[علي المفلحي]

شاهد تقرير عن علي محسن الأحمر الجنرال الهارب من اليمن وتعرف لماذا لقب بعلي كاتيوشا؟خاص-عدن لايف:
انتهى حكم جنرال صنعاء، علي محسن الأحمر ، صنو الرئيس المخلوع على عبدالله صالح ، وذراعه الايمن منذ السبعينات وحتى أوائل العام ألفين وأحد عشر

من مواليد قرية بيت الأحمر، في مديرية سنحان 20 يونيو 1945 وهي ذات القرية التي ينحدر منها صديقه علي عبدالله صالح ولطالما دار الحديث عن وجود قرابة أسرية بين الرجلين .

اسم ارتبط بالحروب و الدماء بدء بحروب ما يسمى المناطق الشافعية ( تعز – إب- ), حيث ارتكب الكثير من الجرائم الدموية بحق عشرات الآلاف هناك بهدف اخضاع تلك المناطق لحكم الزيود , وقمع تحالفات سياسية استمر الحرب خمس سنوات وكان علي محسن اللاعب الاساسي فيها إلى جانب توأم روحه صالح.

تزعم في العام 1994 غزو و اجتياح الجنوب فأمطر المدن الجنوبية بعدد خيالي من قذائف الكاتيوشا فلقب منذ ذلك الحين بعلي كاتيوشا ، شكل مع علي عبدالله صالح تحالفا قويا ضد الخصوم التقليدين وضد معارضي حكم الاسرة الاحمرية السنحانية وهو مادفع صالح ذات يوم للقول بانه ورفقيه يجيدان الرقص على رؤوس الثعابين.

ظن الناس أن علي محسن هو الاخ غير الشقيق لصالح ، فلم يكن بإمكان أحد معارضته في أمرا ما ، كان الآمر الناهي ، يعين الوزراء بالتشاور مع صالح ، و ينهب ما طاب له من أراض وعقارات حتى بلغ إجمالي ما سطا عليه من مساحات ما يوازي مساحة دولة قطر البالغة أحد عشر ألف كيلو مترا مربع.

كان الرجل الثاني في اليمن بعد علي عبدالله صالح وصاحب الكلمة الأولى في الحرب و السلم.

كان اللواء علي محسن الأحمر، حتى بداية التسعينات، يمثل الرجل الثاني في اليمن، حيث كان يفضل دائما أن يكون الرجل القوي ولكن في الظل.

حاول صالح اغتياله مرة عندما أعطى أوامره للطيران بقصفه في صعدة حيث كان محسن يشن حروبا ضد الحوثيين، ولعل ذلك انقلابه على صالح بعد أعوام إذ أسر الاحمر حنقه في نفسه.

عرف بقدرته الهائلة على نسج العلاقات مع شيوخ القبائل والشخصيات الاجتماعية المؤثرة في اليمن، كما أوكل إليه صالح مهمة استقطاب المقاتلين اليمنيين العائدين من أفغانستان والذين تحول الكثير منهم لاحقا إلى القاعدة.

نجح الأحمر في ذلك نتيجة لخلفيته الإسلامية، حيث عرف عنه ميوله الإسلامي وفقا لمدرسة فكرية تتأرجح بين الإخوان والسلفية.

في الحادي والعشرين من مارس 2001 انقلب على صالح في بيان متلفز ، معلنا انضمامه لما عرف بثورة الشباب التي قادها الاخوان المسلمون ، استطاع صالح بدهائه احتواء الانقلاب لكن غضب محسن عليه تحول إلى نار حمراء أحرقته في جامع النهدين داخل دار الرئاسة .

انتهى حكم صالح بحصوله على الحصانة بسفينة نجاة خليجية وظل علي محسن الاحمر الرجل الاقوى في اليمن بعد رحيل صديق عمره ، أصبح مستشارا لهادي ، وقوة متنفذة تقوض صلاحيات الرئيس المعين الذي بات متأففا من نفوذ الاحمر.

خاض على محسن حربه الاخيرة ضد الحوثيين في محافظة عمران اليمنية ، وصدر للمشهد حميد القشيبي الموالي له ، الا ان رأس القشيبي طار في حروب عمران وطارت معه احلام علي محسن و الاخوان المسلمين ، تفقد هادي عمران بعد سقوطها شامتا في انهيار المنظومة العسكرية للجنرال الكهل الذي يمتلك اكثر من عشرين لواء.

عشرون لواء هو قوام الفرقة الاولى التي يترأسها محسن ، سقطت مع سقوط صنعاء ، ولم تقاوم كثيرا ، فقد غزا الشيب رؤوس ضباطها كما غزا رأس محسن، ها هو مقر الفرقة اليوم خاو على عروشه بعد ان غادره محسن بلارجعة ، ضباطه وجنوده يوجهون إليه اللعنات و عتاده الحربي الذي استخدم في تدمير الجنوب لم يعد خاضعا له..انتهى الاحمر و انتهت معه حكاية صناعة الموت في اليمن.

إعداد وقراءة نبيل سعيد: