عرض مشاركة واحدة
قديم 2012-05-26, 11:32 AM   #5
الشيخ حسين بن شعيب
قلـــــم جديــد
 
تاريخ التسجيل: 2012-05-26
المشاركات: 15
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متابع الجنوب مشاهدة المشاركة
نشكر الاخ العلامة محفوظ بن شعيب مفتي الجنوب العربي.
اريد ان اطرح بعض الاسئلة على الشيخ بن شعيب :
1_شيخي الكريم هناك من يقول ان الشمال والجنوب هو واحد منذ القدم ويستدلون كلامهم من الاية الكريمة قال تعالى( وعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) شيخي كيف نحن نرد على هؤلاء الذين يدكرون هذه الاية باسلوب واقعي وحضاري؟
2_ توحيد قيادة الحراك مطلب جنوبي الان . لماذا لايتدخل الشيوخ الجنوبين كمثلك وبقية الشيوخ الشرفاء للتوحيد جميع قيادة الحراك الجنوبي السلمي الاعلى ؟

الرجاء ان ترد الي اخي وشيخي بن شعيب حفظك الله انت وجميع الجنوبيين من كل شر

1-الاستدلال بقوله تعالى واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا)ال عمران (103)على شرعية الوحدة استدلال في غير محله وهو من التلاعب بنصوص القران الكريم لان (حبل الله) فسره العلماء بعهد الله ،لقوله تعالى (ضربت عليهم الذلة أينما ثقفوا إلا بحبل من الله)ال عمران (112 )اي :بعهد من الله.
ومن العلماء من فسر(حبل الله)بالقران لحديث أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم _((كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض))رواه الطبري.وروى ابن مردويه عن عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((أن هذا القران هو حبل الله المتين وهو النور المبين وهو الشفاء النافع،عصمة لمن تمسك به ونجاة لمن اتبعه))
والذين يستدلون بهذه الايه ليعطوا الشرعية للوحدة اليمنية يقولون أن وجه استدلالهم هو قوله تعالى
)ولا تفرقوا ) ولا حجة لهم في ذلك لأن الله سبحانه وتعالى حين قال (ولا تفرقوا)خاطب الأمة الإسلامية كلها فأمرهم بالجماعة ونهاهم عن التفرقة وقد قيل في معنى الجماعة أقوال منها أن الجماعة هي السواد الأعظم من المسلمين وقال قوم المراد بالجماعة الصحابة دون من بعدهم ومنهم من قال أن المراد بالجماعة أهل العلم والفقه في الدين وقال الإمام الطبري كما ذكر عنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (13/37)والصواب أن المراد في الخبر بلزوم الجماعة الذين في طاعة من اجتمعوا على تأميره فمن نكث عن بيعته خرج عن الجماعة.وقول الأمام الطبري هو في لزوم طاعة ولي أمر المسلمين الذي ينطبق عليه شرط الولاية العامة وهو الذي يسمى في الشرع (أمام المسلمين)أو (أمير المؤمنين ) وهذا الشرط غير متوفر في أي حاكم من حكام المسلمين يتعدد دويلات الأمة الإسلامية فلذلك لا حجة في الاستدلال بالآية على شرعية هذه الوحدة اليمنية.
أما القول بأن الشمال والجنوب واحد منذ القدم فهذا يكذبه التاريخ لأنه من المعروف أن الموقع الجغرافي الذي عرف باليمن واصطلح عليه لم يكن واحدا منذ القدم وما قبل الإسلام وما بعده فقد شهدت هذه المنطقة عددا من الدول والممالك مثلت كل واحدة منها كيانا حضاريا مستقلا ومن هذه الدول التي عرفت قبل الميلاد دولة معين في الجوف في الفترة من (1400- 650 ق.م )ودولة حضرموت كانت في عام (1020ق.م ) وذهب بعض المؤرخين إلى أن دولة حضرموت كانت من عدن إلى ظفار عمان وقد سكن بلاد حضرموت شعب عاد في الفترة من (2000_1000ق م )وهو شعب سامي وكانوا قبائل متعددة أرسل الله إليهم نبيه هودا عليه السلام وهو منهم ،ويقول د/ جواد علي عن حضرموت ((إنها ظهرت قبل الميلاد ومازال اسما حيا يطلق على مساحة واسعة من الأرض..ثم ذكر سبب تسمية تلك الأرض بحضرموت فذكر أن من علماء العرب من أرجع التسمية إلى أن حضرموت هو اسم ابن قحطان أو ابن يقطن أو ابن يقطان وبه سميت الأرض)ارجع إلى كتاب المفصل في تاريخ العرب قبل الإسلام ج2صـــــــ109 للدكتور جواد علي وقامت أيضا في تلك الفترة من (850- 50ق.م)دولة قتبان وقد كانت ممتدة في منطقة الجنوب الغربي عند باب المندب إلى بيحان في الشرق الجنوبي وكانت عاصمتها(تمنع)ثم انتقلت إلى (حريب)في وادي بيحان ،وللمعلومية فان ملك قتبان كان قد توسع في عهد(يدع أب ذبيان)فضم مملكة اوسان وقتبان ومراد حتى بلغ حدود سبأ وتعبيرا عن فتوحاته هذه في شمال وجنوب قتبان استعمل جملة (أيمنن وأشأمن)اي (الجنوبيين والشماليين) وهو لقب يعبر عن هذا التوسع الذي تم على يديه كما ذكره د/ جواد علي في كتابة المفصل ج/2ص 191.ويقول الأستاذ محمد يحى الحداد في كتاب (التاريخ العام لليمن ًصــ172) واستعمال (يمنا )بمعنى جنوب (وشاما)بمعنى شمال مايزال في اليمن اليوم))..
ومن هذه الدويلات التي قامت في جنوب الجزيرة العربية دولة سبأ حيث قامت في الفترة مابين (950-ق.م )شمال غربي دولة معين ويذهب بعض المؤرخين إلى أن السبئبين إنما هم أصلاً من العربية الشمالية وانهم كانوا يعيشون في مايعرف عند الأشوريون (أريي)و(عربي) وفي القرن الثامن قبل الميلاد هاجرو إلى اليمن حيث استقروا في (صرواح) و(مأرب)ومن هذه الدويلات كذلك دولة أوسان التي قامت في جنوب دولة قتبان وامتدت حتى الجزء الجنوبي من البحر الأحمر وكان ميناء عدن تابعاً لها.
إلى جانب تلك الدول والشعوب التي كونت حضارات قامت إمارات ومشيخات قبلية صغيرة في ذلك العهد منها إمارة (الجبانييين)في الجنوب الشرقي أو الغربي من قتبان بين قتبان وسبأ وامارة سمعي في حاشد وإمارة (اربعن) ولظالة المعلومات عن هذه المشيخات لم يكتب المؤرخون عنهم كثيرا ثم شهدت بعد ذلك دويلات أخرى منها دولة ذو ريدان في حوالي عام 115ق.م -270م) (وذو ريدان )هولقب للزعماء في حمير والريدانيون الحميريون هم جمهرة قبائل يسكنون الهضبة التي عرفت بـ (ريدان) والممتدة في جنوب (وادي بيحان) الى منطقة الساحل وكانوا يحكمون هذه المنطقة حكماً محليا مستقلاً وظهرت بعد ذلك في عهد الملك الحميري (شمر يهرعش) دولة يمنية والتي أضافها الى دولة سبأ وذي ريدان وحضرموت ويعلل محمد عبد القادر بافقيه في كتابه (تاريخ اليمن القديم صـ133-140) الى ان سبب اضافة كلمة (يمنت) في اسم الدولة بقولة أما يمنت فهي كلمة صادفتنا في النقوش من قبل مقرونة بكلمة (شامت)وقد كانت تعني (الجنوب ) على الإطلاق فيما كانت الأخرى تعني (الشمال) ويؤكد المؤرخ محمد يحي الحداد في كتابه (التاريخ العام لليمن)صـ281-282 الى (أن شمر يهرعش منذ ان استولى على (شبوة)أضاف إلى لقبة تلك الإضافة الجديدة وهي (حضرموت ويمنت).
ثم شهدت المنطقة غزوا واحتلالا اجنبيا منها الغزو الحبشي والغزو الفارسي .وبعد ظهور الاسلام تغير وضع البلدان في جنوب الجزيرة العربية فالخارطة السياسية للبلدان العربية الجنوبية قد تغيرت بسبب الغزو والاحتلال الحبشي ثم الفارسي فلم تبق من الدول الا حضرموت والمهرة وعمان واما بقية المناطق الاخرى فظهر في نطاق حدودها الاقطاعيات القبلية التي حكمها (الاقيال) بمسميات مختلفة فكان حكم حضرموت في يد قبيلة كندة واما المهرة فحكمها كان على يد قبيلة (قضاعة المهرية ) وكان احد ملوكها يدعى (شحريت) اما عمان فكان حكمها على يد(عبد وجيفر ) ابن الجلندي الازدي وينقل الشيخ سالم بن حمود السيابي في كتابه (عمان عبر التاريخ) قول ابن خلدون (أنها-أي عمان – من ممالك جزيرة العرب المشتملة على اليمن والحجاز والشحر (المهرة)وحضرموت وعمان ) والشحر هنا ليس المراد بها مدينة الشحر بمحافظة حضرموت وانما المرادبها شحريت المهرية.
وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم – حين بعث عماله الى ولايات جنوب الجزيرة العربية كل ولاية الى مخاليف وقد اتفق المؤرخون الاسلاميون (الطبري وابن كثيروابن الاثير) على أن الجنوب كان يشمل اليمن والتي حصرت في المخاليف الواقعة في الجنوب المباشر للكعبة وحضرموت وعمان والمهرة .
فذكر ابن الاثير في الكامل في التاريخ (ج2/ص227- 228): (أن أمراء الرسول (ص) في اليمن عمرو بن حرام على نجران وخالد بن سعيد بن العاص على مابين (نجران وزبيد) وعامر ابن شهر على همدان وعلى صنعاء شهربن باذان وعلى(الاشعريين) الظاهر بن ابي هالة وعلى الجند يعلي بن امية وكان معاذ بن جبل معلما يتنقل في عمالة كل عامل باليمن وحضرموت .واستعمل على أعمال حضرموت زياد بن لبيد الأنصاري وعلى عمالة السكاسك والسكون عكاشة بن ثور ..ومات رسول الله –ص- وهؤلاء عمالة على اليمن وحضرموت )
وهذا الذي ايده الطبري في تاريخه (ج2ص 541)وابن كثير في البداية والنهاية (ج3/ص 346) .
ويشير د/ عبدالله خور رشيد البري – الباحث المصري في كتابه ( القبائل العربية في مصر في القرون الثلاثة الاولى للهجرة 0ص241)الى أن حضرموت كان يحكمها في عهد النبي –ص- الأمراء الملقبون بالعباهلة الذين كانوا يقابلون التبابعة ملوك اليمن في علو الصيت ونباهة الذكر ). أ.هــ . ثم تغير وضع تلك البلدان في العهدين الأموي والعباسي .
وتاثرت هذه الدويلات بالمتغيرات السياسية التي طرأت على الدولة الإسلامية .وكان حكم الايوبيييين في عهد صلاح الدين الأيوبي والذي تمكن من إخضاع اليمن أولا بقيادة (توران شاه )ثم توجه بقوة باتجاه الايوبين ولكن ذلك الحكم لم يدم طويلا حتى ثارت ضدهم القبائل الحضرمية وقتلت قائدهم عمربن مهدي مع عددكثير من جيشه عام (621هـ).
{انظر ادوار التاريخ الحضرمي ج1/صـ176 لمحمد بن عمر الشاطري}.

وفي تلك الفترة قام بنو رسول (الذين ينتمون الى غساسنة الشام)
وكانوا قد جاؤوا مع الايوبيين ثم تمردوا عليهم عام 626هـ((وأقاموا دولتهم في تعز واستقلوا عن الدولة الايوبية ثم سيطروا على الجند واب وصنعاء، ودخلوا في حروب مع دولة الائمة الزيدية في صعدة ولكن سرعان مانشب الصراع بين الرسوليين فحدثت تمردات في أوساطهم أدت الى اضعافهم وكان عمالهم في عدن من بني طاهر ،فاستقلوا عن الرسوليين وأسسوا فيها دولتهم عام 858هـ.فزحف الطاهريون على المناطق الشمالية وخاضوا حروبا مع الائمة انتهت بتقهقرهم الى عدن ثم لحج في عهد سلطانهم عامر بن داؤد الذي حاول الاستعانة في حربه مع الائمة بالاتراك وقد كان الاترك يجوبون قريبا في ساحل البحر الاحمر الجنوبي وساحل الجنوب على البحر العربي لمنع البرتغاليين من احتلال هذه المناطق وارسل السلطان عامر بن داؤد الى القائد التركي طالبا منه المؤازرة للتصدي لقوات الامام فأوهمه باستعداده لمناصرته ولكن سرعان ماغدر القائدالتركي بالسلطان عامر فاعدمه شنقا ثم اعدم بقية ال طاهر الموجودين في عدن وضم الى الى حكمه في عام 945هـعدن ولحج وابين.{انظر محمد عبدالله حسن الجفري:الازمة اليمنية مظهر حديث لارث تاريخي قديم ص67}.
ثم تعرضت هذه المنطقة لحكم الاتراك بعد دخولهم عدن بقيادة سلمان باشا وزحفت قواتهم الى صنعاء في عام 954هـالموافق 1547م بقيادة ازدمر باشا في عهد الامام شرف الدين ونشبت صراعات بين الاتراك والائمة في اليمن واستمرت حتى عهد الامام يحي حميد الدين والذي عقد معهم اتفاقية (دعان)في عام 1329هـ- (1911 م) والذي تضمنت السماح للامام يحي بالاشراف على شؤون القضاء والاوقاف وتعيين الحكام والمرشدين فيما يتولى الاتراك شوؤن الحكم في اليمن الاعلى وادارة شوؤن البلاد في اليمن الاسفل – وبعد الحرب العالمية الاولى التي انتهت بهزيمة الدولة العثمانية غادرت تركيا كل البلدان الجنوبية ،فاحتلت بريطانيا ماكان بقي تحت يد العثمانيين في لحج وابين،علما بان بريطانيا قد احتلت عدن منذ عام 1839م اما سواحل حضرموت فقد تعرضت للغزو البرتغالي في عهد السلطان بدر بن عبدالله الكثيري الملقب بـ (بدر ابي طويرق) الذي وحد دولة حضرموت ودارت بينه وبين البرتغاليين معركة اندحر على اثرها البرتغاليين وكان ذلك في الفترة مابين عام (924-929)هجرية .
وامام هذا التجاذب بين القوى الاستعمارية الطامعة بقيت المناطق الشمالية تحت حكم الائمة في صنعاء فيما كانت عدن مستعمرة بريطانية .وبقية المناطق الجنوبية التي كانت محكومة من المشيخات والسلطنات والتي عرفت فيما بعد بالمحميات الشرقية والغربية.
وممايجدر ذكره للقارئ ان المحميات الشرقية والتي كانت تعرف بـ(محميات عدن الشرقية)كانت مكونة من السلطنة الكثيرية والسلطنة القعيطية وسلطنة المهرة .والمحميات الغربية كانت مقسمة بين حاكم الفضلي والعوالق العليا والسفلى ومشايخ يافع وكذلك بيحان والضالع وسلطان الواحدوي وسلطان العواذل وشيخ العوالق العليا وسلطان لحج . اما عدن فكانت مستعمرة بريطانية تتبعها جزر ميون وكمران وسقطرى وكوريا وموريا وارخبيل حنيش وجزيرة فاطمة وزقر والجزر الاخرى الصغيرة علما بان كل الجزر الواقعة في المياة الاقليمية اليمنية تتبع دولة الجنوب بعد الاستقلال من بريطانيا في 30 نوفمبر 1967م.
والخلاصة في هذا الموضوع ان الجنوب منذ القدم لم يكن خاضعا لسلطة الشماليين بل تعاقبت في مناطق الجنوب كما عرفت دويلات منها دولة حضرموت والتي كانت من عدن الى ظفار وعمان وحضرموت هو اسم لابن قحطان وهو من نسل عاد وكذلك دولة قتبان والتي كانت من باب المندب الى بيحان ودولة اوسان التي قامت في جنوب دولة قتبان وامتدت حتى الجزء الجنوبي من البحر الاحمر وكان ميناء عدن تابعا لها ودولة ذي ريدان الحميرية والممتدة في جنوب وادي بيحان الى منطقة الساحل .وقد اضاف الملك الحميري (شمر يهر عش ) بعد ان توسع في الحكم الى اسم دولته دولة (يمنت) فصار يعرف بـ(ملك سبا وذو ريدان وحضرموت ويمنت )وكلمة (يمنت )كانت مقرونة بكلمة (شامت) وكانت(يمنت) في النقوش القديمة تعني (الجنوب)على الاطلاق فيما كانت {شامت }تعني الشمال كما اشار الى ذلك د / محمد عبدالقادر بافقيه في كتابه{ تاريخ اليمن القديم ص133-140} والمؤرخون قديما وحديثا يفرقون بين اليمن وحضرموت وهذا الذي استمر العمل به حتى في عهد الاسلام وكما اوضحنا ذلك من قبل .
والمهم ان الجنوب الممتد من باب المندب الى الحدود العمانية ومن الضالع الى حريب ورملة السبعتين لم يكن خاضعا لسلطة الشمالييين لا في الحديث ولا في القديم مما يدل على ان الجنوب كان متميزا في دويلاته وهويته وهذا مايجهله كثير من الناس .
وقد اطلت الكلام في الاجابة على هذا السؤال لاهميته وماقد ذكرته انما هو مختصر بسيط لتاريخ الجنوب ارضا وانسانا واسال الله ان اكون قد وفقت في ايضاح المطلوب والله هو الهادي الى الصواب.
2- اما توحيدقيادة الحراك الجنوبي فهذا مانسعى اليه الان وهناك حوارات جارية مع كل القيادات الجنوبية للوصول الى رؤية واتفاق بشان توحيد كل المكونات في عمل جبهوي واحد ويكون حاملا سياسيا للقضية الجنوبية ان شاء الله .
الشيخ حسين بن شعيب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس