[الثائر الصلب]

من يغتال ضباط الجيش والأمن اليمني .. ومتى يفرجون عن الحقيقة؟

كتب: رياض الأحمدي
نشوان نيوز


يتواصل مسلسل الاغتيالات للضباط في الأجهزة الأمنية والعسكرية في اليمن وبصورة وحشية ومتصاعدة ولا يكاد يخلو أسبوع من مآساة وجمجمة عسكري تنفجر برصاص مسلحين على متن دراجة نارية..



أمس فقط 3 ضباط، وشاهد الناس العميد فضل الردفاني كأنه وطن شهيد شاهد على مسلسل الدماء والقتل، وبالقرب من وزارة الدفاع، ثم محاولة اغتيال ضابط آخر في منطقة دار سلم بصنعاء، ثم اغتيال نجل مدير المخابرات العسكرية الذي اغتيل أبوه عوض العاجم العام الماضي..

القضية لا تحتمل التأجيل.. وفيها دماء وأشلاء وفيها معلومات يتم دفنها بقتل أصحابها من خيرة رجال الجيش والآمن.. آن الآوان لنتوقف عن توزيع الاتهامات حسب الأهواء وأن نبحث عن المعلومات الحقيقية التي تدلنا على الفاعل..

ألا ترون أننا نتحول إلى استغلالين عندما نستغل دماء الشهداء لنطلق التهم حسب ما تهوى أنفسنا؟

فيقول أحدهم له ميل مناطقي: هذا استهدف لأنه جنوبي. وأكثر الاستهدافات لجنوبيين..!.. المسألة ليست بتلك السهولة وليست مجرد أهداف مرضية، لماذا لا نفكر به أولاً كيمني تم استهدافه؟. ولماذا لا نتخذ من كون أكثر الاغتيالات في المحافظات الجنوبية والشرقية كمدخل لمحاولة معرفة الحقيقة وليس للمزايدة دون التيقن؟ فقد يكون هناك مشروع ما يريد تقسيم اليمن وإخلائها من رجال الدولة هناك مثلاً؟.. كأحد الاحتمالات الواردة وليس كل شيء؟.. والمقصود الابتعاد عن الأحكام حسب الأهواء..

ويقول آخر: هذا استهدف لأنه كان مع الثورة، واستهدفه علي عبدالله صالح؟.. لم لا نبحث عن النقطة الحقيقة التي قد تجعله مستهدفاً، لأن الوقوف ضد علي عبدالله صالح ليس أمراً نادراً يتم الاغتيال لأجله.. قد يكون للمتهم علاقة.. ولكن لنبحث فيها..

ويقول ثالث: القاعدة..! والأخيرة شبه منعدمة ولا مصلحة لها باغتيال الكثير من الضباط إلا لو كانت مُسيّرة من طرف آخر..؟
ويقول رابع: أمريكا.؟
ويقول خامس: الحوثي.؟ .

ثمة حرب استخباراتية وباردة تدور رحاها على الأرض اليمنية وتتفجر لأجلها جماجم من يملكون بعض المعلومات من ضباط المخابرات بدرجة أولى، ومن لهم أهمية معينة في الجيش.. وقد يطول المسلسل بدرجة مخيفة..

الجهة المسؤولة عن اغتيال أكثر الضباط تبدو نفس الجهة وبنفس التدريب والأسلحة وهي منظمة ولديها تسهيلات وتعمل وفق تدريبات عالية وأهداف سياسية دقيقة، وليس مجرد أشخاص إرهابيين أو خلايا هنا أو هناك.

جميع الاحتمالات واردة.. ولكن نحتاج إلى حقائق تبين للناس وليس الاكتفاء بمتهم حسب الأهواء والشائعات.. ويبقى السؤال للرئيس هادي وللحكومة ولأجهزة الأمن اليمنية: متى تكشفون حقيقة ما يجري؟