عرض مشاركة واحدة
قديم 2010-05-12, 10:27 AM   #8
منصور بلعيد
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-11-03
المشاركات: 366
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاتب العدل مشاهدة المشاركة
أزمة الفكر .. أزمة الحوار ..


الفكر إذا كان منغلقاً أو جامدا لن يتقدم، ولن يتطور، ولن ينتج أي متطلب له علاقة بالنهوض إلى الأمام ،
بل يعد بشكل أساسي حجر عثرة وانسداد متجمد في طريق التقدم .
والحوار إذا كان غائباً أو محارباً، لن يكون هناك ثمة تفاهم أو تقارب أو تعاون أو تفاعل .
إذا لا يعقل أن أفهم أو أتفهم المواقف الأخرى إذا لم استمع إلى الآخر أولا .
هنا يندهش المتابع للحراك الجنوبي بفصائله وتياراته واتجاهاته لما يعتريه من تضارب وحدة في المواقف والرؤى ،
مع الإصرار على الاسترسال على هذا المنوال والعزف الشاذ ، دون أي محالة ولو خجولة للحوار ،
مع أننا نفترض أن من أساسيات وسمات المرحلة الراهنة ومن أدبياتها إتباع منهج الحوار كوسيلة حضارية وضرورة وطنية أيضا ،
ورغم هذه العبارات الرقيقة والجميلة التي نسمعها دائما من معظم رموز وقادة الحراك ، إلا أنه إذا ما تعرض أصحاب هذه العبارات أو تلك لامتحان واختلاف في الرأي،
فحينئذ يبرز الإقصاء والتنقيب عن المقاصد والنوايا، والغوص في تفاصيل التفاصيل واختلاق الكثير من الأسباب لوقف الجهود نحو أي الحوار .
إن الحوار أيها الفضلاء ليست كلمة تقال باللسان، وحروفاً تنمّق بالبنان، إن الحوار وثقافته تستوجب حينما تتصادم الرؤى وتختلف الأفكار،
وتتباين المفاهيم ، حينها يكون للحوار محل، وإن الحلم ليحلو حين الغضب، والعفو عند المقدرة، والجود حالة الحاجة والقلة ، والحوار عند الاختلاف .
إن الحوار يتطلب حسن الظن بالآخر، وعدم إطلاق الأحكام المسبقة ، ويتطلب الذهاب إلى الحوار دون أن يكون كل طرف متمترسا بقناعات لا يمكن التنازل عنها ،
وإلا ما فائدة الحوار !!؟
لدينا بلاء هو انفلوانزا أحادية الرأي ، وقتل للأصوات المتعددة الأخرى المعتدلة والمرنة ، إنها أزمة حوار قائمة على أزمة فكر ونظر ،
والمرحلة تحتاج لمواجهة هذه الفيروسات القاتلة، إلى لقاحات ناجحة صادقة تنتجها العقول الوطنية وأصحاب التوجهات والأفكار الحكيمة
لحماية القضية برمتها وحماية الأجيال في المستقبل من حماقات الفكر المتحجر والمتصلب .
فكم نحن بحاجة اليوم إلى واسعي الخبرة والحكمة وبعيدي النظر .
وما أحوج أبنا الجنوب إلى التغاضي والتقارب والتعاون، وتغليب المصالح العامة، والاجتماع على الحق، وتجاوز مساوئ الماضي ،
فضلاً عن الابتعاد عن إثارة النعرات ونكء الجراحات ، ولا بد من الاحتكام وترسيخ المبدأ السامي وجعله مرتكز أساسي في منهج حياتنا ،
وهو مبدأ التصالح والتسامح .
لذلك ، من يبدأ الخطوة الأولى ؟ من يمد يده ويضع خطوط السير ، ونقطة الانطلاق نحو حوار حقيقي يجمع كافة الأطياف والشخصيات ،
من يتطوع ليكون صاحب السبق والمبادرة الوطنية الحقيقية ويضع الآليات العملية والواقعية القابلة للتطبيق في جمع الشمل وبناء وحدة وطنية واسعة.
أين فرسان الخير والوطنية وحاملي رايات المصلحة العليا للجنوب؟
الجنوب ينتظركم قبل فوات الأوان !

كاتب العدل / تحيه خاصه على اختيارك مثل هذه المواضيع
وهذه المواضيع هي الهم الشاغل لكثير من المفكرين العرب
وبما ان تركيب العقل متشابه بين البشر وهكذا جعله الله سبحانه وتعالى إلاّ ان الاختلاف هو في
التفكير وطريقة النظر الى الاشياء وطريقة التعامل معها
وقبل الخوض في هذا الطرح المعقّد سنسعى الى تفسير وتأصيل الحدث الظاهر ومحاولة الربط
بين اسبابه ونتائجه وذلك يعتبر كمحاوله للتقرّب نحو تفسير الازمه دون ادعاء صحة الفكره لاننا
ندرك تماماً تعذّر الامساك بجميع الاسباب المؤديه الى وجود اي ظاهره اجتماعيه

فنحن جزء من واقع البداوه العربيه الذي يسود فيها الفكر المنفعل الذي تتسم ثقافة اهله بالاتباع
( النقل ) وذلك النقل عن الماضي التليد وتأريخه وفرض احكامه على الحاضر دون تحليل او ابداع
او نقل وتقليد شرائع واحكام من شعوب مسيطره دون تبّيئه او تنقيه او تحليل واصبحنا نعيش في
مربع جامد بين الماضي والحاضر بين الاصاله والمعاصره بين العلم والدين بين القديم والجديد
وتحول الامر الى صراع الاضداد

وهناك فرق كبير بين الفكر المنفعل والفكر الفاعل
فالفكر الفاعل هو تلك الملكه الذهنيه التي تحفّز الانسان على الاستكشاف والبحث والابداع والتعرف
والتساؤل والتأمل وبالتالي على التغيير والتحسين والتنظيم والتطوير والابداع
ويكون ذلك بأنماط مختلفه طبقاً وقدرات الفرد الموروثه والمكتسبه ويكون جانب تألق الفرد على
مدى تقدم العقل المجتمعي وتحرره ..... كما يتوقف على مدى جموده وتخلّفه

والفكر المنفعل هو الذي يستمد خصائصه الفكريه من محيطه ( العقل المجتمعي ) ويستخدمها الفرد
في تصرفاته وسلوكه وتعامله وتحاوره مع الآخرين وتصبح معتقدات ومبادى ومعايير توجه الفرد على
نحو عدمي لا شعوري .... يدافع عنها ويحتج بها ويتحمّس ويتعصّب لها وفي مجتمع كهذا تظهر على
السطح فئه معينه تحمي العقل المجتمعي وتحرسه وتتشكل كأدوات القمع البوليسيه للانظمه
الشموليه او الادوات العسكريه والقبليه للانظمه المتخلفه

ما نلتمسه في الجنوب هو نتاج لثقافه مجتمعيه لقرون طويله من الزمن وما لحق بنا من ازمات
متتاليه زاد من نسبة جمود التفكير ..... وكلما زاد تأخرنا زاد سيطرت الآخر على مقدراتنا واصبح
تفكيرنا امام ثلاثه قيود ( اجنبي وحاكم محلي مستبد وعقل مجتمعي وهو الاخطر على الاطلاق
لانه المنتج الدائم للصراع ولا يمكننا التخلُّص من قيود الاجنبي وقيود الحاكم إلاّ بالتحرر من قيد
الثقافه المجتمعيه وذلك عبر تحرير العقل من سيطرة العاطفه التي ثبتت فيه ثقافة الرفض للآخر
وثقافة الصراع وحب الظهور القاتل

وتلك المسؤوليه تتحملها النخب المثقف التي تمتلك التوازن بين الفكر والعلم من جانب وبين نظام
القيم الاخلاقيه والادبيه
طبعاً الموضوع واسع الارجاء وتجنباً للاطاله اكتفي بهذا ونبقي الحوار مفتوح للمسائله والطرح
والبحث كذلك
__________________


معرفة العالم الذي يعيش فينا اهم من معرفة العالم الذي نعيش فيه
منصور بلعيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس