عرض مشاركة واحدة
قديم 2017-10-06, 01:10 AM   #1
طبيب العقول
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2012-03-02
المشاركات: 2,633
افتراضي ... باقي"الاحتلال العقلي" .. همّتكم ياشباب

"الأحتلال العسكري" أنتهى تقريباً .. باقي "الأحتلال العقلي"

بقلم: فضل عبدالله أحمد المفلحي اليافعي

منطقة المحافظات الأربع (عدن و لحج و أبين و شبوة) تتصف بتركيبة أجتماعية معقدة جداً يتعايش فيها عدد هائل من العشائر و القبائل .... فسيفساء من التراكيب الاجتماعية و كل تركيبة تشمخ بنفسها و ترى نفسها مميزة عن ما جاورها من التراكيب !.........و هذا التعقيد في البنية الأجتماعية و هذه "المشامخة" إن صح التعبير حرم سكان هذه المنطقة من تكوين "عقل سياسي جمعي" يلم شتاتهم عبر التاريخ و ليس من الآن فقط........الأجداد فطنوا لهذه المعضلة و أوجدوا لها حل بفطرتهم السليمة عبر الاستعانة بـ "العقل السياسي الجمعي للحضارم" ممثلا بالأسر (العلمائية) الحضرمية الهاشمية العريقة : آل العيدروس و آل السقاف و غيرهم....... فأتت فروع من هذه الأسر لتستوطن الجنوب العربي لتعوّض بصورة نسبية غياب هذا ألـ "العقل السياسي الجمعي" الخاص بمنطقة الجنوب العربي !


((( أستدراك = يوجد سببا إضافي آخر لهذا التواجد التاريخي لممثلي "العقل السياسي الحضرمي" في الجنوب العربي ألا و هو إثارة حمية قبائل الجنوب العربي للتصدي لموجات الغزو من قبل جيوش الأئمة الزيود و ما تحمله من مخاطر العقائد الفاسدة "الرافضية".... فما كان للقبائل أن تدرك المخاطر البعيدة المدى للعقائد الفاسدة و تتصدى لها إلا من خلال علماء أجلاء راسخون في العلم و الفهم )))


و الأمر تقريبا مشابه إلى حد ما في معظم مناطق الشمال بحيث لا تجد "عقل سياسي جمعي" شامل لكل الشمال و أنما يتعايش فيها عقلان سياسيان "العقل السياسي الزيدي" و "العقل السياسي التعزي" و بقية المناطق ملحقة بهذا أو ذاك مع ملاحظة أن العقل السياسي الزيدي هو صاحب حصة الأسد لشدة دهاءه و لقوة أدواته من "القبائل المحاربة"


((و عادة الذي لديه عقل سياسي جمعي سيملك فكر أستراتيجي و أحساس عالي بمصالحه الأستراتيجية و أقصرالطرق الموصلة إليها ....و الذي ما عنده عقل سياسي جمعي سيحرم من نعمة الفكر الأستراتيجي !))

و في أواخر الحقبة الاستعمارية البريطانية للجنوب حدثت هجرة مكثفة من اليمن الأسفل إلى مدينة عدن و أتى معهم "العقل السياسي الجمعي التعزي" ليجد لنفسه موطئ قدم في مدينة عدن (فقط) و تعايش وانسجم مع "العقل السياسي الجمعي الحضرمي" تحت ظلال الليبرالية البريطانية (قبل ذلك لم يكن للعقل السياسي التعزي أي تواجد في عدن خاصة و في الجنوب عامة إلا ربما في حقب تاريخية قديمة جدا أيام الدويلات الاسلامية مثل "الدولة الرسولية " و لكن لفترة محدودة ثم انحسر مع أنحسار هذه الدول)........​

و عند انتهاء هذا الحقبة الاستعمارية البريطانية و من أول يوم من الأستقلال بدأ العنف المفرط و "قرّاح الرؤوس" بين "أعفاط الجنوب العربي" الأمر الذي أدى إلى إنكماش و انعزال حاملي "العقل السياسي الحضرمي" لأنهم مسالمين جدا بطبيعتهم و العنف المفرط أثار أشمئزازهم فآثروا السلامة.....هذا الأنكماش للعقل السياسي الجمعي الحضرمي أدى لحدوث نوع من الفراغ أستفاد منه "العقل السياسي التعزي" فامتط و تمطّط .....لأن منطقة الجنوب العربي لا تملك عقلها السياسي "الجمعي" الخاص بها كما سبق و أوضحت.

و عن طريق الآلة الحزبية للأشتراكي امتد تأثير "العقل السياسي التعزي" ليشمل الجنوب كله.....

لكن هذا الواقع الموضوعي قاد الأمور لخلق مشكلة لم تكن بالحسبان لأن الحاملين لـ "العقل السياسي التعزي الجمعي" مشتاقين للألتحام بأرض الأجداد و بالتالي طبيعي يرفعوا جرعة الشحن الآيديولوجي باتجاه تحقيق حلمهم الطبيعي(و ليس الآيديولوجي) بالوحدة اليمنية و هذا أمر لا غبارعليه فهذا حقهم الطبيعي المشروع .... المشكلة فقط تكمن بأشاوس الجنوب العربي الذين لا يميزون بين الحلم الطبيعي و الحلم الآيديولوجي فالوحدة اليمنية بالنسبة لهم هي مجرد حلم آيديولوجي فقط لا غير و ليست حلم طبيعي (( فما دخلهم بالالتحام مع مجتمعات غريبة عنهم لم يتشاركوا معها الوجود في دولة واحدة منذ مئات السنين؟!!! .....فقط مع الخيل يا شقراء)) المهم أن أشاوس الجنوب العربي شربوا من خمر الآيديولوجيا "تلك" ليس كأس أو كأسين إنما براميل !! فانسطلوا و في لحظة انسطال تعيسة قفزوا إلى الوحدة الأندماجية "عرايا" بعد أن خلعوا عنهم عاصمتهم و عملتهم و رئاستهم و مقعدهم في الأمم المتحدة و كمان بعثروا بجيشهم على رؤوس الجبال و بأرض غريبة عنهم ......و...و...الخ و مسلحين فقط باتفاقية سياسية هزيلة من ورقة و نصف (لاحظوا أن حجم اتفاقية الوحدة الألمانية عدة مئات من الصفحات)

هذا التذكير المؤلم (خصوصا للاشتراكيين الجنوبيين) لا يهدف لتعذيب الناس فليست عندي أي عقد "سادية" و لكن هدفي هو التنبيه إلى إن المأساة ذاتها الآن تتكرر و بصورة أشد و أنكى و لكن مع الفريق الآخر من "مساطيل" الأدلجة و التحزّب......

الآن ليس عقل سياسي واحد و إنما عقلان سياسيان "الزيدي" و "التعزي" يركبان على عقول دراويش "الأسلاموية الإخوانية" و بعض فئات السلفية و بعض جهلة المؤتمريين الجنوبيين .......العقل السياسي الزيدي أكثر قوة و دهاء لو ركب لوحده لكفى فما بالك عندما يتحالف كمان مع "العقل السياسي التعزي"....((مؤشرات و أسباب تحالف العقلان السياسيان "الزيدي" و "التعزي" سأتناولها في مقال آخر مستقل))

و "العقول المحتلة" عادة تحتاج لـ"معارك عقول" لتحريرها و لكن هنا تبرز إشكالية فأشاوس الجنوب العربي صناديد أبطال في "المعارك الحربية" فقط و قد بهروا العالم و دول الإقليم بأداءهم المذهل في حرب "عاصفة الحزم" و لكن و يا للمفارقة هم أنفسهم ستجدهم في "معارك العقول" الواحد منهم ما يسوى "عصبة كراث" إلا القليل النادر(و النادر لا حكم له = قاعدة فقهية) و لذلك تجدهم بمعارك السياسة يغرقون بشبر ميّه و الدليل أمامنا يفقأ العين أقصد ما يحدث من فوضى في مدينة عدن...........

و هنا أوجه كلامي لقيادة مجلسنا السياسي الانتقالي فالآمال كلها معلقة بهم لانتشالنا من هذا الوضع الفوضوي بعدن خاصة و الجنوب عامة.......يا مجلسنا الانتقالي إذا استطعت أن تدير معركة عقول سليمة و صحيحة لتحرير تلك "العقول المحتلة" و نجحت فيها و لو جزئيا فلن تحتاج لـ "مجلس عسكري انتقالي" هذا المجلس العسكري الذي هو أصلا متعذر الوجود بسبب فيتو دولي عليه على ما يظهر لنا على السطح .....

خلاصة الخلاصة كلام المحافظ السابق لحضرموت اللواء أحمد سعيد بن بريك عن أن أشاوس الجنوب العربي قد أخذوا فرصتهم و الآن يجب أعطاء الفرصة للنخب الحضرمية لترينا ما عندها كلام صحيح مئة بالمئة .... طبعا مع أخذ الحيطة و الحذر من الحالات الشاذة جدا من الكوادر الحضرمية التي تعتبر "النقيض المعاكس" لـ "العقل السياسي الجمعي للحضارم" من حيث السلوك و العقلية.........

أخيراً.....و بالعربي الفصيح أقولها لكم و بكل شفافية.... يا أشاوس الجنوب العربي:

"الجنوب العربي" بلا "بوصلة" خاصة به.......لذلك ليس أمامكم إلا الاستعانة بأقرب بوصلة متاحة لكم...... يعني بالعربي الفصيح : يا "البوصلة التعزية" أو "البوصلة الحضرمية" و مضطرين و مجبرين....و حسّكم تقولوا سنخلط بينهما فهذه الأمور غير قابلة للخلط.....بل مجرد التذبذب بينهما مهلك و مدمر........و أخيراً ركّز معي يا دهمس و لاحظ أن هاولاء "نصف مدينة" و ذولاك "نصف وطن"....... تحياتي
*****************
النزاع في اليمن: الأسباب و الحلول المحتملة

بقلم: فضل عبدالله أحمد المفلحي اليافعي

مقدمة لا بد منها : ((أخواني الجنوبيين حتّى لا تفهموني غلط .... الغرض الأساسي من هذا المقال ليس الترويج للنظام الاتحادي و لكن هدفي هو شرح طبيعة الصراع الأستراتيجي الجاري الآن و ذكرت الحل الاتحادي(من العيار الثقيل) لأنه يساعد كثيرا على تفهيمكم التعقيدات الهائلة لهذا الصراع ))

دائما و أبدأ التوصيف الصحيح و الدقيق لأي مشكلة هو نصف الحل...لذلك سأحاول في هذا المقال أن أجترح توصيف دقيق و مختصر لطبيعة الصراع الاستراتيجي الجاري الآن في ما يسمى الجمهورية اليمنية شمالها و الجنوب........

هناك ثلاث كتل أجتماعية تتدافع و تتصارع:

أهل مطلع"الزيود" و أهل منزل "شوافع الشمال" و الشعب الجنوبي

و لكل كتلة مصالحها الأستراتيجية الخاصة بها لوحدها :

أهل مطلع هدفهم الاستراتيجي هو الحفاظ على أرثهم التاريخي في الهيمنة على الشمال و الجنوب و مستعدين عند الضرورة القصوى أن يتخلوا عن الهيمنة على الجنوب و لكن على الشمال مستحيل إلا إذا أجبروا ........

أهل منزل "شوافع الشمال" هدفهم الأستراتيجي أن تنفتح البلاد كلها على مصراعيها لنشاطهم الاقتصادي و الأستيطاني و كذلك هدفهم التحرر من هيمنة الزيود ولكنهم شطّار يريدون أن يتحرروا ببلاش و بدون دفع الثمن اللازم

شعب الجنوب هدفه الأستراتيجي فك الأرتباط مع الوحدة اليمنية أما بصورة كاملة أو شبه كاملة .....و السبب ما يحتاج نتكلم فيه فالضرب بالوحدة الميتة حرام !!

تضارب و تعاكس المصالح الأستراتيجية واضح جدا خصوصا مع الكتلة الزيدية التي هدفها الهيمنة و واضح الهيمنة هدف غير مشروع و غير مقبول خصوصاً من شعب الجنوب الحر...أهل منزل مع تقادم الهيمنة الزيدية عليهم صاروا لا يشعرون بها كثيرا.....شعب الجنوب قد يقبل بتبادل المنافع الاقتصادية مع الشماليين(خصوصا أهل منزل) و لكن بالتأكيد بدون استيطان يخل بالتوازن الديمغرافي و يخل بالتوازن الأمني! (وهذا أكثر خطورة) و بدون أن يتخلى الجنوبيون عن سيادتهم على أرضهم .... الانفصال الكامل للجنوب سيتضرر منه أهل منزل "شوافع الشمال" أقتصاديا و اجتماعيا لذلك من المفضّل تجنبه !

فما الحل لهذا التضارب في المصالح الأستراتيجية؟؟

الحل بالفرز و التمييز بين المصالح الواقعية و المصالح الغير واقعية!!
.....هيمنة الكتلة الزيدية (بالأصح مراكز القوى فيها) على الجنوب يجب نسفها كليا .......الهيمنة الزيدية على أهل منزل قد وجدوا لها حل بتطبيق مخرجات الحوار......الاستيطان الشمالي في أرض الجنوب يجب أن ينسوه كليا (ربما مع أستثناء محدود في مدينة عدن و مقيد بضوابط) .......و يجب الأبقاء على تبادل المنافع الاقتصادية و الاجتماعية بين شعب الجنوب و شعب الشمال(خصوصاً أهل منزل)و لكن بدون الأخلال بالهدف الأستراتيجي للجنوبيين في فك الأرتباط.......

كيف نأتي بحل يحقق هذه المصالح للجميع؟

من حسن الحظ أن فلسفة و مبادئ أنشاء الأنظمة الاتحادية في منتهى المرونة و تلبي جميع المتطلبات و لا يعجزها شيء!!!​
الحل سهل جدا من الناحية النظرية !! : و هو أنشاء نظام أتحادي (مركّب) أي ((((نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي))))

......يعني يتم إنشاء نظام أتحادي في إقليم الجنوب مبني على التعددية السياسية و الديمقراطية و مثله نظام اتحادي للإقليم الشمالي و يدار بنفس الطريقة.......ثم بعد ذلك يتم تأسيس نظام اتحادي على المستوى المركزي يديره ممثلي النظامان الاتحاديان "المذكوران آنفاً" بالتوافق و التناصف و هذا النظام الاتحادي المركزي سيدير فقط الشؤون المشتركة مثل الثروات الطبيعية و الشؤون الخارجية و رسم الخطط الأستراتيجية اللازمة لأدارة الشأن الأقتصادي و المالي و الأمني بحيث يقتصر دوره على رسم المخططات الأستراتيجية لإدارة الدولة فقط و يترك الشأن التنفيذي لحكومتي الإقليمين

......و بهذه الطريقة يكون للجنوبيين نظامهم الاتحادي المستقل و سيطبقون فيه مخرجات الحوار و لكن لوحدهم......و كذلك الشماليين سيكون لهم نظامهم الاتحادي الخاص و سيطبقون مخرجات الحوار فيه كما يحلو لهم......و لعلمكم الجنوبيين سيطبقون مخرجات الحوار نصا و روحا بصورة أجمل و أروع من الشماليين بعدة مراحل.............. بعض السذّج يعتقدون أن الخلاف على تطبيق مخرجات الحوار الموفنبيكي هو جوهر الصراع و هذا من شدّة سذاجتهم لأن مراكز القوى الزيدية التي أدارت وأشرفت على مؤتمر الحوار صاغت مخرجات الحوار فقط لاستخدامها كـ "صنارة صيد" ستجلب لهم الجنوب مفصوعاً إلى نصفين و كل نصف مربوط بالمركز المقدس لوحده ...........!!! ((شغل مفكرين أستراتيجيين على مستوى عالي))​
و أتوقع أن بعض الناس الذين لا يفهمون (مبادئ و روح الأنظمة الأتحادية) سيستنكرون هذا الكلام عن نظام اتحادي داخل نظام اتحادي و يعتبرونه بدعة و لا يعلم هولاء انه يوجد ((نظام اتحادي داخل نظام اتحادي داخل نظام اتحادي يعني ثلاثة مستويات متراكبة)) بل يوجد ما هو أشد من ذلك و هو جمهورية داخل جمهورية (أقرأوا عن جمهورية كريميا التي كانت ضمن جمهورية أوكرانيا ثم ضمتها روسيا مؤخرا)

طبعا ستلاحظون أن مشروع "نظامان أتحاديان داخل نظام إتحادي" هو مشروع "هجين" فيه بعض ملامح مشروع الرئيس هادي و كذلك بعض ملامح مشروع المجلس السياسي الأنتقالي الجنوبي....و طبعا الراسخون في الفهم أكيد سيفهمون المغزى من هذا "التهجين" !!!!!!​
مع العلم أن هذا الحل (نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي) هو أيضاً الحل المثالي بالنسبة لدول التحالف لأنه سيمكنهم من تحقيق جميع أهدافهم الأستراتيجية كاملة و المتعلقة بالسيطرة و الترويض لـ "النزغ الخميني" عند أهل مطلع....فالشراكة الندية الأتحادية للجنوبيين مع الشماليين سيقضي تماما على أي محاولة لأهل مطلع للتحالف مع أيران مستقبليا و كذلك سيقضي نهائيا على أي نزعة "ثأرية" مستقبلية لقبائل أهل مطلع جراء ما تعرضوا له في عاصفة الحزم

((أنا شخصيا عندي حدس مجرد حدس بأن مشروع نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي هو الهدف الأستراتيجي النهائي و سدرة المنتهى بالنسبة لدول التحالف)) ..... (( و من نافلة القول التأكيد هنا على أن مثل هذه الحل "نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي" متاح و ممكن فقط في حالة سحق المشروع الخميني في اليمن سحقا تاما و تجريد أنصاره من السلاح كليا ما لم يحدث ذلك سيبقى "الأستقلال التام و الناجز" ينتظر الجنوبيين عند باب الخروج من هذه الحرب !! )) ​
و لكن مع شديد الأسف كل هذا الكلام عن نظام اتحادي يلبي حاجات الجميع مجرد كلام نظري جميل و لكن ما يجري في الميدان و على أرض الواقع مختلف كليا .... في الحقيقة الأمور سيئة جدا و بعيدة جدا عن هذه الرومانسية !!.... كيف؟

الكتلة الزيدية معروف عنها التماسك و الوعي بمصالحها الأستراتيجية و ما تمازح فيها........الكتلة الزيدية كلها (انقلابيون و شرعيون نسبة لـ "الشرعية") يعتبرون أي نظام أتحادي من العيار الثقيل مع الجنوبيين أمر مرفوض رفضا مطلقا لأن خطورته بالنسبة لهم أشد و أنكى من الانفصال الكامل للجنوب......و يوجد تصريح شهير للمرحوم عبدالكريم الأرياني المنظر الأستراتيجي لأهل مطلع يقول فيه بما معناه: "حل وسط مع الجنوبيين أمر مرفوض بالمطلق أما أن ينظموا إلينا في نظام أتحادي بسيط مبسط (...و زيتنا في دقيقنا) أو في وداعة الله فلينفصلوا " .....و المقصد أن الأنفصال الكامل للجنوب سيمكن الكتلة الزيدية على الأقل من الاستفراد بالشمال و سيستطيعون إعادة ترميم وإعادة نسج خيوط الهيمنة التي تهتكت .......أما نظام اتحادي من العيار الثقيل مع الجنوبيين فمعناه خروج الجنوبيين من الهيمنة الزيدية عملياً و بنفس الوقت سيضع أهل منزل "شوافع الشمال" في بداية سكة التخلص من الهيمنة الزيدية تدريجيا و هذا أمر كارثي بالنسبة للكتلة الزيدية ....

مع الأسف أهل منزل "شوافع الشمال" شطّار يفهموها و هي طائرة كما أنهم متعوّدين دائماً على الانحياز إلى جانب القوي ضد الأقل قوة و بدون اعتبار من هو على حق و من هوعلى باطل ........لهذا السبب شوافع الشمال حسموا خيارهم الأستراتيجي و قرروا أعتبار الهيمنة الزيدية عليهم أمر ثانوي جدا و قرروا إضافة قوتهم إلى قوة الكتلة الزيدية و الضغط معاً (الزيود و شوافع اليمن) و بأشد قوة ممكنة على الجنوبيين ليرغموهم على القبول بسقف حلول منخفض للقضية الجنوبية.... حلول لا تليق بحجم تضحيات شعب الجنوب الهائلة التي بذلت قبل و أثناء حرب عاصفة الحزم.......و هم يعلمون أن هذا السقف المنخفض للحل سيفجر الخلافات الجنوبية - الجنوبية بصورة لا تحمد عقباها ....بل أنهم يعتبرون تفجير الخلافات الجنوبية - الجنوبية أمر مطلوب ويتفق مع استراتيجيتهم الأصلية الشغّالين عليها ليل و نهار....عبر زيادة الاستقطابات الحادة بين الجنوبيين و بالذات بين أصحاب شعار "الاستقلال و بس" و أصحاب شعار "المخرجات وبس" لعله يؤدي للأصطدام المروّع بين الطرفين لتمدير بعضهما البعض ثم التخلص من كلا الطرفين برميهما معاً إلى مزبلة التاريخ و العودة بالوضع في الجنوب الى ما قبل 2015 ((.... و سكهنا من عمتي وا عم)) ​
المؤشرات على التحالف الأستراتيجي بين أهل مطلع و أهل منزل ضد الحراك الجنوبي واضحة جدا بل و معلنة و أهم هذه المؤشرات على الأطلاق ما يحدث من مجازر و حصار لأهالي مدينة تعز و هم المحاطين بالملايين من أهالي "الريف التعزي" فما بالك بملايين أهل منزل ....هذه اللامبالاة و البلادة تجاه هذه المجازر ليس وراءها الميل للسلمية كما يدعون هذا كلام فارغ .....السبب الحقيقي أنهم حسموا خيارهم الأستراتيجي بأعطاء الأولوية للتحالف مع الكتلة الزيدية ضد تطلعات و طموحات الحراك الجنوبي ..... و لذلك يرفضون أي تصادم حقيقي مع حلفائهم الزيود مهما كلفهم الأمر.

و لهذه أرى أنه من الكياسة و حسن الفطن أن يبقي الجنوبيين الباب مواربا لنظام أتحادي و لكن بشروط جنوبية مشددة و بمواصفات شبه كونفدرالية (تقينا شرور هولاء الميكيافيليين الأشرار) مع تفهيم أهل منزل و بلغة حازمة بأن تضحيات الجنوبيين الهائلة تجاوزت كثيرا و بمراحل الحلول المعروضة سابقا ..........فأما أن يقبلوا بشروط الجنوبيين في أي نظام أتحادي قادم و يضغطوا على الزيود للقبول بالشروط الجنوبية أو فليعودوا إلى الحضن الدافئ للكتلة الزيدية ليواصلوا نمط حياتهم الذي تعودوا عليه لمئات السنين..........

سينبري لك أحد حذّاق أهل منزل و سيقول لك: "و لكن هذا الحل (يقصد نظامان اتحاديان داخل نظام اتحادي) سيرمي بكرة "الخلاف و النزاع" من معسكركم الجنوبي إلى معسكرنا الشمالي" ..... سأرد عليه بكل بساطة و أقول مع الأسف هذا صحيح إلى حد ما و لكن ما فيش حلاوة من غير نار ....لأن هذا الحل: (نظامان أتحاديان داخل نظام أتحادي) يستحق أن تبذل في سبيله التضحيات لأنه سيحقق لأهل منزل مصالح أستراتيجية كبرى....

أولها : سيحافظ على الحدود بين الجنوب و الشمال مفتوحة لتبادل المنافع و الخدمات الأقتصادية و التواصل الأجتماعي

ثانيها : النظام الاتحادي الجنوبي سيعطيكم مثال تقتدوا به في تطبيق مخرجات الحوار و سيحرج ذلك القوى المتنفذة في صنعاء إذا حاولت أفشال تطبيق مخرجات الحوار داخل نظامكم الاتحادي الشمالي

ثالثها : الشراكة الندية للجنوبيين في النظام الأتحادي ستضمن عدم استعانة "الزيود" بأيران مستقبليا للثأر من الجميع

رابعها : بوجودكم مع الجنوبيين ستضمنون عدم الاستفراد بكم من قبل قوى الهيمنة الزيدية ............الخ​
((...و بالمثل قد ينبري أحد أحرار الجنوب (صادقاً مخلصاً) ليقول لك و لماذا هذه اللفة الطويلة العريضة عبر هذا الحل بنظامين اتحاديين داخل نظام اتحادي و يوجد حل مختصر يؤدي مباشرة للأستقلال التام الناجز و هو الأستفتاء العام للجنوبيين حول الرغبة بالاستمرار بالوحدة أو الرغبة بدولة مستقلة(حق تقرير المصير)....... رداُ عليه أقول نعم هو حل مختصر و ممتاز جدا و لكن من الناحية النظرية فقط لكن عملياً هذا الحل له شروطه و مستلزماته الداخلية و الخارجية التي هي غير متوفرة مع الأسف.....و سأكتفي بالكلام عن شرطه الداخلي الذي هو وجود سلطة سياسية واحدة موحدة تدير جميع شؤون الجنوب خصوصا الشؤون الأمنية و السياسية ....لتقوم هذه السلطة بالإشراف على إدارة الأستفتاء و تشرف على الأنتخابات العامة بعد الأستفتاء و تشرف على تسليم السلطة للفائز بالانتخابات بصورة سلسة .....هل يوجد لدينا سلطة سياسية موحدة في الجنوب؟ طبعا الجواب واضح مع أحترامي الشديد للمجلس السياسي الأنتقالي الذي يحاول و يجتهد في ظل حرب شعواء تستهدفه من قبل قطاع لا بأس به من الجنوبيين ..... مع أسفنا و حزننا))
طبيب العقول غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس