عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-12-25, 01:59 AM   #3
رعين اليافعي
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-03
المشاركات: 491
افتراضي

هل تتعايش حكومة علي صالح مع القاعدة؟

تتناقل وسائل الإعلام الرسمية ظهور جبر البناء في محكمة الاستئناف اليمنية يوم أمس .



وجبر البناء هو المطلوب رقم 26 على لائحة الإرهابيين الأكثر خطورة لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي (FBI)
http://www.fbi.gov/wanted/terrorists/terelbaneh.htm


وهو أحد الفارين من سجن الأمن السياسي بصنعاء مطلع فبراير 2006م ضمن مجموعة الـ22 والمتهم مع 35 فرادا بالإنضمام الى تنظيم القاعدة والإعداد والتحضير للهجمات الإنتحارية, التي استهدفت المنشأت النفطية في مأرب وحضرموت منتصف سبتمبر 2006م والمرصود مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار لمن يدلي بأي معلومات تساعد في القبض عليه يظهر فجأة في قاعة المحكمة الجزائية الإستئنافية التي تنظر في قضيته وبقية زملائه الـ35 المتواجدين خلف القضبان, فيما هو وبكل شجاعة وبمبادرة شخصية منه يعلن عن نفسه ويفصح عن شخصيته أمام هيئة المحكمة والمدعي العام وجموع الحاضرين المذهولين مما يجري أمامهم.
وأمام المحكمة قال: أنا جبر البناء، حكم عليّ بالسجن عشر سنوات في هذه القضية, وبثلاث سنوات في قضية أخرى، أنا مظلوم ولم أرتكب أي جريمة لا في اليمن ولا في أمريكا، وهربت من سجن الأمن السياسي وسلمت نفسي للرئيس علي عبدالله صالح، ثم تم إطلاقي بموجب ضمانات في آيار (مايو) الماضي.

وغادر البنا برفقة أربعة أشخاص من دون أن يعترضه أحد، ومن يجرؤ على اعتراضه بعد أن قال أنه سلم نفسه للرئيس وتم إطلاقه بموجب ضمانات؟!

وبحسب صحيفة الرأي ابدت السفارة الأميركية في صنعاء امس، «انزعاجها» من إخلاء سبيل القيادي في تنظيم «القاعدة» جبر البنا بعد حضوره السبت، جلسات المحكمة الجزائية الاستئنافية التي تنظر في قضية 36 متهما بمحاولة تفجير منشآت نفطية في محافظتي مأرب وحضرموت، العام 2006.
وعلمت «يونايتد برس انترناشونال»، ان محادثات جرت الاحد بين وزير الدفاع اليمني محمد ناصر احمد والسفير الأميركي ستيفن ساش، تتعلق بطلب ايضاحات حول عملية اخلاء البنا.
فهل جاء البناء أو جيء به إلى قاعة المحكمة ليزيح الستار عن مرحلة جديدة بين أحد حكومات المنطقة المرشحة للزوال وبين القاعدة؟
الغريب في الأمر أن المشكلة السابقة المتعلقة بإطلاق سراح جمال البدوي المتهم بالتخطيط والإعداد لعملية تفجير المدمرة الأمريكية (كول) لم تنته بعد مع الجانب الأمريكي في الوقت الذي يسارع فيه النظام إلى الدفع بورقة جبر البناء! وكأن النظام يتعمد استفزاز الأمريكيين أو كأنه يحاول خلط الأوراق عليهم.
وفي هذا المقام يجدر الإشارة أن أزمة حقيقية نشبت بين الجانبين اليمني والأمريكي على خلفية إطلاق سراح جمال البدوي في أكتوبر2007م وإسقاط الأحكام القضائية بحقه عقب لقائه بعلي عبد الله صالح ثاني أيام عيد الفطر الماضي
إن ظهور جبر البنا في هذا التوقيت وإعلانه مقابلة الرئيس وتسوية قضيته معه شخصياً قد يكون مشهدا يعكس الأزمة بين واشنطن وصنعاء في معركة البقاء أمام الضغط المتصاعد علي الجبهات الجهادية الرئيسية والفرعية ، كما أنه لفت نظر الأمريكيين إلى أن ملف الإرهاب في اليمن ما يزال بيد الرجل الأول والأقوى في البلاد .
من ناحية النظام اليمني قد تكون الرسالة المطلوب من الحكومة الأمريكية قراءتها هي أن معركة النظام اليمني مع القاعدة وانخراطه في الشراكة الأمريكية للحرب على الإرهاب مرهون بموقف أمريكي واضح يدعم استمرار بقاء النظام الحالي ويحول دون انهيار الأوضاع السياسية في المحافظات الجنوبية كشرط أساسي لاستمرار النظام في مواجهة القاعدة والعمل على احتوائها بشكل أو بآخر، وإلا فهاكم القاعدة تفضلوا أرونا كيف ستتعاملون معها وأنتم من فشلتم في هذه المهمة بامتياز في أفغانستان والعراق والصومال؟
ومن الجدير بالذكر أن موقع صحيفة الوسط اليمنية كان قد نشر في 27 فبراير
http://www.alwasat-ye.net/modules.ph...print&sid=4159
تقريرا جاء فيه أن "الوسط" علمت من مصدر في القاعدة أن ظهور جبر البناء جاء بعد أن كان قد سلم نفسه منذ أكثر من سبعة شهر إثر وساطة تمت مع التنظيم من قبل السلطة وبعد أن أفرج عن 36 شخصا من عناصر القاعدة بينهم عبد الله الريمي وفهد القصع.
وفي تعليق ورد في موقع "ثروة" اليمني:
http://tharwacommunity.typepad.com/t...02/post-6.html
وتمكن جبر البناء من الخروج من المحكمة برفقة أربعة آخرين غير معروفي الهوية، دون أن يعترض طريقه أحد من المخابرات، الذين ينفذون عمليات اختطاف الصحفيين، ويدبرون لضرب ناشطات حقوقيات في نفس رواق المحكمة التي تمكن جبر البنا من الخروج منها، رغم إدانته بأكثر من قضية، واعترافه أنه أحد الفارين من سجن الأمن السياسي. وقال مصدر مسئول بنيابة المحكمة، إنه تم الإفراج عن البناء لتمكنيه من الدفاع عن نفسه، خاصة وأنه تعرض للحكم السابق غيابيا، وهو ما يذكرنا بأن نفس النيابة رفضت الإفراج عن المرحوم هاشم حجر، رغم مناشدات أهله وتدخل عدة منظمات حقوقية، ورغم حالته الصحية التي أدت إلى وفاته داخل السجن المركزي، أواخر العام الماضي.
ليس جبر البنا وحده من يلقى الدعم والرعاية الحكومية! آخرون غير معروفين من عناصر القاعدة من الجيل الجديد، أو ما يصطلح بتسميتهم الجيل الثاني، يتحركون بكل حرية، ويحصلون عند الحاجة على تصريحات رسمية لحمل السلاح، ويقاتلون إلى جانب الجيش في معارك الشمال ضد المتمردين الشيعة، وربما يستخدمهم النظام في تصفية خصومة، من الناشطين الجنوبيين في المستقبل القريب!
ولما كان الأمر ما زال قيد البحث فلا غرابة أن يحدث تفاهم ما بين أمريكا – ومن خلفها من شركاء – وقادة الطرف الآخر في حرب عالمية لا قبل لهم بها . ففي حين أن المسألة هي نصر أو شهادة بالنسبة للحركة الجهادية فهو مسألة مصلحة بالنسبة لأمريكا وشركائها .

التعديل الأخير تم بواسطة رعين اليافعي ; 2009-12-25 الساعة 02:12 AM
رعين اليافعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس