[رأفت عدن]

إعلان حالة الطوارئ جنوب اليمن وصحيفة الجيش تشكك في الهويـة اليمنية لعلي سالم البيض




صحيفة الهدهد الدولية




صنعاء – ياسر العرامي - أعلنت السلطات اليمنية حالة الطوارئ في محافظة الضالع (جنوب البلاد) وذلك تحسباً لأي اعتداءات قد يقوم بها عناصر تابعة لما بات يعرف بـ"الحراك الجنوبي" الذي نظم احتجاجات واسعة في المحافظة الجنوبية استجابـة لدعوة نائب الرئيس السابق علي سالم البيض بالتزامن مع انعقاد مؤتمر للمانحيـن في الرياض بشأن اليمن


المظاهرات في محافظة الضالع جنوب اليمن وقال مصدر مسؤول في السلطة المحلية بالضالع "إن قرار إعلان حالة الطوارئ الذي بدأ من الساعة الخامسة فجر السبت الـ27 من فبراير الجاري جاء بهدف تأمين حياة المواطنين والمحافظة على الأمن والاستقرار وذلك بعد ورود أنباء عن دخول عناصر مسلحة للمديرية لتنفيذ مخططات تآمرية وإقلاق السكينة العامة والإضرار بالمصلحة العامة".

وتضمن القرار إغلاق كافة المداخل الرئيسة والفرعية المؤدية للمديرية ومنع دخول الخارجين عن القانون ومنع قيام أي تظاهرات أو تجمعات غير مرخصة . كما ألزم القرار المسئولين في المحافظة بالنزول الميداني إلى كافة المرافق للتأكد من سير العمل بالشكل المطلوب دون غياب أو تهاون .

وكان المحافظ على قاسم طالب – محافظ الضالع- دعا في وقت متأخر من مساء أمس الجمعة لاجتماع طارئ للهيئة الإدارية للمحافظة واللجنة الأمنية اقر خلاله تشديد الإجراءات الأمنية في المدينة، ومنع التجوال بالسلاح.

وجاء ذلك بعد يوم من إعلان نائب الرئيس السابق علي سالم البيض من منفاه في النمسا لأنصار الحراك الجنوبي بالخروج في مظاهرات احتجاجيــة في عموم المحافظات الجنوبية يومي الـ27 و 28 من الشهر الجاري تزامناً مع انعقاد مؤتمر الرياض. وقال البيض في كلمة متلفزة بثتها قناة عدن التابعة للحراك في الخارج مخاطباً أنصار الحراك "ليكن هذان اليومان يومي غضب جنوبي يسجلان في تاريخ الجنوب الحافل بالمآثر".

ودعا البيض من أنصار الحراك إلى رفـع اللون الأخضر إلى جانب علم دولة الجنوب سابقاً أو ما أسماها بـ"دولتنا"، مشيراً إلى أن اللون الأخضر هو لون الأمل والاستقلال.

وأضاف "أنتم مدعوون في هذين اليومين لتوجيه رسالة إلى الأشقاء العرب وممثلي المجتمع الدولي المجتمعين في الرياض تعيدون فيها التأكيد على رفضكم ما أسماه بـ"الاحتلال" وعلى تمسككم بحقكم في تقرير مصيركم".

واستجابـة لهذه الدعوة، خرجت عدد من المسيرات الاحتجاجية في كل من الضالع ولحج وأبين والمكلا، بينما قطعت السلطات شبكات الاتصالات الثابتة والهوائية في كل من محافظات في تلك المحافظات. ورفع المتظاهرون الراية الخضراء التي شوهدت بكثافة عالية وذلك استجابة لدعوة البيض.

وقال مصادر محلية لـ"الهدهد الدولية" إن مظاهرة خرجت في مدينة المكلا، لكنه تم تفريقها بعد اشتباك مع قوات الأمن ما أدى إلى إصابة أحد الأشخاص كما أغلقت المحلات التجارية في الشحر والمكلا، وفي هذه الأُناء يسود الهدوء المنطقة بعد تشديد الإجراءات.

أما في أبين (جنوب البلاد) فقد اغتالت من وصفتها الجهات الرسمية بـ "عناصر انفصالية تخريبية" في زنجبار أحد رجال جهاز الأمن السياسي (المخابرات) في مدينة زنجبار في كمين مسلح أثناء عودته إلى منزله بمنطقة عبر عثمان. واتهمت الجهات الحكومية ما أطلقت عليها بـ "مليشيات طارق الفضلي" بتنفيذ تلك العملية حيث كان قد تلقي تهديدات سابقة من قبلهم بالتصفية.

وفي مسيرة كبيرة شهدتها مدينة الضالع، ألقى القيادي الحراك شلال شائع كلمة حيا فيها الجماهير على "صمودها وقدرتها على اجتياز السياجات الأمنية وتحملها استفزازت العسكر وفتح صدورها للرصاص الحي" حد قوله. وأوضح شلال إن المسيرات التي خرجت اليوم جاءت تلبية للدعوة التي وجهها البيض للخروج اليوم لإيصال رسالتهم لمؤتمر الرياض وللعالم أجمع، مؤكدا مضيهم خلف البيض حتى تحقيق المطالب العادلة لأبناء الجنوب. ودعا مؤتمر الرياض إلى الالتفات لمطالبهم المشروعة.

في سياق متصل، هاجمت صحيفة الجيش اليمني نائب الرئيس السابق علي البيض الذي يتواجد في منفاه بالنمسا ويدعو لانفصال جنوب اليمن عن شمالـه.

وشنت الصحيفة الصادر عن التوجيه المعنوي للقوات المسلحة هجومها على البيض عبر مقال مطول بعنوان "ماذا يريد البيض من اليمن". وخلاله شككت بنسب البيض وهويـته اليمنية واتهمته المليارات من أموال الشعب أثناء توليه منصب نائب الرئيس عقب تحقيق الوحدة في العام 1990.

وجاء في المقال عن البيض قوله " (...) وهو في كل الأحوال مفضوح ومنزوع عنه القناع فهو أولاً لا صلة له باليمن واليمنيين وتلك حقيقة تاريخية يعرفها الجميع منذ أن جاء مع والدته إلى حضرموت وهو طفل صغير لاجئ مجهول النسب قادماً من موطنه الهند مستجيراً ووالدته بالسيد صالح البيض الذي عطف عليهما ومنح الطفل اسمه مضافاً إلى اسم "علي" الذي اختارته له أمه ليُعرف بعدها في حضرموت بإسم "علي صالح البيض" ولكنه تنكر بعد ذلك لهذا المحسن له ليمنح نفسه اسماً آخر وهو "علي سالم البيض" الذي عُرف به بعد ذلك".

كما اتهمته بنهب الأموال وشراء العقارات والمحلات التجارية وإيداعها في بعض البنوك في كل من دبي والشارقة وجدة والمنامة وبيروت وسويسرا وألمانيا وبعض العواصم الأوروبية". حسبما أوردت صحيفة الجيش.

وتأتي هذه الأحداث في ظل انعقاد مؤتمر أصدقاء اليمن في الرياض اليوم لبحث الأزمة اليمنية وسط تكهنات بطرح موضوع الحوار مع الفرقاء السياسيين اليمنيين خصوصا بعد توقف الحرب في الجبهة الشمالية مع الحوثيين.

وجاء مؤتمر الرياض بناء على توصيات المؤتمر الدولي الذي عقد في العاصمة البريطانية لندن في 27 يناير الماضي, في حين سيعقد مؤتمر ثالث لأصدقاء اليمن في العاصمة الألمانية برلين مارس القادم حسب ما أعلن أمس في صنعاء.

وقال رئيس وفد اليمن للمؤتمر نائب رئيس الوزراء للشؤن الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون الدولي عبدالكريم اسماعيل الارحبي إن اجتماع الرياض يكتسب أهمية من حيث الخروج بإجماع وتوافق حول تشخيص التحديات الاقتصادية التي تواجه اليمن وأهمية السعي نحو تفعيل المساعدات والتعجيل بتدفق المساعدات لما يخدم الجهود التي تقوم بها الحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الاقتصادية