#بيان الى العقل والعمل والخطاب الجنوبي..
ملاحظة :
كنت قد تعهدت لبعض القيادات التي الحت علي بعدم التصريح والكتابة والنشر .. الا اني ومن خلال متابعاتي للتطورات والتفاعلات والمتابعة للاحداث حتى اللحظة. فقد قررت الادلاء بالبيان ادناه حرصاً ومبادرة مني بما يمليه علي ضميري.. ومعتذراً لمن كنت قد وعدتهم بعدم التصريح.
"عناية القائمين على تحضيرية الفعالية القادمة في عدن"
كنت ولازلت وساضل اناشد اخواني ورفاقي رواد الحركة الوطنية الجنوبية التحررية ان يغادروا مربع الاخطأ المتكررة والتي تتمثل في اختزل وتفصيل الوطن والوطنية على المقاسات الصغيرة او الشخصية فالاشخاص لا محالة راحلون بالاقدار او بالتداول المدني للسلطة .
وعلينا تكريس المفاهيم الخمسة : *الانسان والارض والسيادة والثروة والهوية* .. ذلك اذا كنا طلاب دولة مدنية حضارية تؤمن بالسلم الاجتماعي والتعايش الايجابي ..
وبالتالي علينا ان ندرك ان المرحلة التي وصلنا لها اليوم في عدن هي مرحلة خدمات واقتصاد والادارة والتنمية تهيئ للمرلحة التالية وهي ستكون مرحلة التفاوض الثقافي واصحاب فكر وسياسة وتخطيط وتمكين لتتحول معها عدن الى ورشة فنية للبناء والنهظة .. وذلك يتطلب قدرات غير التي كنا نحتاجها بعد تحرير عدن مباشرة والتي استدعت قرار بتولي شخصية وطنية كالزبيدي الى جانب اخونا اللواء الماهر شلال لتمكين التكامل بين الامني والعسكري وبالتالي تحقيق الانجاز المشهود والملحوظ أيا كانت الملاحظات الهامشية.. من حيث ان عدن كانت تمر بحالة من الانفلات الامني لامسبوق في تاريخها منذ الاستقلال ولا ينكر ذلك الا جاحد..
اما اليوم يا اخواني فنحن في امس الحاجة لشخصية قيادية وكفاءة سياسية وادارية واقتصادية مرنة تمكن عدن من استعادة ألقها وحضورها ومكانتها في مصاف العواصم النامية.
وذلك ما يدركه الاستاذ الزبيدي كرجل وطني وغيور وحريص على انطلاقة عدن وصاحب تضحيات ومواقف شجاعة ونبيلة.. واتوقع منه وبالتالي من (بيان الفعالية) : الترحيب ودعم قرار تعيين المحافظ الجديد المفلحي باعتباره الشخصية التي لطالما انتظرتها عدن واهلها وهو معروف ولا يمكن التشكيك بولائه للجنوب وقضيته العادلة.
اخواني رواد الحركة والقائمين على الفعالية يفترض اننا مدركين لمراحل التحول حتى ننتهي الى البناء الناجز فقد كان الزبيدي مرحلة تحول لأخطر مرحلة . أهلت وهيأت الواقع والظروف الموضوعية اللازمة والملازمة لاختيار #المفلحي كرجل اقتصاد وادارة . وسياسي معاصر من الطراز الرفيع . والذي كان حتما سيفشل لو كان تولا في مرحلة الزبيدي .
يا اخواني لا داعي للانجراف خلف الغرور والانفعالات الثورية غير المحسوبة ولا يمكن احتساب القضية ورقة مساومة ومرابحة يتم توظيفها وتفعيلها مع كل سوء تفاهم .. كيف يمكن ان نفهم حالة التناقض الصارخة .. وكيف صار هادي شيطان بين عشية وضحاها بعد ان كان ملاك قبل البارحة؟!؟!
مع ان الخلف لا يقل ولاءً للجنوب وقضيته عن السلف وربما كان افضل ؟!
اننا جميعا والرفيق #الزبيدي امام امتحان حقيقي في هذه الظروف الصعبة والأوضاع الحرجة والمرحلة الحساسة .. ولا يمكننا فيه الا إثبات حبنا لعدن واهلها من خلال تفويت الفرصة على الطرف الثالث والمتربصين بعدن خصوصا والجنوب عموما.
اخواني واخواتي رواد التحرير والنضال إنني اتوقع او اقترح ان يظهرا المحافظين السف والخلف مع وصول الاخير في موقف ومشرف وتاريخي ونبيل ومحسب لهما كرسالة تأكيد على السلم الاجتماعي والتعايش الايجابي وتطمين ان عدن وخدماتها ومؤسساتها محايدة عن مسارات الفعل الثوري واننا اكبر مما يضن الضانون وفوق ما يتوقعون.. وحتى يفهم المجتمع الدولي والاقليمي والعربي اننا رجال مؤسسات وطلاب دولة وليس زعران سلطة.
*ختاما:* اود ان أُأكد لكم ان القرارات الاخيرة لا تخلو من القصد والتعمد (وتبدو استدراجية تقريباً) -على الاقل من حيث توقيتها- وهو ما أثار حفيظة الكثيرين وانا منهم . ورغم ايجابية البديل المفلحي الا اني لا اعفيكم من مسؤولية الاخذ في عين الاعتبار بالحقائق التالية في اية مخرجات عن الفعالية المرتقبة :
*أولاً* : علينا ان ندرك ان البلد تحت الفصل السابع. واننا محاطين جوا وبرا وبحرا .. الخ
*ثانيا* : دول التحالف العربي مجتمعة تمتلك حق الرعاية وفق قرارات الوصاية والوالية الدولية على اليمن من خلال القرارات والبيانات الصادرة بخصوص اليمن منذ بداية انطلاق عاصفة الحزم .
*ثالثاً* : ثمة صراع نفوذ عسكري دولي محموم وتحركات عسكرية مريبة .. فعلينا ان لا نوفر المبررات لاية تدخل قد يأتي في سياق تصفية الحسابات بين الكبار في المنطقة .
*رابعاً* : ان توقيت القرارات يبدو انه كان مقصودا بعناية .. ليؤهل الموقف الى مرحلة الخلاص من الحراك وقضيته وبالتالي التدخل العسكري في اليمن شمالاً وجنوباً والعودة بحغرافياً المنطقة -لا سمح الله- الى ما قبل ثورات التحرر من الاستعمار الاجنبي .
*خامساً* : ان الحقائق الماثلة في المنطقة سياسيا وعسكريا تلح علينا الاكتراث بها وعدم تجاهلها.. فالواقع حالياً لا يؤهل الموقف اتخاذ اية قرارات تترتب عليها خيارات مصيرية -او حتى نصف مصيرية - من حيث ان الظروف غير مواتية.. وبالتالي فالحفاظ على موقف دول التحالف العربي موحد في اليمن هو الحصانة الوحيدة الممكنة والتي لازالت متوفرة لحمايتنا ولو نسبيا من اختبارات العظلات الكبرى التي تتحين المبررات الكافية لتمكينها من التدخل المباشر .
*سادساً* : ان اية قرارات استقالة او مقاطعة جماعية او فردية في هذه المرحلة ستكون شبيهة بقرارات مقاطعة الحزب الاشتراكي للانتخابات - حيث فقد معها الكثير من انصاره ومريديه ومواقعه- ومَكَّن لخصومه من رقبته. فلابد اذن من الصبر والمصابرة والمرابطة .
*أخيراً* : علينا ان نغتلب وان نتحلى بالشجاعة السياسية. وان نكون في اتم الحرص على عدم حدوث اية تصدع في الموقف العربي خصوصاً بين (السعودية والامارات) . لان مصلحة خصوم المشروع الجنوبي -اكانوا داخل الشرعية او خارجها - تقتضي تصدع الموقف العربي اولا من خلال تكثيف مبررات الخلاف الحاد دمهيداً "لتأريض" اية تدخل روسي امريكي يكون في الجنوب. باعتباره جغرافيا "الشبق الحاد" امنيا واقتصاديا وعسكريا.. الخ
وفق الله الجميع الى كل خير ورحمة.
#عبدالعزيز_المنصوب|
مستشار محافظ عدن السابق -اللواء عيدروس قاسم الزبيدي
|