عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-11-26, 09:41 PM   #5
صقر الجزيرة
قلـــــم ماســــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-05-25
المشاركات: 17,893
افتراضي

سري للغاية: صالح خطط ونفذ جرائم قتل المتظاهرين السلميين
2011/11/26 08:26




*د.عبدالله الفقيه

يركز المحققون في جرائم القتل العادية على سؤال المتهم "أين كنت وقت وقوع الجريمة؟" لكنه عندما يكون المجرم رئيس الدولة الذي يفترض به حماية حياة مواطنيه وحرياتهم وعندما يكون القتل جماعيا، فإن السؤال الأهم لا يكون "أين كنت وقت وقوع الجريمة؟" ولكن "أين كنت قبل وقوع الجريمة؟".

ويحاول هذا المقال ومن خلال تحليل الأجندة اليومية لصالح إضافة دليل آخر على أن صالح شارك في التخطيط واشرف على التنفيذ لعدد من جرائم القتل الجماعي للمتظاهرين السلميين ولأنصار الثورة.


ولإعطاء فكرة عن أجندة الرئيس اليومية خلال فترة الثورة يورد الكاتب أجندة الرئيس خلال الأيام من 12 وحتى 14 فبراير اليوم الرابع لانطلاق الثورة كمثال مع إهمال الأنشطة التي عادة ما يقوم بها معاونو الرئيس حتى وان نسبت إليه. وتأتي أجندة تلك الأيام على النحو التالي:

وكما يلاحظ فان الأجندة اليومية لرئيس يواجه ثورة شعبية غير مسبوقة في تاريخ اليمن كانت تحفل بالعديد من الأنشطة. لكن الوضع لم يكن على ذلك الحال يومي الأربعاء والخميس 16 و17 مارس 2011، فقد بدت أجندة الرئيس خالية تماما من أي نشاط معلن يوم الأربعاء 16 مارس. وبالنسبة ليوم الخميس 17 مارس فان النشاط الوحيد الذي يظهر على أجندة الرئيس هو اتصال أجراه مع ملك البحرين حمد بن عيسى مساء الخميس للاطمئنان على الأوضاع هناك. فأين قضى صالح يومي للأربعاء والخميس؟

لم يذهب صالح الذي وجد نفسه وقد أصبح رئيسا لليمن في واحدة من أسوأ مفارقات التاريخ لقضاء إجازة وهو يواجه ثورة هزت كيانه وزلزلت الدنيا من حوله.

لقد قضى صالح الذي اختفى من المشهد العام يومي الأربعاء والخميس مع أنصاره من عتاولة الإجرام في التخطيط لواحدة من أكثر جرائمه خسة ودناءة وتلك هي مجزرة جمعة الكرامة التي يؤكد اللواء علي محسن الأحمر - الذي كان واحدا من ابرز رجال صالح- بأن صالح خطط ونفذ تلك المذبحة يوم 18 مارس 2011. وستعود أجندة صالح إلى الازدحام من جديد بعد جمعة الكرامة كما تبين العينة التالية:

وسيتكرر نفس السيناريو في الثلث الأول من مايو 2011 . فقد غاب صالح عن المشهد العام تماما أيام 8، 9، و10 مايو فيما عدا نشاط واحد قام به يوم 10 مايو وهو الالتقاء بمبعوث الأمين العام للأمم المتحدة جمال بن عمر. وفي يوم 11 مايو سيرتكب صالح مذبحة جديدة قضى 3 أيام في التخطيط لها وهي مذبحة بنك الدم التي راح ضحيتها أكثر من 13 قتيلا.

وسيختفي صالح من المشهد العام من جديد في الثلث الثاني من مايو كما يبين الجزء التالي من أجندته اليومية. ويلاحظ انه غاب بشكل تام من المشهد العام يومي 15 و16 مايو ثم ظهر في نشاط لا يستغرق أكثر من 5 دقائق يوم 17 مايو وسيغيب كامل يوم 18 مايو وسيكون له نشاط واحد يوم 19 مايو.

فأين كان صالح الذي يواجه ثورة شعبه الذي يطالب برحيله؟ كان صالح بالطبع يخطط ويعد العدة لعمليتين كبيرتين الأولى الالتفاف على المبادرة الخليجية عن طريق جلب البلاطجة إلى صنعاء وتكليفهم بقطع الشوارع والطرقات ومحاصرة أمين عام مجلس التعاون لدول الخليج في السفارة الإماراتية، والثانية شن العدوان على سكان الحصبة.

وستعود أجندة صالح إلى الازدحام أيام 20، 21، 22، 23 من مايو ثم سيختفي صالح من جديد من المشهد العام ابتداء من 24 مايو وحتى 29 مايو. وكما تبين الأجندة فان النشاط الوحيد لصالح خلال 6 أيام قد تمثل في لقاء سفيري هولندا وموريتانيا للتوديع يوم 28 مايو، ثم ترأسه لاجتماع لمجلس الدفاع الوطني مساء يوم 29 مايو والنشاط الأخير كان فجائيا وقد جاء كرد فعل لإصدار الجيش المؤيد للثورة ما عرف بالبيان رقم (1).

ومن الواضح أن صالح كان متفرغا خلال ست أيام لإدارة حرب الحصبة لكن الهزيمة الكبيرة وغير المتوقعة التي تلقتها قواته في حرب الحصبة وفقدانه خلال 3 أيام أكثر من ثلث مقرات الوزارات بينها وزارات سيادية مثل الداخلية والإدارة المحلية جعلته يشرع ابتداء من 26 مايو في التخطيط لاجتياح وحرق ساحة الحرية في تعز وهو ما سيتم تنفيذه يومي 29 و30 مايو وكذلك لعملية تسليم مدينة زنجبار لأعضاء تنظيم القاعدة وهو ما تم يوم 28 مايو.

كان من الصعب على صالح اجتياح ساحة التغيير في صنعاء بسبب وجود قوات الفرقة حول الساحة ولو لم تكن قوات الفرقة موجودة لقتل صالح المئات وربما الآلاف من شباب الساحة.

ومن الغريب أن صالح وفي كل مرة كان يجد نفسه في مأزق فانه كان يتوجه نحو محافظة أبين أو مدينة تعز. ففي 28 مارس كانت مذبحة ما يعرف بمصنع الذخيرة والتي قتل فيها حرقا أكثر من 150 شخصا من بسطاء المحافظة وما زالت ملابسات مقتلهم تتسم بقدر كبير من الغموض وان كانت أصابع الاتهام تتجه نحو صالح والولايات المتحدة والأمريكية. وفي 28 مايو كان تسليم مدينة زنجبار للإرهابيين. أما سر التوافق في التاريخين فيعرفه صالح الذي يهتم كثيرا باختيار التواريخ ذات الدلالات.
صقر الجزيرة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس