عرض مشاركة واحدة
قديم 2009-08-30, 03:42 AM   #1
بوعمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2009-07-23
المشاركات: 368
افتراضي ((( لا خلاص إلا بالإخلاص ... )))

لا خلاص إلا بالإخلاص ...







مقدمة :
يا جنوبنا العربي .. كيف يحبك من يجهلك ...؟؟؟






فيما نجح الجنوبيين العرب في توصيف الاقتتال الجاري على أرض اليمن بين النظام الحاكم وما يسمى المتمردين الحوثيين حيث أن ما يحدث هو شأن يمني داخلي لا علاقة بالجنوب العربي به هو قاعدة حققت إيجابيات جمة للقضية الجنوبية العربية من حيث تعامل معها الجنوبيين العرب تجاه الإعلام ، وتجاه حتى التطرق في شبكة المعلومات العالمية " الانترنت " ...

ومع ذلك لنا أن نتأمل في هزيمة قوات النظام اليمني للمرة السادسة في ميدان المعارك الطاحنة التي تدور في محافظة صعدة وعمران ، التأمل يأتي ونحن نتابع الأيام تنقضي وكلما أعلن النظام اليمني عن انتصار ميداني نستمع عن جبهة جديدة تشتعل يحقق فيها الحوثيين نجاحات لافتة مما حدا برئيس النظام اليمني باستدعاء فرقة العمالقة أقوى فرق الجيش اليمني للقضاء على .. المتمردين ...!!

المسألة ليست بحاجة لتحليل عسكري ، ولسنا بحاجة لتبرير الظروف الجغرافية التي تدور فيها رحى المعارك ، المسألة برمتها أن الحوثيين ينطلقون في معركتهم مع النظام اليمني من قناعات راسخة بصحة قضيتهم التي من أجلها يحاربون ويقتلون ، هذه القناعات الراسخة هي ليست بجديدة فكم مرت بنا تجارب الشعوب القريبة والبعيدة ، ولعل شخصية البطل الاسكتلندي وليام والاس الذي نضال الانجليز حتى أعدم هو مجرد حالة من حالات كثيرة لا يكاد احد منا يجهلها ...

القناعة بالقضية الجنوبية العربية هي المطلب الرئيس لهذا الجيل وهو يتحضر للخلاص بدولته المستقلة على أرضه وترابه ، هذه القناعة تكاد تكون هدفاً ضارباً في نفوس المؤمنين بالجنوب العربي ، الجنوب العربي الذي كاد أن يكون وطناً لولا التآمر البغيض عليه ، ونحن حينما نكرر هذه القناعة بالجنوب العربي إنما نصنع الأرضية الصلبة التي يجب أن يقف عليها أبناء الجنوب العربي في اصطفافهم وفي رص صفوفهم المبعثرة ...

عندما يكرر الرئيس علي سالم البيض لفظة ( الجنوب اليمني ) ، وعندما يقف البعض بين الألوان ويقفزون على الحبال ، لابد وأن نستجلب هذا الجنوب العربي ليس كفكرة ، وليس كما يسوقه الجهلة والحمقى على أن من الجنوبيين من يدعون إلى مناطقية لأن الجنوب العربي هو التركة أو الميراث لهذه الجهة عن غيرها ، بل نستدعي الجنوب العربي كأرضية صلبة قادرة على تحمل جميع الجنوب العربي حتى بتاريخنا الممزق المتوحش فيه أغلب أيامه ...

على المتحدثين باسم هذا الجنوب العربي أن يفندوا المفاهيم كما هي ، إن كنا نريد دولة قادرة على الحياة علينا أن نستوعب تجربة الجنوب العربي السياسية ، والأهم أن نضع أيدينا على منطق القوة في هذا الجنوب العربي ، فلدينا مشروع سياسي يحتاج إلى فقط إلى استعادته بأيدي أبناءه فلسنا بحاجة إلى منّ يعرفنا أين تكمن القوة في مشروع الجنوب العربي ...

لم تنجح الثورة الإيرانية في نهاية السبعينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم لأن الغرب أراد ان يسقط الشاه ، بل توافرت عند الإيرانيين أرضية القدرة على إنجاح الثورة وعلى رأسها التعاليم الماثلة في الفكر الراديكالي الشيعي الثوري ، الراديكالية هنا وسيلة لابد وأن تحضر في المشروع السياسي وتنصهر مع المشروع الفكري ليرتكز الوطن على مفهوم لا يمكن اختراقه أو حتى اختزاله عند توقيت المواجهات ...

ما نفتقده اليوم هو الراديكالية تجاه الوطن الجنوبي العربي ، الإخلاص لهذه القضية يبدو هدفاً لابد وأن تبذل له جهود الكل من ساسة ومفكرين لتعرف الجماهير أين تذهب بهذا الوطن ، ولكن للأسف الشديد مازالت الأصوات العالية هي للمسميات الجوفاء ، للألوان الباهتة ، للمساحة التي تشتمل الآراء كلها ، تلكم الأصوات ليست عالية فحسب بل هي غالبية أيضاً ...

جزء من هذا الوطن هم جيل لا يعرفون ماضي الجنوب العربي ، يعرفون الجنوب اليمني ، يعرفون الوحدة اليمنية ، لكنهم لم يسمعوا عن الجنوب العربي إلا من أصوات قليلة تكاد تكون مخنوقة لأن وجودها مرفوض بأمر الأوثان المهاجرة بعد أن عبثت بهذا الجنوب العربي ، هذا الجيل لماذا لا يريدون له أن يعرف ما هو وطنه ، وما هو مشروعه ، وما هو مستقبله ، الإجابة أن الأوثان مازالت تراهن على حضور على أشلاء هذا الجنوب العربي ...

يتحدث بعض الجهلة والحمقى أيضاً عن شق الصفوف ، وهم لا يعرفون الصفوف ، وبعض منهم قد لا يعرف أن الله تعالى قد ذكر في سورة الصف قوله سبحانه { إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ } ، والصفوف الجنوبية العربية غير موجودة أصلاً هنالك صفوف يمنية جنوبية ، وصفوف يمنية اشتراكية ، ولا يوجد صفوف جنوبية عربية ، فغياب القناعة بمشروع الجنوب العربي سياسياً تنفي وجود الصف أصلاً وفصلاً ...

بوعمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس