[علي المفلحي]

مره اخرى يلجاء اعداء الجنوب في المنظومه القديمه ,الى استخدام ورقه الدين في معركتهم للسيطره على الجنوب ,لتكون كالعربه يجرها ويقودها حصان حزب الاصلاح باسم الشرعيه .
ولهذه الغايه عقد ما اطلق عليه مؤتمر لهيئه ودعاه اليمن في محافظه مارب ,برعايه الرئيس هادي وتحت اشراف وزاره الاوقاف ودائره التوجيه المعنوي في القوات المسلحه التابعه لشرعيه حزب الاصلاح ,وخلص المؤتمر الى ضروره الوقوف صفا واحدا خلف الحكومه الشرعيه ممثله بالرئيس هادي ,مطالبا بالقضاء على اي جماعه مسلحه خارج اطار الدوله بحسب وصف البيان ,ليتماهى مع حديث الجنرال علي محسن لجريده عكاظ في الايام القليله الماضبه ,ولايخرج عن نفس السياق ,فاذا كان الجنرال علي محسن اراد اضفاء القدسيه السياسيه والحزبيه والقبليه والعسكريه لشرعيه هادي ,فمؤتمر مشائخ وعلماء اليمن اراد اضفاء القدسيه الدينيه عليها ,في استنساخ مكرر لتجربه اجتياح العام 94 مع تغيير في العناوين السياسيه ,ففي صبف 94 كان الشعار الكبير الدفاع عن الوحده ضد قوى الرده والانفصال ,اما اليوم فالعنوان هو الدفاع عن الشرعيه المختزله بشخص هادي .
قالت العرب قديما :الناس بخير ماتعجبوا من العجب ,ونحن في الجنوب بالف خير عندما نشاهد اعجب العجب ,محاوله اعداءنا تكرار تجارب الماضي دون الاستفاده منه ,ارادو تلويث الدين بالسياسه ,ارادو اللعب باوراق قديمه في مشهديه جديده ,واتباع قواعد قديمه ومتهالكه في لعبه متغيره وجديده على رمال متحركه ,في دلاله اخرى على ضحاله وبلاهه فكريه وسياسيه لجماعه الاصلاح وحلفائهم .لان خطابكم القديم الجديد لم يعد يؤتى اكله في الجنوب ,فالمؤمن لايلدغ من الجحر مرتين ,فاصبحتم كمن بخاطب نفسه بمايشبه المونولوج الذي لامعنى له ,ولكثره تكراره الملل لم يعد قادر على استثاره عقولنا وعواطفنا كما في السابق .
فجنوب اليوم ليس جنوب الامس ,جنوب اليوم بات اكثر ادراكا ووعيا لكل مخططاتكم الدنئيه ,جنوب اليوم اكثر ايمانا وعزيمه للتخلص من بقايا نظامكم المتهاوي ,ملتفا حول مجلسه الانتقالي ومقاومته الجنوبيه الباسله .
حتى انتم لستم كما انتم في السابق فمنظومتكم اصابتها لعنات الجنوب ,فتشظت الى كيانات ودويلات وامارات صغيره تمتد من مارب الى الرياض الى معاشيق .
فزعيمكم والاب الروحي لمنظومتكم القبيله طالته عداله السماء فسقط صريعا مضرجا بالدماء في عاصمه امبراطوريته العفاشيه صنعاء .
لم تعد تنطلي على الجنوبيين ,التقمص باسم الدين كما حدث في اجتياح عام 94 عندما صدرت فتاوى تحت دعاوى الجهاد ضد الكفار ومن اشهر تلك الفتاوى كانت فتوى الشيخ الزنداني الذي قال فيها مايلي "ان النبي محمد صلى الله وعليه واله وسلم اقر نهب اراضي العدو بعد هزيمته ,واقر كذلك بيع نساء العدو واطفالهم كعبيد في المزاد "
اما وزير العدل الاسبق عبدالوهاب الديلمي فقد افتى هو الاخر بمايلي "اجاز اهل العلم قتل هولاء المسلمين لاته لايمكن مقاتله العدو الابقتل المتمترسين بهم لان عدم قتل هولاء المسلمين يترتب عليه مفسده اعظم من مفسده قتلهم وهي غلبه اهل الكفر على اهل الاسلام "
وبفعل هذه الفتاوى تمت استباحت الجنوب ونهب ارضه وثرواته كغنيمه كما افتى شيوخهم ,والغريب اننا لم نرى حماستهم لاصدار الفتاوى ضد الغاصب الحوثي ,وذلك لان الحوثي من نفس القبيله وهولاء الشيوخ هم مجرد خدم في بلاط القبيله وسادتها .
فشعب الجنوب لن يسمح بعد اليوم لاياديكم الاثمه تتلاعب به لخدمه مشاريع احزاب صغيره معروفه للقاصي والداني .
مهما حاولتم او عبثتم فلن يكتب لمحاولاتكم النجاح في ارض الجنوب الطاهره ,لانها ببساطه قد حددت خياراتها وبوصلتها نحو الحريه والاستقلال واستعاده الدوله المسلوبه .
اما دعواتكم المتستره بلباس الدين فلنتجد لها اذان صاغيه في اوساط الراي العام الجنوبي ,فهي تثير فيه السخريه ,قبل ان تثير فيه الاستهجان والاستنكار .
وفي الختام لايسعنا الا ان نكرر مقوله عفاش الشهيره لقد فاتكم القطار ,روحوا العبوا غيرها .