عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-08-24, 03:28 PM   #10
المنظار
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2011-08-15
المشاركات: 616
افتراضي

نعلم ان كل توجه سياسي لابد له من أهداف قريبة وأهداف بعيدة - استراتيجية - ولكن في تطبيق السياسات
لا تتماثل هذه السياسات في كل الفئات او الاحزاب او التيارات بل أن كل تيار يرسم خطته وفق قناعاته
المترتبة اصلا من طبيعة الظروف والمعطيات ، وبذلك فقد تعددت الرؤى لدى الجنوبيين في المسألة الجنوبية
وأهمها رؤية تحدد خيار واحد ولا غيره وهو فك الارتباط من الوحدة دون قيد او شرط .
وثانيها خيار الفيدرالية بأقليمين كخطوة أولى تمهد لخيار آخر وهو الاستراتيجي وهو ما يسمى بتقرير المصير
للجنوبيين عبر استفتاء عام بضمانات ورعاية دولية تحفظ للجنوبيين هذا الحق .
وفي رأي ان كلا التياريين معه حق في قناعاته ، وهذا أمر مهم ولكن الأهم في نظري هو :
ما هي الوسائل والامكانيات التي يجب تسخيرها لضمان نجاح الفكرة السياسية ( الهدف ) وبالطريقة
التي تمكن هذا التيار او ذاك من تحقيق مبتغاه دون الوقوع في كارثة جديدة يضيع معها الجمل بما حمل .
في قضية فك الارتباط كلنا نتمنى ان يحدث ذلك اليوم قبل الغد لان الدرس أقسى من أن نتحمله مرة ثانية ،
ولكن وهنا اضع عشرة حطوط على هذه الكلمة ( ولكن ) ماذا عمل قادة ونشطاء هذا التيار لتهيئة الظرروف
وخلق أرضية ملائمة تفرض هذا الخيار على القاصي والداني .؟ ولا داعي لان اشرح حالة هذا التيار من التشرذم
والخلافات والشتات الغير مقبول والعشوائية والانانية والاقصاء وكل بلاوي الدنيا لازالت تنخر بعقل الانسان الجنوبي
أيضا ، تيار الفيدرالية نعذرهم وفي توجههم والذي يتهمهم بالعمالة والبيع والخيانة وما الى ذلك من المفردات الممجوجة
فهو غير صائب بالمطلق ، بل الحقيقة انهم يرجون للجنوب والجنوبيين العزة والحرية كما نرجو جميعا ، والذي دفعهم الى هذا الخيار
هي حالة الحراك ومكوناتىه وتياراته وطوائفه التي تقطعت بها السبل دون الوصول الى اتفاق يوحدهم .
ومع ذلك نقول لهذا التيار الفيدرالي انه لا يكفي ان تختار طريق معين كمرحلة اولى تليها مرحلة أخرى توصلك الى الهدف ، بل
أن الأهم هو كيف تؤسس الى إيجاد قواعد متينة تحمي وتحصن خيارك وهدفك من الفشل والسقوط في فخ الخديعة والنكران .
لان ما يبدو عليه حتى الآن من مواقف القوى اليمنية ان هناك حالة من عدم الوضوح حيال القضية الجنوبية ولم تخرجوا معها
الى افكار واضحة وشفافة في انصاف الشعب الجنوبي واعطائه الفرصة لتحديد مصيرة حلال فترة مؤقتة ، بل ان هناك الكثير
من الاشارات التي تذكرنا بعلي عبدالله صالح على لسان رموز يمنية مثل الخطوط الحمراء والثوابت الصفراء وغير ذلك .
وعلى ذلك ، نرى ان المهم هو كيف ندير صراعنا بحنكة ودراية عميقة مستفيدين من الماضي وجعل نصب اعيننا واعتبارنا
ماذا يريد الشعب في الجنوب ليكون ذلك هو محور القضية وبعدها يأتي فن إدارة الصراع .
ونعتب ونلوم التيارين بشدة لان ما يبذلونه من جهد الى الآن لا زال منصبا حول كيفية اقصاء الطرف الآخر من الشارع الجنوبي .
مع الاشارة الى ان موقف هذا التيار من المجلس الوطني اليمني كان رائعا وينبىء عن حسن تفكير ووعي عاليين مما يوحي ان
انهم مدركون اللعبة ويضعون في اذهانهم كل الاعتبارات والحسابات الواجبة . ولكن علينا الانتظار للمرحلة القريبة القادمة .

التعديل الأخير تم بواسطة المنظار ; 2011-08-24 الساعة 03:35 PM
المنظار غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس