عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-09-26, 12:02 PM   #9
طائر الاشجان
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 695
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخضر مشاهدة المشاركة
يا لثورات العقول و تباً لثورات البقر

كنت في زيارة عمل دورية لأحدى مزارع الألبان , و بعد انتهائي من عملي , عرض عليَّا مدير المزرعة تناول كوب من القهوة في مكتبه . و مدير المزرعة شاب مصري أسمه حلمي عُين مديراً للمزرعة مؤخراً , و لم يسبق لي أن قابلته في زياراتي الماضية . فقبلت الدعوة .
و في بداية الحوار تحدثنا عن حالة الأبقار في المزرعة , و عن الطاقة الإنتاجية , ونوعية الأعلاف , و تناولنا خطط المهندس حلمي لتطوير المزرعة , و ناقشته في خطته لفتح خط أنتاج جديد لإنتاج لحوم البقر و تغليفها . فكان الحوار المهني مثمر و جيد و أحسست أن هذا الشاب في طريقه لعمل نقلة نوعية في هذه المزرعة العتيقة.
بعدها انحرف الحوار كعادة العرب إلى الجانب السياسي , و ربيع الثورات العربية , فبدأنا من ثورة تونس و مصر و ليبيا و سوريا حتى وصلنا إلى الثورات اليمنية ..... فقال: يا دكتور فاهم , ما فيش حاجة أسمها ثورة يمنية ... الصحيح هو أزمة سياسية أو نزاع على الكراسي أو تقاسم الغنائم الثورية , أو الهروب من الحساب إلى ساحة الثورة ..... فقلت : نورني يا مهندس حلمي , كلامك عايز ثورة عشان أفهمه ......
قال : يا دكتور , شفت المشكلة الدائمة في مزارع الأبقار , لمَّا البقر الصغيرة , اللي بنخطط نحولها بقر حلوب بتسيب الثور الجديد و بتروح و راء الثور المسن , و كلما أعدناها إلى الحظيرة التي فيها الثور الشاب الجديد , بتسيبه و تعتزله و بتحاول تروح الحظيرة التي فيها الثور المسن ..... قلت له : نعم .... هذه حالة غريزية عند الأبقار و مش اكتشاف , و لذلك هذه البقر التي تعتزل الثور الجديد , هي مصدر اللحوم , لأنها تحوَّل إلى الذبح . .....
فقال : ممتاز يا دكتور , طيب إنسان عاقل خلق الله له العقل , و منحه القدرة على البحث و الدراسة و الاختيار و اتخاذ القرار , ولا تقوده الغريزة ....... إذا هذا الإنسان ترك كل هذه القدرات, و تبع الغريزة و العاطفة , و التف حول شخصيات منتهية سناً و فكراً و حتى أخلاقاً , فقد كانوا جزء رئيسي من الفساد و أصحاب قرار في تدمير اليمن , ماذا يكون مصيرهم ؟؟؟ أليس الفشل يا دكتور ..... و ألا يذهب إلى مذبحه و فشله بقدميه !!!!
عندها تنبهت إلى شيء كنت أشعر به و لا أستطيع التعبير عنه , و فوراً جاء على بالي , قصة الإطارات المرقَّعة , و كأنَّ القدر يجمع الشواهد للجنوبيين , لتتعلم و تتعظ من غيرها ....... ثم ضحكت من نفسي ...... و قلت لها لقد صدق الرجل , علينا التوجه خلف قيادة جنوبية جديدة شابة , لديها الكثير لتقدمه , و علينا توعية الجنوبيين و الدفع بهم للدراسة و البحث عن ديناصورات الجنوب , و أنهم قد بلغوا من الكبر عتيَّا , و كل هذا العمر الطويل , مليء بالإخفاقات و لا إنجازات فيه تستحق الذكر ... فيه أوردونا من فشل إلى فشل , و من مأساة إلى كارثة ....... و قلت : يا مهندس حلمي , سجل الدكتور فاهم كان بقرةً حتى اليوم , و لن يكون بعدها بقرة لا للذبح و لا للحلب . ..... و سيناضل ليكون جزء من نخبة العقول , و ليس عضو في قطيع البقر الذي تقودها غرائزها .


بقلم / الدكتور فاهم الحدي
23 / 9 / 2011


الصورة في الرابط ههههههههههههههههههههههههه
http://siyasapress.net/default.asp?p...70&newsid=2957


حسناً .. هذا التوصيف يمكن إسقاطه على ثوار اليمن كي لا ينجروا وراء غرائزهم ، ويتّبعوا غواتهم من المسنين ، حتى يصلوا إلى هدفهم وهو إسقاط النظام . نحن الجنوبيون لو صادف أحدنا إسكافياً ، واحتسى معه كوباً من الشاي ، لقال له : يا ولدي أنتم الجنوبيون كانت لديكم ثروات طائلة نفطية وسمكية ، وموقع جيواستراتيجي ، وأنتم قلة قليلة ، ستعيشون حياة رغيدة لولا أنكم ذهبتم بأرجلكم إلى الهاوية ! إنكم كالذي يمتلك حذاءاً جديداً يلفت الأنظار بجودته ، وبكل بساطة تخلعونه ، وتهبونه لجاركم ، وتقعدون حبيسي البيت لأن أقدامكم لا تقوى على تحمل وعورة الطرقات .. وربما جاءَك سباك بمثل هذا واستعار ما يناسبه من بيئة السباكين . هذه الأحاديث تلغي مصلحة الجنوبيين كشعب انتزعت ثرواته ، وصودرت هويته ، وأضاع باسم الوحدة كل شيء ، إنها " مضحكة " يتبارى فيها الأذكياء على لعب دور القط والفأر ، والكل يزين بضاعته بهواجس إن لم تمضِ فيها سيوف الدين الحنيف ، لجأوا إلى خناجر الثقافة والإعلام ، وزوّروا تاريخاً ، وهددوا في نهاية المطاف ، ولم يبق هناك أسلوباً لم يجربوه .
قضية الجنوب واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار .. وبدون فك الإرتباط واستقلال الجنوب ، تبقى الحلقة المفقودة قيد البحث ، ويبقى قدر الجنوبيين أن يقاوموا أطماع المحتل وزبانيته ، وألا يصغوا إلى ترهاتٍ تصلح لأن تكون حكايات تُسرد للأطفال قبل خلودهم إلى النوم .

تحياتي
طائر الاشجان
__________________
طلائعُ ثوّار الجنوبِ تآزروا ... وساروا على دربٍ عليهِ تَدَرّبوا
ألا إن شعبي اليومَ أمضى عزيمةً ... وحربُكَ للمُحتلّ يا صاح واجِبُ
طائر الاشجان غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس