عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-06-01, 11:38 AM   #19
صقر يهر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2010-02-12
المشاركات: 386
افتراضي

من يرفض إخلاء منزله يتهم بالتجسس لأنصار الأحمر
سكان الحصبة يجأرون بالشكوى إلى الله: جنود وبلاطجة يحتلون منازلنا ويحولونها إلى ثكنات عسكرية وينهبون كل ما فيها من مقتنيات ثمينة، وحتى صور نسائنا لم تسلم منهم
الأربعاء 01 يونيو-حزيران 2011 الساعة 01 صباحاً / مأرب برس/ من حي الحصبة/ خاص


أحد المنازل تبدو ستائر نوافذه مهلهلة من آثار الرصاص

أحد المنازل تبدو ستائر نوافذه مهلهلة من آثار الرصاص


يعيش المواطنون المدنيون في منطقة الحصبة أوضاعا مأساوية، فهم بين نارين، إما أن يظلوا تحت نيران القصف العشوائي، والرصاص الذي يجتاح نوافذ المنازل، في ظل المواجهات المحتدمة بين قوات الرئيس علي عبد الله صالح، وبين قبائل حاشد الموالية للشيخ صادق الأحمر، وإما أن يفروا بأنفسهم، تاركين منازلهم نهبا للمسلحين من البلاطجة ورجال الأمن الذين يتحصنون بمنازل المواطنين، ويعيثون فيها فسادا، قبل أن يغادروها وقد نهبوا كل ما فيها مما خف وزنه وغلا ثمنه.

هذا هو حال المواطنين الذين يسكنون بالقرب من وزارة الداخلية، وبالقرب من مقر قيادة النجدة بحي الحصبة، ففي حارة بير حطرم أمام بوابة معسكر النجدة الشمالية، ترتكب قوات النجدة وعناصر البلاطجة الموالين للرئيس صالح انتهاكات، جمة بحق سكان المنطقة، الذين تتعرض منازلهم للنهب والسلب دون أن يتمكنوا من التقدم بشكوى، لأن من يلزمهم القانون بحماية المواطنين هم من يقومون بالاعتداء على حقوقهم في المنطقة.

تاكسي كان يعتمد عليه الضياني كمصدر وحيد لدخله تعرض للقصف

تاكسي كان يعتمد عليه الضياني كمصدر وحيد لدخله تعرض للقصف



كثيرة هي المنازل التي تحولت بقوة السلاح إلى ثكنات عسكرية، لا لشيء إلا لأنها تطل على معسكر النجدة، فعمارة الرقابي التي تتكون من أربعة أدوار، فر جميع سكانها تاركين جميع مقتنياتهم في منازلهم، عندما احتدم القتال في المنطقة، وسرعان ما قامت قوات النجدة باحتلال العمارة وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، يمنع حتى سكان المنزل من الاقتراب منها.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، فقد ترك سكان العمارة عندما فروا من المواجهات مقتنيات ثمينة في شققهم، ومن بين هذه المقتنيات جنبية غالية، الثمن قام الجنود المتمترسون بالعمارة بسرقتها، وعندما طالب بها صاحبها قالوا له بأنهم لا يعرفون عنها شيئا وعليه البحث عنها في مكان آخر.

ساكن آخر من سكان العمارة، قام الجنود باحتلال شقته، واستخدام وإتلاف جميع ما في البيت، دون أن يتمكن حتى من فتح فمه بالرغم من أنه حاول العودة إلى منزله ولكنه لم يتمكن من ذلك لأن الجنود يسكنون في المنزل، وينامون فوق سريره، وعليه أن يبحث لنفسه ولعائلته عن مأوى آخر.

ليس هذا وحسب، فساكن آخر من سكان العمارة، تعرضت شقته للنهب من قبل جنود النجدة، الذين استولوا على مبلغ 5 آلاف ريال سعودي، ونحو 1500 دولار كانت في المنزل، دون أن يتمكن حتى من فتح فمه، فهو من ضمن 15 أسرة في هذه الحارة تم تشريدها ونهب منازلهم من قبل جنود النجدة، دون أن يتمكنوا حتى من تقديم شكوى، حتى أن "مأرب برس" يتحفظ على أسمائهم بناء على طلبهم، نظرا لكونهم مهددون بالقتل في حال فتحوا أفواههم بأي شكوى حول ما تعرضوا له من قبل جنود النجدة المقاتلين في منطقة الحصبة.

حفرة خلفتها قذيفة في حوش أحد المنازل

حفرة خلفتها قذيفة في حوش أحد المنازل



فجنود النجدة هناك لا يحتاجون إلى مبررات لقتل أي شخص يرغبون في قتله، فمن السهل على أي منهم أن يطلق الرصاص على أي شخص لا يروق له، تحت أي ذريعة، وفي النهاية فإنه يكون مصدقا من قبل رؤسائه في ظل المواجهات التي تدور بينهم وبين أنصار الشيخ صادق الأحمر.

وفي ظل هكذا وضع، يعيش سكان الحارة وضعا مأساويا، حتى أن أي شخص من سكان الحارة يتم الاشتباه بأنه يقوم بالتصوير أو بجمع معلومات يتم اعتقاله على الفور، حتى الحديث بالتلفون، كما يؤكد سكان الحارة، ممنوع، في الشارع، ومن يوجد متلبسا بمكالمة هاتفية يتم اعتقاله ويكون عرضة للمساءلة من قبل جنود أسهل شيء لديهم هو القتل.

تعرض سكان الحارة لانتهاكات جمه، ولكنهم لا يستطيعون البوح بها، غير أن هناك من لم يجد مانعا من نشر معاناته، فالحاج يحيى صالح الضياني، قصته معروفة لدى جميع سكان الحارة، حيث قام الضياني بالفرار بأسرته إلى مكان آمن في حي مسيك عندما احتدم القتال الأسبوع الماضي في المنطقة، وسرعان ما تحول منزله إلى ثكنة عسكرية لجنود النجدة الذين قاموا باقتحام المنزل ونهب كل ما فيه، تاركين ملابسهم العسكرية في المنزل، بعد أن ارتدوا ملابس من ثياب أبنائه.

بزة عسكرية خلفها الجنود بعد مغادرة المنزل الذي نهبوه وارتدوا زيا مدنيا كي لا يتم التركيز عليهم

بزة عسكرية خلفها الجنود بعد مغادرة المنزل الذي نهبوه وارتدوا زيا مدنيا كي لا يتم التركيز عليهم



تعرض منزل الضياني لعملية سطو بكل ما تحمله الكلمة من معاني، حيث تم كسر الأبواب، والدخول إلى المنزل الذي أصابته إحدى القذائف، وتهشمت نوافذه بالرصاص، وبعد ذلك قام الجنود بكسر جميع دواليب المنزل والعبث بمحتوياته، ونهبوا أكثر من 180 جراما من الذهب، ومبلغ 500 ألف ريال، كان يستعد بها لتزويج إحدى بناته، بالإضافة إلى مسدس، وكلاشينكوف كان يقتنيهما في المنزل.

ليس هذا كل ما تعرض لها الحاج الضياني، فقد تهشمت سيارته بشكل كامل بسبب القصف، وفقد كل ما يملك، وتحول إلى فقير معدم بين ليلة وضحاها، ولكن كل هذا لا يساوي شيئا أمام ما يعتبره انتهاكا لعرضه، حيث قام الجنود بنهب ألبومي صور لنسائه وبناته كانا داخل المنزل، وفي هذين الألبومين صورا لمجموعة من النساء في إحدى الأعراس، وقد أثار هذا حفيظته وحفيظة كل من في الحي، حيث قاموا بالتواصل مع قيادة النجدة لإعادة المسروقات ولكن لم يعد منها شيء بل تم تهريب الجناة بعد أن كان سكان الحارة قد ألقوا القبض على عدد منهم، وبعد شد وجذب أعادت قيادة النجدة أحد الألبومين، ولم يعد الألبوم الآخر.

جيران الضياني، الذين لم يغادروا المنطقة وبعد معرفتهم بما حدث له وللعديد من أسر الحارة التي فرت خلال المواجهات، فضلوا الموت في منازلهم على الفرار بأرواحهم، وهذا هو ما لم يرق لجنود النجدة الذين يبدو بأنهم يستمتعون باقتحام المنازل التي غادرها أصحابها، وينظرون إليها كغنيمة لا تفوت.

بوابة شقة اقتحمها الجنود ونهبوا ما فيها

بوابة شقة اقتحمها الجنود ونهبوا ما فيها



ونظرا لتمسك العديد من سكان الحارة بعدم مغادرة منازلهم بالرغم من تعرض منازلهم للقصف، حتى أن ستائر نوافذهم أصبحت مهلهلة بسبب الرصاص، يقوم جنود النجدة المتمركزين في كل ركن من أركان الحارة، بمضايقة السكان، من خلال تهديدهم بالقتل تارة، ومن خلال اتهامهم بالتجسس لصالح الشيخ الأحمر تارة أخرى، حتى أن سكان الحي أصبحوا مرعوبين حتى من الرد على الهاتف في الشارع، خصوصا وأن جنود النجدة يحضرون التجول في الحارة، ويراقبون كل من يدخل إليها، وما يخرج منها، ويمنعون دخول أي سارة أو أي شيء دون أن يقوموا بتفتيشه، ويمنعون خروج أي شيء، ولا يتمكن سكان الحارة من الخروج إلا بثيابهم فقط، لأسباب أمنية وفق ما يزعمون.

أسماء الضحايا من المواطنين، وأسماء الجنود المعروفين بنهب المنازل، وكل من يقف خلفهم من قيادات النجدة يتحفظ "مأرب برس" عن نشر أسمائهم، لدواع أمنية بحته، فحياة الضحايا في خطر، فيما لو قرر جنود النجدة الانتقام ممن تقدم بالشكوى من المواطنين، ونشرها عبر "مأرب برس".

عندما دخلنا الحارة، كي نستمع لشكاوى المواطنين، ضننا بأننا لن نخرج ثانية، فقد قمنا بتهريب الكاميرا خلسة، ولم نتمكن من التصوير من خارج المنازل، وقمنا بالتصوير من داخلها، كي لا نتعرض لما لا تحمد عقباه، ومع هذا فقد كانت الأعين علينا من كل مكان.

بوابة أحد المنازل التي نهبها الجنود

بوابة أحد المنازل التي نهبها الجنود



سكان الحارة الخائفين، يؤكدون بأنهم على استعداد للظهور أمام شاشات التلفزيون للحديث عن معاناتهم من قوات النجدة، ولكن بعد أن يزول الضرر عنهم، وليس الآن وهم تحت رحمة أصغر جندي من جنود النجدة، يقرر أن يصفي من يشاء منهم، بأبسط ذريعة، وهي ذريعة التجسس لصالح الشيخ الأحمر، أو القيام بتصوير مواقع عسكرية، أو حتى ترديد شعارات تطالب الرئيس صالح بالرحيل، ولا زالت المعاناة مستمرة حتى إشعار آخر..

آثار الرصاص في نوافذ أحد المنازل المنهوبة

آثار الرصاص في نوافذ أحد المنازل المنهوبة


من هذه الإدراج نهب الجنود 180 جراما من الذهب و500 ألف ريال وألبمومات صور لنساء المنزل

من هذه الإدراج نهب الجنود 180 جراما من الذهب و500 ألف ريال وألبمومات صور لنساء المنزل


بزة عسكرية خلفها الجنود بعد نهبهم لأحد المنازل

بزة عسكرية خلفها الجنود بعد نهبهم لأحد المنازل
صقر يهر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس