[وليد الضالعي]

صحيفة دار الخليج

اليمن.. جمر الانفصال يشتعل

يبدو أن الأسوأ لم يأت بعد في اليمن... على الرغم من سجله الحافل بالصراع وغياب الاستقرار . وبالنظر إلى التطورات السياسية والأمنية الخطرة التي شهدتها عدد من المحافظات الجنوبية خلال الأيام القليلة الماضية يمكن القول إن البركان الذي يعتليه اليمن منذ أمد بعيد بدأ يقذف حممه الملتهبة إيذانا بالانفجار الكبير الذي لن يبقي ولن يذر، ما لم يتدارك العقلاء ما يمكن تداركه .

ليس من توصيف أدق للأحداث التي جرت الأسبوع الماضي في عدن وحضرموت سوى أنها عناوين عريضة لحرب أهلية قادمة، ومؤشرات خطرة لعمليات قتل بالهوية، بعد أن بلغ التحريض وتعزيز الكراهية بين مواطني الشمال والجنوب منتهاه وبدأ يأتي أكله .

لن يتوقف الحصاد المر عند احراق مجاميع محسوبة على التيار المتشدد في الحراك الجنوبي مواطن شمالي من دون ذنب ارتكبه سوى انه متواجد في الجنوب للعمل والكسب الحلال .

كما أن الأمر يتجاوز مهاجمة شاب جنوبي لأسرة شمالية في مدينة عدن وقتل امرأة بالفأس الذي شج به أيضا رأس زوجها وطفليهما، فضلاً عن احراق محال تجارية لأبناء الشمال في مدن الجنوب، وتوعدهم بالويل والثبور إن لم يغادروا الجنوب ويعودوا إلى مناطقهم التي كانوا يعيشون فيها قبل إعلان وحدة الشطرين في العام 90م، وهي الممارسات التي تتجاوز المطالب الحقوقية بل والمطلب السياسي بانفصال الجنوب عن الشمال إلى ابعاد اجتماعية تهدد بتصدع مجموعة القيم التي تربط اليمنيين ببعضهم البعض . والواضح أن هناك من يسعى لإشعال نار الفتنة والحرب الاهلية تحت غطاء سياسي لخلط الاوراق، واعاقة استكمال التسوية السياسية في البلد، خاصة مع اقتراب موعد انعقاد مؤتمر الحوار الوطني الشامل المزمع في ال 18 من مارس الجاري، والذي جعل القضية الجنوبية على رأس أولوياته وأعطى الجنوب نصف مقاعد المتحاورين .