لقبوله ثانيا: لم يقبل الشمال تقديم هذاالتنازل من اجل مستقبلة فكيف يقدمه للغير ؟؟؟ ... وإلا لكان انتصر لثوراته بدلا من ان يهزمها
وعلية فقد وصل الوضع الى مرحلة ليس امام الشمال فيها من خيار الا العودة لكيانه الحقيقي الخاص به والتمسك بموروثة الثقافي للحفاظ على تماسك تركيبته الاجتماعية والقبلية وترك الجنوب يذهب لبنا دولته لان الاستمرار في انتهاج السياسات الحالية قد افقد الشمال توازنه وهو في طريقة الى التمزق والانهيارالكامل ومن ثم التفتت والضياع (حالة الدخول في المجهول ). وسوف يربك الجنوب ويضع أمامه المزيد من إلعقبات التي سوف يكلفة اجتيازها المزيد من الجهد والوقت ولكنها لن تنال منه او تحول بينه هدفه
بقلم الهمام الربيعي
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس