عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-01-16, 02:11 PM   #5
عبدالله البلعسي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2009-01-15
المشاركات: 13,875
افتراضي

جاسم بودي / الرأي اليوم / جرس من تونس ... ديموقراطية!
ارسال | حفظ | طباعة | تصغير الخط | الخط الرئيسي | تكبير الخط
أهم درس من دروس المشهد التونسي بالنسبة إلى العرب حكاما ومحكومين، أن الديموقراطية على مثالبها وأخطائها تبقى العاصم والضامن لأي نظام، وان الحرب المستمرة عليها هو اعتداء قد ينقلب بساعات على المعتدي.
لم يكن اقتصاد تونس هو الأسوأ بين اقتصاديات الدول العربية رغم تردي الأحوال الاجتماعية، ولم يكن الاستقرار السياسي أضعف من غيره في الدول العربية بل ربما كان أقوى من غيره، ولم تكن عوامل التطرف والإرهاب منتشرة في تونس أكثر من انتشارها في دول عربية أخرى بل كانت سياسة تجفيف منابع الارهاب التي اعتمدتها أفعل من غيرها... لكن الديموقراطية والحريات العامة وتوسيع المشاركة الشعبية في السلطة وحقوق الانسان كانت تتعرض لانتهاكات مستمرة وحرب دائمة.
الديموقراطية رئة تعطي النظام الأوكسيجين المطلوب وتحديدا في أحلك الظروف، وتجعل البلد يربح حتى لو خسرت السلطة جزءا من نفوذها.
أوضاع تونس لا تقارن بأي حال من الاحوال بأوضاع لبنان. حروب وانقسامات طائفية ومذهبية واجتياحات إسرائيلية واغتيالات سياسية... ومع ذلك كانت الديموقراطية والحريات العامة والإعلامية ساحة مفتوحة للتعبير تقي النظام شر الانقلابات مهما كانت الأثمان الأخرى باهظة بشريا وعمرانيا.
وفي الكويت، حمت الديموقراطية النظام حتى عندما طارت الدولة بأسرها، بينما طار النظام في دول قمعية قريبة وبعيدة إلى الأبد وخلال أيام لأن الديموقراطية كانت تداس بالاقدام الى جانب حقوق الناس وكراماتهم. ورغم كل الحراك السياسي الذي تشهده الكويت إلا أن الديموقراطية هي التي تعصم النظام من الانحراف فتسلط الاضواء على الانتهاكات وتفضحها وتصون الكرامات وتحافظ ما أمكن على المال العام وتكشف التجاوزات القانونية والدستورية وتقوي حجم المشاركة الشعبية في السلطة وبالتالي المشاركة في بناء مستقبل أفضل.
في «خطبة الوداع» لزين العابدين بن علي قال إن نظامه قرر من ضمن جملة إجراءات تهدئة الشارع ان يرفع الرقابة عن الانترنت ويوقف ملاحقة المدونين والمعلقين، فيما كان الشبان التونسيون يرسلون صورا عن قمع الاحتجاجات من هواتفهم النقالة إلى وسائل الاعلام العالمية مباشرة ويرسلون الاخبار على مدار الساعة من خلال المواقع وأهمها «تويتر». لم يفهم النظام التونسي السابق ان التكنولوجيا لا تنتظر أوامر أجهزة الامن والاستخبارات وأنها قادرة على التسلل إلى كل مكان بمليون طريقة.
أسقط التونسيون بن علي ودقوا جرس الإنذار... الديموقراطية لم تعد هبة أو منحة.

جاسم بوديhttp://www.alraimedia.com/Alrai/Arti...&date=16012011
__________________
[IMG]file:///C:/Users/dell/Downloads/562735_452337594800990_1195827186_n.jpg[/IMG]
عبدالله البلعسي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس