[حادي العيس]

النضال الناعم لشعب الجنوب ونضال ضرب الطبول والرقص على الدفوف :
-----------------------------------------------------------------

لم يمض على إحتفالاتنا بالثورة المجيدة ثورة 14 أكتوبر إلا أيام قليلة وقد احتفل بها الشعب الجنوبي وأحياها بيوم صاخب خطب ورقص وتباكي وتشاكي وعراك ومدح وذم ... الخ
وخرج منها مذموما مدحورا بأكثر فرقة وشقاق وتعصب أعمى وغطرسة وكلها صناعة جنوبية بحته وقد كان من المفروض أن يستلهم العبرة من تلك المناسبة التي أشعلها وفجرها أبطال الجنوب الصناديد من على قمم جبال ردفان الشماء بفوهات بنادقهم ورجولتهم وصدقهم وتعاونهم وإخلاصهم وإنتمائمهم للجنوب على إمتداد ثراه دون أن يفكر أحدهم بمنصب أو مال وكان يجب أن يقدم الخطباء ما يبعث على الحمية ويشحذ الهمم من وحي تلك المناسبة بالتذكير بأمجادها وبرجالها وماجداتها بذكرى لوقائعها ومواقعها كان بأسباب قيامها بتطور عنفوانها وشموخ أبطالها .

اليوم أسوء من الأمس الوطن محتل والكرامة مسلوبة والأرض منهوبة والتدليس والكذب قائم ،محتل جاهل بغيض متعفرج لا يقيم وزناً للإنسان وآدميته سلاحه الغدر والمال المنهوب نهب الأرض وقتل الشعب وجهله ودمره بطريقة ممنهجة ساعده أنذال الجنوب وسماسرته بعكس الإحتلال الأول الذي بنى الجنوب وحافظ على وحدة أراضيه وحمى حدوده ولم يفرط بشبر واحد من ترابه ولم ينهب ثرواته وهو كان على علم بها وضع الجنوب في المراتب الأولى من الناحية الإقتصادية والثقافية جعل عدن قبلة العالم ومزاره

المهم من كل هذا أنه لايمكن لنا أن ننال حريتنا وإستقلالنا عن طريق المظاهرات السلمية والضرب على الدفوف والرقص على المزامير والتجمعات المفرقة وخطاب الترجي والتباكي والتسول والحلم بالمناصب والعمل من أجلها وبإتجاهها والعمل على كسب الشهرة والزعامات المغززة وعلينا أن نعتبر السنوات الماضية من النضال مرحلة وأنتهت وهي بالفعل قد أنتهت ولن تستطيع أن تقدم أكثر مما قدمت بل سوف تعود وبالاً على الجنوب وشعبه وعلينا أن نقرر ونعلن ميلاد المرحلة الثانية والحاسمة ولن يفل الحديد إلا الحديد ..


السيف أصدق أنباءً من الكتب ** في حده الحد بين الجد واللعب
بيض الصفائح لا سود الصحائف** في متونهن جلاء الشك والريب