عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-09-04, 04:29 AM   #606
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,812
افتراضي

*لم يكن خبر مقتل عفاش سوى موتا سياسيا قبل أن يكون موتا جسديا*

تداول الكثيرون بل وتسابقوا لنقل خبر مقتل عفاش في كافة وسائل التواصل الأجتماعي, فلم يكن الخبر سوى موت عفاش سياسيا قبل موته الجسدي..

نهاية تراجيدية لعفاش سياسيا , فهل يستفيد الجنوبيون من موته السياسي في ترتيب أوراقهم وتوحيد قواهم وفتح قنوات الأتصال مع كافة الجنوبيون دون أستثناء أم سيظلون محلك سر دونما أستفادة مما تتيح لهم مجريات الأوضاع تلك الفرص ...

أستطاع عفاش وبعد أحتلاله وسيطرته على الجنوب وعاصمته عدن في يوليو صيف العام 1994م ولأحكام تلك السيطرة دونما خسائر كبيرة فقد أستطاع فكفكة الدولة بالجنوب تماما فلم يكتفي بنفي قياداته للخارج فهو يدرك تماما بإن تلك القيادات لا تمتلك حاضنة شعبية بل أن الغالبية بالشارع الجنوبي لايقبلها, فزاد على ذلك في تفكيك مفاصل الدولة بالجنوب وأستطاع عفاش من زرع عناصر قدمت له الولاء والطاعة التامة والعمياء كانت يوما تلك العناصر التي زرعها عفاش قد تألمت وعانت كثيرا من الظلم والتعسف والقتل والسحل والنفي والتهميش والأقصاء آبان حكم الأشتراكي ماقبل العام 1990م , فكانت تلك أخر خطوات عفاش لأحكام سيطرته على الجنوب وعدم قدرته في يوما ما من الخروج عن طاعته وسيطرته فتوجت خطواته بتفكيك الجنوب تماما , فظل عفاش مراقبا لخططه المرسومة بالجنوب , فكفى برجاله هم من يديرون ذلك ..

جاءت حرب مارس 2015م وأجتياح الجنوب كهدية سماوية ليتمكن الجنوب وأهله من التحرر من قبضة عفاش وسيطرته وساندهم التحالف جوا فأستطاعوا تحرير عاصمتهم في يوليو صيف العام 2015م وأتجهوا لتحرير باقي أرضهم , أعتقد الجنوبيون حينها أنهم تحرروا من عفاش وزبانيته ولم يدركوا أن عفاش لم يكن يوما خطرا على الجنوب بل أن الخظر على الجنوب هم من زرعهم عفاش في الجنوب لأحكام السيطرة عليه وعدم قدرته على الخروج من سيطرته وطاعته ..

تمكن عفاش من أرباك الوضع تماما في محافظة ابين الجنوبية كونها هي الدرع الواقي للجنوب وخاصرته .

فأستطاع عفاش أن يزرع فيها القاعدة وتعاون مع الأحمر بذلك وجر شبوة إلى نزاعات داخلية ثأرات , فتمكن عفاش من صناعة البيئة الملائمة وزرع الفوضى بالجنوب ليضمن بقائه في الحكم وعدم قدرة الجنوب على الخروج عن سيطرته..

لم يدرك أو يعي الجنوبيون قيمة الرئيس هادي كما أدرك الشماليون قيمة عفاش , فعندما أدرك الشماليون زوال ملكهم توحدوا وعادوا يبحثون عن مرجعية لهم تؤمن لهم البقاء , أتكلم هنا عن المرجعية الزيدية وليست الزيدية كعقيدة وإنما الزيدية كطائفة بشرية لها تقاليدها وعاداتها ولها زعاماتها, فكانوا كالمستجير من الرمضاء بالنار , وظلوا يسعون ويبحثون عمن يقودهم لضمان بقائهم فلم يجدوا سوى عفاشهم كأخف الضرر لهم من الحوثيون , فخرجوا له ملبين الدعوة في حشدا سبعيني تباهى العفافشة به , ظنا منهم بإن الرجل مازال بإمكانه تغيير أوراق اللعبة سياسيا وهو لم يكن كذلك , وإنما ماقام به ماهي إلا اللفظات الأخيرة لأنفاسه في سكرات موتا سياسية ..

أدرك الحوثيون اللعبة العفاشية وتيقنوا لمخططاته ومايحيك لهم عفاش , فتعاملوا بحكمة في مواجهة شيطنته وغطرسته ولم يواجهوه كما واجههم بالمسيرات والحشود علما بإنه بأستطاعتهم ذلك ولو حشدوا لملائوا صنعاء وماجاورها بحشودهم وأنصارهم, ولكنهم أدركوا أن الوقت والزمان لم يكن لصالحهم أو لأعمال الحشود والمسيرات والتباهي بالأنصار فمجاراة عفاش بذلك سيحقق لعفاش أنتصارات ساحقة وسيفقدهم مكانتهم وشعبيتهم داخليا وخارجيا ...

سعى الحوثيون لأختلاق مشاكل مباشرة من عفاش وأولاده , فكانت لهم الغلبة في ذلك فتمكنوا من الدخول إلى بيت عفاش وتقييده وتفتيشه وعمدوا ذلك بالصور التوثيقية ونشروها عبر مطابخهم الأعلامية فأهتزت وضعفت أنفس المتحمسين وممن كانوا يراهنون على أستطاعت عفاش للعب دورا حيويا وهاما وتغيير المعادلة السياسية في صنعاء وقلب الطاولة على الحوثيون , فنزلت صور عفاش وهو يتم تفتيشه من أحد العناصر الحوثيون كالصاعقة , فعندها أدرك المراهنون أن عفاش مات سياسيا وبات الرجل لاحول ولاقوة له وأنه ليس بأستطاعته عمل شيئ بل وإنتهائه تماما دونما عودة ... وتمكن الحوثيون من إنتزاع القيادة من عفاش للطائفة الحاكمة الزيدية بالشمال ودونما منافس , فلم يكن ذلك الخيار مستحبا للمراهنون فأفشلت خطتهم بعودة عفاش أو نجله أو أحد العفافشة للحكم ...

فطن الرئيس هادي وأدرك ذلك منذ زمن بل وإيقن , فهو سياسيا محنك , أستطاع هادي فكفكة شفرات الأمبراطورية الزيدية في عقر دارها , فتبقى فكفكة شفرات عفاش بالجنوب , فعند سؤاله يوما بإن هناك أطرافا ممن يدينون بالولاء لعفاش ويديرون حاليا مناصب عادية ورفيعة بالدولة فكان رد هادي بسرعة البديهه وبحكنة السياسي المدرك للأمور حيث قال : *{{ لم يكن عفاش خطرا على الجنوب أو الوطن بل أن من زرعهم بالجنوب والوطن هم الخطر المحدق على الجنوب والوطن ولذلك يجب قطع الأرجل قبل الإيدي , فإذا قطعت الأرجل لن تستطيع التحرك بحرية وسيصبحون كروت محترقة }}*

أقتنع السعوديون بخطة هادي لأدارة المحافظات المحررة ولكن لم يكونوا حازمين تخوفا من أنسلاخ وتفكك تحالفهم مع الحليف الرئيسي بالحرب فدفع السعوديون بتعزيزات بسيطة على أستحياء لعدن , فيما لم يروق ذلك للأمارات وأستشعروا بزوال السلطة وخروجها من بين أيديهم في عدن فهددوا بالأنسحاب وسعوا لفرض خطتهم بالأطاحة بالرئيس هادي وعرضوا نجل عفاش كبديل كانوا ومازالوا يراهنون عليه , حاول عفاش ألتقاط أنفاسه الأخيرة وحاول النهوض فلم يتسنى له , فأجهز عليه الحوثيون فخذلهم , أصر الرئيس هادي على العودة للبلاد وأدارة مقاليد الأمور من الداخل , فسارعوا العفافشة وسعوا جاهدين لعرقلة عودة هادي وسربوا معلومات للمخابرات السعودية عن أن هناك أخطارا أمنية تحدق بتواجد الرئيس هادي بعدن فيما لو عاد هادي إلى عدن وأوقفوا رحلة عودة الرئيس إلى عدن , لما تمثله عودة الرئيس هادي إلى عدن في إرباك وتحطيم للخطة , فخطة الأطاحة بالرئيس هادي وأستبداله بأحد أركان عفاش أو من مواليه هي الأساس ولابد لها أن تتحقق , فوعود عفاش لتنفيذ أحلامهم وتطلعاتهم في خلافة وأرث الأمبراطورية التي لاتغيب عنها الشمس في مستعمراتها السابقة وأدارتهم لمقاليد الأمور بعدن بأمكانها أن تتحقق فيما لو أنيط الأمر للعفافشة , عوضا عن أن الحجة ستكون ضعيفة فتواجد الرئيس هادي داخل البلاد سيشكل عائقا لمخططاتهم ومشاريعهم التي رسموها, فعمدوا وأصروا وبكل ماأوتوا من قوة ومكر وأعوان على أبقاء الرئيس خارج البلاد لتكون حجتهم قوية بالأطاحة بالرئيس حيث أن الرئيس لايشكل تأثيرا حقيقيا على مجريات الأمور بالداخل مما يسهل عليهم الأطاحة به وفرض من يرونه مناسبا حسب خطتهم التي رسموها , لتظل البلاد تحت الوصاية ولا تستطيع الحكومة الشرعية أدارة السلطة بالمناطق المحررة, ولم يكتفوا عند ذلك ولكن بدؤا يسربون أشاعات كاذبة وتهم باطلة عبر أبواقهم الإعلامية ومطابخ الدفع المسبق وممن أرتهنوا للعمالة والإسترزاق وفقدوا وطنيتهم وباعوا أوطانهم بثمن بخس, فسخوا كل الألاتهم الإعلامية للنيل من سمعة الرئيس هادي وأتهامه بالفساد في محاولة منهم لتحطيم شخصية الرجل وثلويته تماما وإلصاق تهما مزيفة وباطلة, فإن لم يستطيعوا الأطاحة به فأتهامه بالفساد سيكون هو البديل الأنسب للأطاحة بالرئيس وأجباره على الرحيل وتسليم السلطة كما أرادت خطتهم ...

سيظل الرئيس هادي خطا أحمر يصعب على الحالمين والواهمين تجاوزه فالرئيس هادي حقيقة ماثلة للعيان وشئنا أو أبينا علينا التعامل معها فهو رئيسا للحرب ورئيسا للسلام ...

وضاح سالم فارع طالب
السبت 02 سبتمبر 2017م
العاصمة المؤقتة عدن ..
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس