عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-05-22, 10:43 PM   #1
أبوسعد
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-12-05
المشاركات: 3,920
افتراضي حكايات عن مآثر ابناء الجنوب.

حكايتي في يوم 21مايو

المهندس علي ناجي ( المقرع )

مثلي مثل غيري من الجنوبيين الذي يستطيعون بمقدرتهم المتواضعة ان يشاركوا في مهرجان ( فك الارتباط ) في عدن ، تحركت من قريتي في جحاف الضالع عصر يوم الاربعاء 20 مايو 2009 م في باص يحمل رقم 20 وعند وصولنا الى نقطة العند وجدنا عدة باصات تتجاوز العشرين باص واقفة بجانب الطريق بمقربة من النقطة لم يسمح لها بالمرور ، عند نزولي من الباص اتجهت الى النقطة وعرفت سر مرور بعض الباصات بعد السؤال عليها من قبل افراد النقطة فكل الباصات والسيارات الاخرى الآتية من خط تعز يسمح لها بالمرور ، عدت الى اصحابي في الباص وقلت لهم اعرف اتخارج ، قالوا لي اسبق ، فركبت باصا من تعز ينقصه عددا من الركاب وقلت لهم معكم الى العشش ، وهكذا وصلت الى الشيخ عثمان .
في اليوم التالي وعند الساعة السادسة صباحا كنت ابحث عن مقهاية لشرب الشاي ، سمعت طلقات رصاص من جانب مسجد النور بينما الشارع الذي نزلت فيه كان خاليا تقريبا ، بعدها سمعت اصوات تتعالى - ثورة ثورة ياجنوب - مشيت باتجاه الصوت وكانه مغنطيس برغم اصوات الرصاص ، كانت جماهير تقدر بالمئات كل مجموعة في مدخل من مداخل ساحة الهاشمي بينما الساحة كانت تضج بالجنود المسلحين بالاسلحة والهراوات ، لم تكن بيني وبين المجموعة التي اتت بعدي سوى دقائق معدودات ، تزايد صوت - ثورة ثورة ياجنوب - وهنا كانت اول محاولة لاختراق ساحة الهاشمي ، اطلقوا علينا قنابل مسيلة للدموع وبكثافة وفي اماكن متعددة ، كررنا محاولة الدخول اكثر من مرة وكل مرة تزداد الجماهير ، استطعنا بعدها الدخول الى الساحة مابعد الساعة الثامنة صباحا ، تعالت الاصوات عالية جدا بمختلف الشعارات ، واشتد علينا رمي الرصاص والقنابل المسيلة للدموع ، في هذه اللحظة اصبت بطلق ناري في ساق رجلي اليسرى .
فسال دمي ولم اهتد ما امامي من كثرة ادخنة الغازات ، دخلت مطعما فاقفل علي صاحبه فترة لم استطع المكوث فيه بسبب لهجة صاحب المطعم ! ، فتحت الباب بقوة وخرجت فمسكني جنديا كان في البوابة ، اخذ الكاميرا من جيبي ، فتماسكنا وشعرت بضربة قوية في رأسي ومن الخلف من امام بوابة المطعم ، لم اع بعدها الّا في شرطة الشيخ عثمان ، كانت الدماء تتساقط من كل مكان تقريبا ، من انفي واذني وساقي وراسي وشعرت ان ظهري يؤلمني كثيرا كثيرا ، لاحظت ان جيبي خلى من خمسة آلاف ريال كنت امتلكها ،
حملوني على طقم الى مستشفى النقيب وهناك وجدت المستشفى قد امتلى بالجرحى والمسعفين ،
في الغرفة التي تمددت فيها اتى من يخبرني ان العسكر دخلوا المستشفى للقبض على الجرحى ، وصل احدهم الى غرفتي والدكتورة ( من عدن ) تقول له المستشفى له حرمته ، رد عليها ( اسكتي ياجحبة ) ويلطمها في خدها ، في تلك اللحظة نهضت من سريري لارد الصاع صاعين ولكنني شعرت بالدوخة ولا ادري ماحدث بعد ذلك ، كل ماعرفته انني وجدت نفسي مشلش في ساقي وفي رأسي، و اصابع يدي اليمنى مخيطة ، وظهري عليه مرهم ، وحينما سألت الذي كان بجانبي ان الغرفة التي اوصلوني اليها لم تكن هذه بل اخرى ، قال لا علم لي ، وعندما اتى الطبيب قال لنا عليكم بالخروج من الباب الخلفي للمستشفى لان العسكر موجودين عند البوابة الرئيسية ، كان ذلك عند الساعة الخامسة عصرا ، وحينما خرجنا من البوابة الخلفية عرفت انني لم اكن في مستشفى النقيب ولما سألت زملائي الذين خرجوا معي قالوا هذا مستشفى الوالي .
نعم عرفت فيما بعد ان المستشفى الذي خرجت منه ليس هو المستشفى الذي دخلته اول مرة ، كيف تم ذلك لا افهم ! .










أبوسعد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس