عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-07-27, 07:05 PM   #1
الجاهم
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2011-04-21
المشاركات: 1,095
افتراضي الشفافية والواقعية وموقعها من قضيتنا الجنوبية

لما سئل هرقل عن صفات النبي صل الله عليه وسلم , صدقه أبو سفيان في الجواب , فصدق هرقل نبوة النبي صلى الله عليه وسلم, وما حمل أبو سفيان على الصدق وقوله هو ان: الكاذب مذوموم في العهد الجاهلي , وان الصدق محمود ومنجاة لمن أراد أن يوطد دعائم دولة فتية ودعوة إنقاذية , فكيف يتكاثر الأتباع , ويُستجلب الأصدقاء إلا بالصدق والشفافية !.
ثم إن واقعية أي حركة تحرريه , هو عامل صحي , ومنار على الطريق السليم للوصول إلى الغاية التي من أجلها تأسست وقامت هذه الحركة , وإلا كانت ضرب من الهيام , والتعلق بالأوهام , وبما إن القفز على الواقع-أي واقع الحركة نفسها من قوة وضعف , والواقع الذي يحتضن هذه الحركة- نوع من الإنتحار في بوتقة المجهول.
وإذا أسقطنا ما ذكرنا آنفاً على ما يحصل في الجنوب من حراك, وأسقطناه أيضاً على حملة هذه الحركة العظيمة , لوجدنا بيناً شاسعاً بين هذين المبدأين العظيمين , وبين هذا الحراك العظيم , وحملته الصادقين الأوفياء .. لماذا؟؟
إن الحراك مولوداً غضاً طرياً , نشأ في ظروف صعبة للغاية , وتحديات جسيمة , ومخاطر جمة, فكان بمثابة البذرة الطيبة في أرض قاحلة التي كثرة القوارض حوله , مع جهد مقل من زراعه , وقلة حيلة , وندرة ذات اليد , للمحافظة على هذا المولود التي تعصف به الرياح آناء الليل وأطراف النهار , فواقع هذا المولود حقاً هو هذا !, وقوته وإمكانيته هي هذه , فمن أراد القفز على هذا الواقع , وتحميل الحراك أكثر مما يحتمل , فقد أجهضه في مهده , وإن زعم انه يريد تنميته وإكباره.
إذن فما هو الحل للخروج بهذه النبته الطيبة الكريمة , والبذرة المهددة بالإنقراض؟الحل:
يجب أن تصطف جهود كل الزراع , والخبراء إلى تنميته وتكثيره وتقويته على حسب قدرته وقابليته للنمو والقوة , ومسايرة واقع هذا المولود , دون الإستعجال عليه فوق ما يستطيع من السرعة في النمو , ودون التخاذل عن العناية فيه وتبطئة نموه وإزدهاره وتقويته.
فعلى أرباب حراكنا الجنوبي العظيم , وحملة هذا الحراك من المخلصين الأوفياء العمل وفق إمكانيات الحراك , وعدم إقفال الواقع والحال الصعب الذي نعيشه , وان ننزل جهود وإمكانيات هذا الحراك منزلتها , والحذر كل الحذر من القفز على واقع هذا الحراك , أو التقليل من شأنه , حتى لايصطدم مؤيدوه بتأخره وتعثره إذا سمح الله وحدث تاخر او تعثر , وحتى لا يدب اليأس في صفوف أبناءه من إستبطاء تحقيق نتائجه وأهدافه.
فعندما يطّلع الناس وبعلم جلي على كل ما أسلفنا فهناك يُعلم أن القاعدة متينة وإن تحملت أثقال الأرض والسماء , فحتماً وبإذن الله ستظل صامدة صمود الرواسي , لإنها قد هُيأت سلفاً لكل هذه الإحتمالات

التعديل الأخير تم بواسطة الجاهم ; 2011-07-27 الساعة 07:17 PM
الجاهم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس