عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-11-10, 03:30 PM   #1
سم الدحابيش
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2014-04-17
المشاركات: 2,143
افتراضي هل حان الوقت لادخال السعودية في مشروع الفوضى الخلاّقة؟!

هل حان الوقت لادخال السعودية في مشروع الفوضى الخلاّقة؟!


مايجري اليوم على الساحة الجنوبية والساحة اليمنية اصبح غير مفهوم حتى لعتاولة السياسة والتحليل الاستراتيجيين خاصة الذين يعتمدون فقط على الاخبار المنشورة في المواقع الالكترونية ولا ينظرون الى ماخلف التحركات السرية المريبة في المنطقة العربية باكملها.




وباعتقادي ان حرب القوى الدولية الخفية في الشرق الاوسط والحروب بالوكالة التي تقوم بها بعض الجماعات خدمة لتلك القوى تعتبر هي المحرك الاساسي لخططها الاستراتيجية في المنطقة بغض النظر عما يترآءى لنا بانه تحالف استراتيجي دائم مع دول المنطقة العربية على وجه التحديد. ففي قاموس هذه الدول التي تحركها المصالح ومعدلات الربح والخسارة لايوجد اي مباديء أخلاقية ولا ثبوت في المواقف السياسية. وهناك امثلة حية كثيرة عن تخلي امريكا عن حلفائها عندما يصبح وجودهم غير ذي جدوى أو عبئاً عليها كما حصل لشاه أيران وماركوس في الفلبين وموبوتو في زائير ومبارك في مصر وعلي عبدالله صالح في اليمن.




وبالنظر الى تصريح مصدر مسئول قال بان مجلس الأمن "أجّل" معاقبة زعيم جماعة الحوثي عبدالملك الحوثي، وأحمد صالح نجل الرئيس السابق على عبد الله صالح "سفير اليمن بالإمارات" اللذين كانا بتلك القائمة بهدف إتاحة الفرصة لإنجاح حكومة الكفاءات التي أعلن عن تشكيلها.




ولكن في حقيقة الأمر فان هذا التصريح جاء فقط من أجل انقاذ ماء وجهي امريكا وبريطانيا الذين مرغتهما كل من روسيا والصين في مجلس الامن الدولي برفضهما لاجراءات العقوبات الدولية وفرضت عليهما (اجراءات توافقية اخرى) بعيدة جدا عن قرارات لجنة العقوبات التي اجمعت بان الرئيس اليمني المخلوع ونجله وكذلك عبد الملك الحوثي هم المعرقلون الرئيسيون لمخرجات الحوار اليمني ولما يسمى بعملية الانتقال السلمي للسلطة وقد جاء قرار لجنة العقوبات بعد تحقيقات كثيرة ومستقلة كما تقول المصادر ومع ذلك ارغمت روسيا والصين كل من امريكا وبريطانيا على ان تستبدلان اسماء المتهمين الرئيسيين باسماء ثانوية لاعلان اتفاقهم جميعا على اصدار قرار العقوبات باستثناء الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح احد المتهمين الرئيسيين والتي وافقت (جميع الاطراف) على اعلان ايقاع العقوبات عليه لانه لم يعد له صلاحية لاسياسية ولا اقتصادية في اليمن تتعلق بمصالح تلك الدول.




بينما نجله احمد لديه صلاحيات سياسية تتمثل في وجوده كسفير لليمن لدى الامارات العربية المتحدة وكذلك لديه مصالح اقتصادية وهو عقد الشراكة مع شركة توتال الفرنسية الناهبة للنفط الجنوبي في حضرموت. حيث ان فرنسا اتخذت موقف الحياد مابين روسيا والصين وبريطانيا وامريكا حتى تضمن الحفاظ على مصالحها ولذلك طالبت بان لايتم ايقاع اية عقوبات على نجل المخلوع وقامت من جهتها روسيا والصين بحماية عبد الملك الحوثي ورفضت ايقاع اية عقوبات عليه ايضا لانه حليف حليفتها ايران وتم استبدال اسمه باسمين آخرين في الجماعة هما عبد الخالق الحوثي وعبدالله يحي الحاكم.




فإذا قام المخلوع علي عبدالله صالح بتحويل كل امواله باسم ابنه احمد علي صالح فإن إجراءات عقوبات الامم المتحدة لن يضر الرئيس المخلوع مطلقا ولا حتى سيضر هذا الاجراء كل من عبد الخالق الحوثي وعبدالله يحي الحاكم حيث ستعلن الدول الخمس عن تجميد ارصدتهم في البنوك ومنعهم من السفر الى الخارج بينما لاتوجد ارصدة مالية باسمائهم في الخارج لانهم يعملون من الداخل كما ان قرار منعهم من السفر (يستثني من ذلك حقهم في السفر لاداء الحج وحقهم في السفر للعلاج وحقهم في السفر لحضور اية تسويات سياسية في الخارج) وهذه الاستثناءات كلها تكفيهم للخروج عبرها الى الخارج في اي وقت يشاؤون.




وفي هذه الحالة فإن القرار إذا تم اعلانه بهذه الصورة الهزيلة سيكون مجرد (قرار شكلي) ليس له اية قيمة حقيقة ولايمثل قوة ردع فعلية تجبر المعرقلين على ايقاف نشاطاتهم المضادة لقرارات مجلس الامن او تحجّم من دورهم السياسي والعسكري على ارض الواقع.




وهاهي روسيا وايران قد حركت خيوطها يوم امس في المنطقة الشرقية وهو مايعني بان هناك من يحرك دواليب القلاقل في تلك المنطقة الساخنة تزامنا مع الحرب الخفية في مجلس الامن الدولي حول العقوبات ضد مايسمى بمعرقلي التسوية السياسية في اليمن لتنشغل السعودية عما يجري في الجنوب حيث تواردت انباء يوم امس عن حدوث انفجارات عنيفة في منطقة الاحساء الشيعية في المملكة العربية السعودية تحت تكتم اعلامي واسع فيما تحركت طائرات النقل المحملة بمئات الحوثيين الى حضرموت وملأت المعسكرات في حضرموت من خلال إستغلال بنود مايسمى إتفاق السلم والشراكة والتسرب تحت جنحها الى المناطق الاستراتيجية في الجنوب في حين تسللت الكثير من العناصر الحوثية ايضا الى عدن بتواطؤ من قبل القوات التابعة للرئيس اليمني المخلوع ونجله كما حدثت إستبدالات للتركيبة الهيكلية لنقطة عسكرية في دار سعد على مشارف عاصمة الجنوب العربي (مدينة عدن) تضم قائد من المؤتمر وآخر من الاصلاح وبعض الجنود من عناصر الحوثيين مما يعني بان المواجهات القادمة في الجنوب لن تكون حربا تقليدية عبر زحف المليشيات مثلما حدث في الجمهورية العربية اليمنية وانما ستكون بطرق مفاجئة وعاصفة ستضع الجنوبيين ودول الاقليم تحت الامر الواقع.



وبالرغم من ان مايسمى باتفاق السلم والشراكة بين نظام الجمهورية العربية اليمنية والحوثيين ينص على ان يسحب حزب انصار الله مسلحيهم من جميع المحافظات اليمنية والتي اطلقوا عليها مسمى مليشيات اللجان الشعبية لتخفيف وقعها في نفوس اليمنيين ولخلط الاوراق وتشبيهها باللجان الشعبية الجنوبية ولكن ماحدث هو العكس! فاذا بالمجاميع الحوثية تتمدد جنوبا حتى اصبحت الآن داخل مدن الجنوب العربي بانتظار ساعة الصفر لاعلان سيطرتهم على كامل الجنوب.




ولم تكتف بهذا القدر فحسب وإنما قامت برفض حكومة بحاح بعد تفويضها المطلق له وتعهدها بعدم الاعتراض على تعييناته الوزارية ، وهددوا في مؤتمر قبائل الحوثي الجمعة قبل الماضية بعقد مؤتمر القبائل (في دار الرئاسة) في المرة القادمة، ولهذا يتم التصعيد من قبلهم فهم لايريدون الحكومة الى تصل نهايتها بمدتها التي لاتزيد عن ستة اشهر والتي من مهامها (تنفيذ مخرجات الحوار).




وبما ان الحوثيين والرئيس اليمني المخلوع لايريدون تنفيذ مخرجات الحوار لان من ضمن المخرجات بنودا تجعل الحوثيون يسيطرون على اقليمهم فقط في الوقت الذي فُرضت على الرئيس اليمني المخلوع عقوبات بينما نجله بموجب تلك المخرجات يُمنع من الترشح لمنصب رئيس دولة (بحكم انه عسكري) الا بعد عشر سنوات.ولهذا فان التحالف بين الحوثيين والمخلوع يستند على قاعدة مشتركة هي عدم تنفيذ مخرجات الحوار والانقلاب عليها.






وحتى ينتقم الرئيس اليمني المخلوع من الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي بسبب العقوبات ويحد من صلاحياته السياسية ليحظى بالسيطرة التامة على الحزب وامساك زمام الامور سياسيا بيده في الوقت الذي يسيطر فيه حلفائه على صنعاء وماحواليها قام بفصل الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والدكتور عبد الكريم الارياني من نيابة الحزب وتعيين بدلا عنهما كل من احمد عبيد بن دغر وعارف الزوكا مما سبب انقساما حادا وشرخا عميقا في الحزب ادى الى خروج مجاميع كبيرة من الجنوبيين من حزب المؤتمر احتجاجا على هذا القرار الذي قالوا بانه غير شرعي والتهديد باعلان انفصالهم وانشقاقهم عن الحزب الاساسي في صنعاء.





ومع ذلك تبقى هناك ورقة قوية بيد عبدربه منصور وهي ان عدم مصادقة البرلمان اليمني (المنتهي صلاحيته) والذي غالبيته هم من اعضاء حزب المؤتمر على الحكومة الجديدة يجعل من حق عبدربه استخدام آخر الاوراق بيده وهو حل البرلمان والغاء صلاحيته في ظل ترحيب الدول العشر بالحكومة الجديدة.




بيد إن ما يجري من حروب خفية في العالم مابين معسكر روسيا والصين من جهة في كل من هونج كونج الصينية واوكرانيا المحاذية لروسيا ، وكذا الفتن العاصفة في سوريا المحاذية والمهمة والحليفة لكل من إيران وروسيا من جهة اخرى واستمرار القلاقل في كل من الجمهورية العربية اليمنية والجنوب العربي المحتل كل ذلك ماهو الا بتاثير مباشر من حروب المصالح التي يتفق فيها من يسمون انفسهم بـ (دول القرار) مع بعضهم البعض ويبيعون فيها الشعوب والدول التي ترتبط معها بعلاقات استراتيجة (بمقايضات بينية) مقابل (ضمان) مصالحهم قبل اي شيء آخر.




ولكن قد يتساءل المرء ماهي مصلحة امريكا وبريطانيا في مساندة الحوثيين في رداع ضد من اسمتهم بالقاعدة وغض الطرف عن التمدد الحوثي في الجنوب بينما يعني تمدد الحوثيين وقوتهم قوة لخصمها روسيا والصين؟!
وماعلاقة الاجتماعات السرية التي تعقدها امريكا وروسيا في عمان من اجل حل معضلة العقوبات الدولية وتقريب وجهات النظر الايرانية الامريكية حول الملف النووي الأيراني وانشاء مبادرة خليجية رقم 2 خاصة باليمن (سيدفع الجنوبيين الثمن الغالي بسببها) وذلك بحسب تصريحات وزير الخارجية العماني الذي يخطط من خلال المبادرة الثانية لاسقاط المبادرة الاولى لارضاء روسيا وايران والحوثيين والغاء صلاحيات المبعوث الخليجي ذو الاصول السعودية؟!




وقبل الاجابة عن هذه الأسئلة من المنطقي جدا ان نتذكر تصريحات وزيرة الخارجية السابقة كونداليزا رايس عن الفوضى الخلاقة في الشرق الاوسط وهو ماطبقته امريكا بالفعل في عدة بلدان منها افغانستان والصومال والعراق وسوريا وليبيا واليمن وقد ادى وضع الفوضى هذه في المنطقة الى خلق بيئة خصبة ومناسبة جدا لنهب الثروات بكافة مصادرها من جميع تلك الدول دون حسيب او رقيب وتكريس وضع مثالي للشركات الناهبة على عكس مايعتقده البعض من أن تلك الدول تبحث عن الإستقرار وتثبيت النظام والقانون.


بل هي تحاول ان تطبق تلك الاجندة في كل من مصر وتونس والجزائر والمغرب بشكل متقطع وبفشل متواتر وبرغم ذلك بقيت دول الخليج تتمتع باستقرار نسبي مقارنة مع الدول العربية والاسلامية الاخرى (حتى يحين وقتها) . فكما يقال فان دوام الحال من المحال وليس امام تلك الدول لتطبيق (كامل اجندتها) على الدول الخليجية سوى ثلاثة خيارات :







الخيار الاول - ان تخضع امريكا وبريطانيا لارادة روسيا والصين وايران وتقوم معهم بتسوية سياسية ومقايضات اقتصادية قد تؤدي لحفظ مصالح جميع الاطراف ولكنها ستؤدي حتما لبيع امريكا للسعودية ولليمن مقابل ضمان مصالحها فيهما من قبل ايران وروسيا والصين ونهبها للنفط السعودي وادخال السعودية في نفق الفوضى الخلاقة كما حصل في العراق تماما من تقاسم مصالح بينها وبين ايران والشيعة في العراق.




الخيار الثاني - ان تعلن امريكا بانها ستقف ضد الحوثيين وقوات المخلوع بكل قوة وحينها ستكون في مواجهة مباشرة مع كل من روسيا والصين وايران سياسيا وعسكريا مما قد يؤدي لحدوث مواجهات وصدام بين الدول الكبرى وهو ماتتحاشاه هذه الدول و لاتحبذه دول القرار بشكل عام.






الخيار الثالث – ان توكِل المهمة لدول الاقليم التي ستكون في مواجهة مباشرة مع بعضها البعض . وستقوم هذه الدول بحرب بالوكالة نيابة عن كل طرف من اطراف الصراع الدولي. مما يعني ارغام دول المنطقة على الخوض في حرب مذهبية ستستمر آثارها المدمرة لعدة اجيال متعاقبة وقد تخرج بوصلة التحكم من الأيدي المحلية لتصبح مجرد أدوات في لعبة دولية أكبر وتفقد سيادتها وقرارها

ختاما – ماذا أعددنا نحن الجنوبيون لكل هذه المخططات والمؤامرات المحيطة بنا؟!

وهل كتب علينا ان نكون دائما في موقف المتفرج؟!



سم الدحابيش 10 نوفمبر 2014م

التعديل الأخير تم بواسطة سم الدحابيش ; 2014-11-10 الساعة 04:00 PM
سم الدحابيش غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس