[علي المفلحي]

سياسة التحالف العربي صعبة الفهم وشبيهه دراسة التكامل وألتفاضل
**************************

✍️
خالد الكلدي
18فبراير2021م

على الرغم من أني لست من رجال السياسة المخضرمين وحديث عهداً في بحر السياسة الا أنني كنت ومازلت ابذل جهودا كبيرة للإبحار في عالم السياسة من خلال متابعة كل الاحداث والتطورات التي تحدث في هذا العالم الذي نعيش فيه بمختلف التوجهات والمعتقدات الدينية فلم أجد صعوبة في فهم المشهد السياسي العربي والاجنبي خصوصا" في عصر التكنولوجيا الحديثة والمعلومات عصر تطبيقات التواصل الاجتماعي المختلفة والتي سهلت للكثير من الناس فهم كل مايجري على الساحة العربية والدولية من تحولات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية ورياضية بفضل الله تعالى ثم هذه التقنية الحديثة التواصل الاجتماعي...

الشيء الوحيد الذي لم استطع فهمه حتى الآن هو سياسية التحالف العربي في التعامل مع أحداث اليمن الدامية منذ أكثر من سبع سنوات هذه السياسة التي ظاهرها القضاء على المد الشيعي الفارسي وقص أجنحته في الجمهورية اليمنية والمتمثلة بجماعة أنصار الله الحوثيين هذه الجماعة الصفوية الشيعية التي تشكل من أجلها التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وتظم أكثر من ثلاثة عشر 13 دولة عربية مدعومة بقرارات أممية تبنتها كلا من الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي....
فكلما أبحرت في دهاليز سياسة التحالف العربي اجد نفسي كالذي يبحر بغارب صغير في أعماق البحار دون امتلاك بوصلة أو أي وسيلة أخرى يستهدي طريقه عبرها وكل الذي فهمته منذ بداية تشكيل التحالف العربي هو أن هناك خطر كبير على المنطقة اسمه المد الفارسي الشيعي الاثنى عشر وان هذا التحالف وجد للقضاء عليه واستئصاله قبل انتشاره كما يستئصل الطبيب الاخصائي ورم السرطان ولكن الواقع اثبت لي مؤخرا غير ذلك وأن هناك مسائل معقدة جداً تشبه كثيرا مسائل مادة الرياضيات في التعليم الثانوي وخصوصا فرع التكامل وألتفاضل والذي يعتبر في نظر جميع طلاب وطالبات مرحلة الثانوية من أصعب الفروع في مادة الرياضيات والسبب هو المسائل المعقدة التي في هذه المادة وهكذا هو حال السياسة المتبعة في إدارة التحالف العربي لملف الأزمة في اليمن التي تدور فيها الحرب ...

المشكلة في اليمن واضحة منذ بداية الحرب ولكن التعاطي معها هو المبهم المجهول حتى الآن.
فلو نظرنا إلى طريقة التعاطي مع هذه الطائفة الشيعية من قبل دول التحالف العربي وقيادته المملكة العربية السعودية سنجد أن التحالف يكيل بعدة مكاييل والدليل على ذلك ماهو حاصل الان في جبهات القتال المشتعلة فتجد في بعض المحافظات اليمنية الشمالية تحرك ملحوظ لقوات التحالف وخصوصا" القوات الجوية والتي نراها تظرب المليشيات الانقالابية الحوثيين بين الفينة والأخرى مع بعض التجاوز وغض الطرف عن تحركاتهم بعض الأحيان وفي المقابل هناك معارك ضارية بين قوات المقاومة الجنوبية والتي تواجه نفس نفس الجماعة الحوثية في بعض مناطق الجنوب الحدودية مع الشمال دون وجود لأي قطاء أو إسناد جوي للقوات الجنوبية التي تقاتل بضراوة في تلك المناطق وكان هذه الجبهات المشتعلة على الحدود الجنوبية الشمالية كل أطراف الحرب فيها سنة وليس فيهم شيعة حتى تتدخل قوات التحالف العربي بظرباتها الجوية على الطرف المعتدي جماعة الحوثي الانقلابية فعندما تراقب المشهد في جبهات الضالع ومكيراس في محافظة أبين سوف تحكم ان مهمة دول التحالف هنا هي مراقبة تلك المعارك وأن الأمر لايعنيها بشيء حتى تساند قوات الجيش الجنوبي بطائراتها والمصيبة الكبرى أن دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية قللت من دعمها المادي والمعنوي لمقاتلي المقاومة الجنوبية حتى وصل بها الأمر إلى قطع مخصصات الغذاء والدواء على المقاتلين الجنوبيين...

لهذا السبب فقط اقول ان سياسة التحالف العربي في إدارة ملف الحرب والأزمة في اليمن أشبه بكثير إلى مسائل التكامل وألتفاضل المعقدة بل إن هذه السياسة صعبة الفهم وأصعب من رموز وشفرات التكامل وألتفاضل التي ممكن فهمها مع معرفة اهم قواعدها العلمية

اخيرا وليس باخير نقول للأخوة في قيادة التحالف العربي نحن في الجنوب العربي ماضون على العهد عهد الشهداء والجرحى الجنوبيين عهد الحرية والاستغلال وقيام دولة الجنوب العربي والنصر حليفنا باذن الله تعالى