عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-11-13, 06:55 AM   #6
وليد الضالعي
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-05
المشاركات: 7,664
افتراضي

(اليمن).. ذلك العبء على (الجنوب) والعالم
د.سعيد الجريري


الثلاثاء 13 نوفمبر 2012 02:35 صباحاً



(1)
تساءل الكاتب اليمني محمد جميح في مقال له بعنوان (اليمن ورعب الأرقام .. ما الخطر الداهم في اليمن؟)، http://adenalghad.net/articles/3920.htm، ودفع في مستهل مقاله إجابات متوقعة افترض أن ستبادر إلى طرحها أطراف مختلفة من مواقع مختلفة[IMG]http://***********/vb/images/smilies/frown.gif[/IMG]( خطر تنظيم القاعدة- الحوثيون- بقايا النظام.- لإخوان المسلمون- نظام صنعاء.- لانفصاليون- أميركا وإسرائيل والوهابية وعملاء قوى الاستكبار العالمي))
لكنه قلل من خطورة كل ذلك، ليؤكد ما هو أشد خطورة: (( نضوب النفط، ومياه حوض صنعاء، الأمية، النمو السكاني، الفساد " قضية القضايا في اليمن"...)).
وختم جميح مقالته بقوله:" يُحكى قديما أن السبئيين ظلوا يهملون سد مأرب، ويتجاهلون تراكم المخلفات والأتربة في قنواته ومصارفه، ولا يلقون بالا لتآكل مصداته وأساساته، إلى أن جاءت لحظة الكارثة؛ حيث انهار عليهم السد وجاءهم سيل العرم الذي حمل إلى الرمال حضارتهم التي باهوا بها العالم القديم. ترى هل يكتفي السبئيون اليوم بالتفرج على السد وهو يتآكل أمام أعينهم دون أن يحركوا ساكنا؟ من يوقف انهيار السد؟ من ينقذ السبئيين؟
(2)
ما لم يقله محمد جميح في مقالته أن مشكلات اليمن الشديدة الخطورة تلك، لا يدفع ثمنها اليمن وحده، وإنما يدير ظهره لها، متجهاً صوب الجنوب وثرواته براً وبحراً، والجوار الإقليمي، والمجتمع الدولي، متفيداً ومستحوذاً حيناً، ومتسولاً حيناً، ومهدداً بالإرهاب حيناً، وأحياناً أخرى له أساليب بحسب الزمان والمكان، قبل الثورة الشبابية وبعدها، مستمرة حتى كتابة هذه السطور، إلى أجل غير مسمّى لديهم.
لكن اليمن في كل ذلك، يظل عبئاً على الجنوب ولاسيما حضرموت، وعلى الإقليم، وعلى العالم. وهذا ما لم يعترف به جميح، أو لا يريد، أو هو على نهجه ونهج أشباهه في النظر إلى اليمن وكأنه الطفل الجائع الجاهل المشاغب لكن المدلل في هذا الكون، لحكمة لا يعلمها إلا الراسخون في الشأن اليمني، ولا سيما أشباه جميح. ولنا أن نتساءل ليس كما تساءل محمد جميح وهو من سلالة أولئك السبئيين: من ينقذ السبئيين؟ فنقول: من ينقذ الجنوب والإقليم والعالم من هؤلاء السبئيين الجدد؟!
(3)
من ينقذ الجنوب من المشكلات والقضايا المعضلات التي صدّرها إليه اليمن على سبيل المثال لا الحصر: الذهنية القبلية، القطيعة مع النظام والقانون، النهب المنظم للأراضي والثروات، التهميش، الاستباحة لكل شيء بالحرب والفتوى،القات وتجارة المخدرات، الإرهاب، الرشوة، الثأر، السلاح، والموقف المتخلف من المرأة...إلخ؟
وهل يدرك الإقليم والعالم أن 99% من مشاكل الجنوب هي يمنية المنشأ؟ في حين لا يمثل الجنوب لليمن إلا مصدراً رئيساً لبقائه وانتعاشه، حتى صار اليمن يرى في إعلان الجنوب حقه بالاستقلال عنه، تهديداً وخطراً داهماً عليه!
لو أخذنا الثروات النفطية فقط التي يبشرنا جميح بنضوبها خلال سنوات، ألم (يشفطها) اليمن بهمجية عتيدة، بطريقة ( المنشفة ) كما أخبرني أحد الفنيين في حقول حضرموت النفطية؟
حتى التوظيف في القطاعات النفطية ليس للجنوب ومناطق الامتياز في حضرموت منه نسبة تذكر، فمن هو العبء على الآخر؟
ولو أخذنا القات مثالاً آخر، هل كان القات مشكلة حقيقية مدمرة في الجنوب؟ وهل كانت حضرموت والمهرة وجزيرة سقطرى مثلاً تعرف هذه الشجرة الخبيثة؟ صار القات عبئاً يمني يومياً مستمراً على الجنوب أيضاً.
ماذا نقول وماذا ندع ؟ فمازال اليمن يمعن في تصدير المشكلات إلى الجنوب، ولعل أخطرها اليوم ما يسمى بـ( الحوار الوطني ) الملغوم بمشاكلهم، ليجعلوا منه مشكلة أمام ثورة الجنوب السلمية التحررية، ووحدة الصف الجنوبي.
أخيراً، هل لتساؤلك: (من ينقذ السبئيين؟ ) معنى يا جميح؟ أما تساؤلنا: (من ينقذ الجنوب والإقليم والعالم من هؤلاء السبئيين الجدد؟!) فله معانٍ ومعان.



وليد الضالعي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس