عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-01-30, 02:18 AM   #1
عيدروس ابن الجنوب
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-07-10
المشاركات: 2,100
افتراضي هزموننا بالعداوة والبغضاء بيننا وننتصر لأنفسنا بالتصالح والتسامح

هزموننا بالعداوة والبغضاء بيننا وننتصر لأنفسنا بالتصالح والتسامح

المصدر : احرار - حضرموت - خاص
29/1/2012
* بقلم الاستاذ/سالم فرج مفلح

ارتبط المسار السياسي للدولة الجنوبية الاولى بمسارين متلازمين ،يشكلان معا المعاناة التي ما انفك الشعب الجنوبي يكابدها الى اليوم،و همااليمننة و اليساريةالسياسية .
اما الاولى – و اقصد اليمننة - فهي تقتضي بان تقوم الدولة بكل آلياتها ، باستأصال شأفة كل ما لا يتفق سياسيا او ثقافيا او اجتماعيا مع يمنية الجنوب العربي ، و ترسيخ ثقافة اليمننة بكل الوسائل و السبل من المهد الى اللحد .
و لقد استحقت سياسة يمننة الجنوب كل تلك العناية من الدولة الجنوبية الاولى لكونها ثقافة طارئة و لا تمتلك اي وجود تاريخي يذكر ، اضافة الى الاصالة الراسخة للهوية الجنوبية و ثقافتها الشعبية على الاقل.
لم يكن تيار اليمننة في آلية النضال و الحكم كبيرا و ذا وزن سياسي مؤثر
في بداية الامر ، و لم يكن هذا التيار في اغلبه الاعم ، يمتلك من الحنكة السياسية ما يؤهله فكريا لتأسيس قناعاته على قواعد منطقية تقنع التيار الاخر، لو لا سيطرة جناح ( الداخل الجنوبي) الذي كان يعاني من تدني ثقافته و وعيه السياسي ، هذا الجناح تمكن من اقصاء تيار الخارج الذي كان يمثل في اغلبه سياسيين من العيار الثقيل ، و مما لاشك فيه ان تيار اليمننة استغل ( طيبة ) جناح الداخل ليقصي اهل الخبرة و الدراية من ثوار الجنوب و ساسته ، و كان ذلك في وقت مبكر من عمر الدولة الجنوبية الاولى .
كانت المحصلة المبكرة لسياسة يمننة الجنوب حتى عام1972م :
1- اقصاء اول رئيس للجمهورية و اغلبية القيادات السياسية الجنوبية المحنكة ، ثم تصفيتهم جسديا ( حادث طائرة الدوبلوماسيين نموذجا )، و اعتقال اغلب الكوادرالوسطية ذات الارتباط بهذا التيار.
2- شن حرب عسكرية ضد القبائل الجنوبية بدون اي مبرر، حيث شمل ذلك قبائل حضرموت و شبوة و المهرة .
3- تمكن تيار اليمننة من السيطرة على القرار السياسي ، و اضعاف تيار اليسار الجنوبي المتحالف معه .
يبدو ان تيار اليمننة رأى ان تلك الانتصارات التي حققها لا يمكن الحفاظ عليها و تطويرها ، ما لم تتم تصفية التيار الجنوبي المتحالف معه ، غير ان تلك المهمة لابد ان تتم بايدي التيار الجنوبي نفسه ، اي لابد من وجود مسوغ سياسي يمكن من زرع الفتنة بينهم ، فكان ذلك المسوغ هو الفكر الماركسي . لم يكن تبني ذلك الفكر من اجل بناء الاشتراكية في الدولة الجنوبية ، فذلك من آخر قائمة المستحيلا
ت ، و
انما لتلك المهمة القذرة التي ارادها تيار اليمننة ، و المعروف الذي لا جدال فيه ، ان تبني الدولة الجنوبية الفكر الماركسي جاء عبر تيار اليمننة .
وفي عام 1978م ، كانت الفتنة الايديولوجية بين الجنوبيين قد نضجت تكاما ، كما خطط لها تيار يمننة الجنوب ، فكانت مؤامرة اغتيال ثاني رئيس جنوبي للدولة الجنوبية ، الرئيس المناضل سالم ربيع علي ، و اعدام او سجن او اقصاء جميع التيار المرتبط به من الجنوبيين من القيادات العليا و المتوسطة و الدنيا في عموم الجنوب . من خلال كل تلك المصائب التي كانت تحل بالجنوبيين ، كان المنتصر الوحيد هو تيار اليمننة ، و كان يصاحب ذلك المزيد من الضعف للتيار الجنوبي.
كانت المحصلة البارزة لاحداث 1978م ، هي صعود قيادة تيار اليمننة الى سدة رئاسة الدولة الجنوبية ، و هو الامر الذي يمثل قمة الانتصار الذي يأملة هذا التيار.
ثم تأتي احداث يناير الدموية الرهيبة التي اصطلى بنارها ابناء الجنوب انفسهم ، هذه الاحداث كانت من تدبير ذلك التيار نفسه ، اي تيار اليمننة ، و لن نجد اصدق وثيقة على ذلك من احد التصريحات الاخيرة للقائد العسكري اليمني علي محسن الاحمر الذي قال فيه( ان تلك الاحداث كانت من تدبير الرئيس علي عبد الله صالح) ، لا يهم هنا مكان اقامة هذا التيار سواء كان في عدن او صنعاء ، اذ ان المهمة واحدة .







ما اريد ان اخلص اليه من ذلك السرد المختصر لمسار التخاصم و التنازع الذي عصف بالشعب الجنوبي و قياداته و كوادره ، هو ان تيار يمننة الجنوب تمكن من جعلنا نهزم بعضنا بعضا، بعد ان تمكن من زرع الفتنة بيننا و العداوة و البغضاء ، و ان هزيمته لن تكون الا متى عرفنا هذه الحقيقة و عملنا على زرع الاخوة و بيننا عبر التصالح و التسامح ، و الشروع في بناء دولة جديدة تقوم على المواطنة المتساوية و قيم الخير و المحبة ، و ترك الماضي الذي انشأه الاخرون وراء ظهورنا، ناخد منه العبرة و الموعظة لا غير .




*كاتب و مؤرخ من حضرموت

http://www.a7raar.org/news.php?id_dept=2&id=107
__________________


عيدروس ابن الجنوب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس