[صقر الجزيرة]

صحيفة: الضالع .. حالة وفاة وإصابة أكثر من 300 شخص بفيروس كورونا


الثلاثاء 20 مايو 2014 10:44 صباحاً استطلاع / اكرم القداحي

"التهاب رئوي فيروسي".. هكذا يصنفه الأطباء، الذين أكدوا أنه "فيروسي" وليس "جرثومي"، كما هو معتاد في تحليل الالتهابات الرئوية الجرثومية وفحصها مخبريا، التي دائما ما تجد نسبة الالتهاب محددة وتختلف من حالة الى اخرى، وتكون نسبة الإصابة بين 1000 الى 20000 او أكثر من ذلك، أما الالتهاب الرئوي المنتشر في الضالع - حالياً - عند تحليله مخبريا أظهرت النتيجة سلامة الجهاز التنفسي، وخلوه من اية أمراض، مهما بلغت خطورة الحالة،وهذا سبب تصنيفه بالفيروسي، إضافة الى انتشاره السريع وانتقاله من شخص الى آخر، فبمجرد إصابة شخص به ينتقل الى جميع أفراد الاسرة والقرية.

وأكد الأطباء أن أعراض هذا الفيروس تتوافق مع أعراض فيروس (كورونا)، المنتشر في المملكة العربية السعودية، إلا أن عدم توفر الامكانيات والاجهزة المخبرية الحديثة جعلهم يتحفظون، ولا يستطيعون الحكم عليه: أهو فيروس (اوكورونا) أم غيره؟ وناشدوا الجهات المعنية القيام بواجبها وتوفير ما يلزم، ووضع حد للانتشار المخيف لهذا الفيروس المعدي.

"الأمناء" نزلت الى قرية (شكع) بمديرية الحصين، التي انتشر فيها المرض بشكل لافت، ومخيف، وخرجت بهذه الحصيلة.

د. بشرى: فيروس وليس التهابا بكتيريا

تقول د. بشرى صالح حمود، اختصاصية ومشرفة مباشرة على عشرات الحالات التي أصيبت بالفيروس: "هذا المرض المنتشر هذه الأيام في عدة مناطق بالضالع هو عبارة عن التهاب رئوي ناتج عن الفيروس، وليس التهابا بكتيريا، هناك العديد من الحالات التي تأتي إلينا يوميا نلاحظ أن عدة أفراد في البيت الواحد او الاسرة الواحدة مصابون بهذا المرض، حيث يشكو المريض ابتداءً أعراض الزكام واحمرارا في العينين والعطس المتكرر والسعال تدريجيا، تبدأ الاعراض تتزايد يوما عن يوم حتى تصل الى مرحلة ارتفاع في درجة الحرارة دون إمكانية نزولها، على الرغم من استخدام الأدوية المهبطة للحرارة".

وأضافت: "كما يدخل العديد من الأطفال المصابين في نوبات تشنج وضيق في التنفس، وعند إجراء التحاليل المخبرية المتكررة تبين بجلاء أن المسؤول عن ذلك هو فيروس، وليس التهابا بكتيريا، ولضعف الإمكانات وغياب الجانب الحكومي والأجهزة المتطورة لا نستطيع الجزم المطلق بتسمية الحالات المصابة بأنها فيروس (كرونا)، على الرغم من تطابق الأعراض".

وتابعت د. بشرى: "نقوم بالمتاح - كأطباء - في معالجة هذه الحالات، ونبدأ باتخاذ ما يمكننا أولا من خفض درجة الحرارة عند المريض بشتى السبل ومحاولة تجنيب المريض المضاعفات الناتجة عن ذلك، ونعاني في حالات عديدة تأخر وصول المريض ما يصعب علينا المهمة فنعمل على تحويلها الى المستشفيات في الضالع أو عدن".. منوهة بأن "عزل المريض والشروع بمعالجته بسرعة يجنب بقية أفراد الأسرة الإصابة بالمرض، كما نلجأ الى نصح الأسر بالإكثار من تناول المشروبات التي تحتوي على فيتامين C)) والبرتقال والليمون، وإعطاء الأطفال خاصة بعض اللقاحات والأدوية المنشطة".

ومن واقع وجودها في منطقة انتشر فيها المرض بشكل لافت، تقول د. بشرى: "إن خطورة الفيروس في إصابته لعدد من النساء الحوامل، وكذا انتشاره السريع جدا في جميع أفراد الأسرة كبارا وصغارا، وأناشد الجهات المعنية القيام بدورها وإرسال الفرق الطبية الى هذه المناطق وتوفير العلاجات اللازمة إن وجدت، وكذا القيام بفحص الحالات المصابة للتأكد من وجود فيروس (أكورونا) واتخاذ الإجراءات المناسبة للحيلولة دون تفشي المرض الى مناطق أخرى"، مؤكدة وفاة شاب (28 عاما) أصيب بالمرض وتم تحويله الى محافظة عدن، غير أنه توفي هناك نتيجة تأخر الحالة.

واختتمت حديثها للصحيفة بتوجيه النصح الى الأهالي "بسرعة نقل المصابين الى المستشفيات مع ظهور أول أعراض المرض الشبيهة بالزكام العادي، وعزل بقية أفراد الأسرة عن المصاب والنظافة ما أمكن واستخدام المعقمات"، موصية بالغذاء الجيد قدر المستطاع.

د. حبيب: هي ذات الأعراض للفيروس (كورونا)

فيما قال د. حبيب علي ناشر: "في البداية اشكركم على اهتمامكم، وعلى أداء رسالتكم الإعلامية بكل أمانة واهتمامكم بهذا الجانب الانساني والجهد الذي يبذل لخدمة أبناء الضالع، اما بالنسبة للالتهاب الرئوي المنتشر في الضالع هو التهاب رئوي فيروسي، مجرد ما يصاب به الشخص ينتقل المرض الى كافة افراد الاسرة، وبعد ان وصلت الينا الكثير من الحالات المصابة بهذا المرض قمنا بعمل العديد من التحاليل الطبية، واتضح لنا انها فيروسية معدية وتنتشر بسرعة مخيفة بين اوساط ابناء منطقة (شكع) والضالع، واستقبلنا الكثير من الحالات خلال هذا الشهر، وقمنا بعمل اللازم والحمد لله تمكنا من معالجة حالات كثيرة، واستعصت علينا بعض الحالات قمنا بتحويلها الى مستشفيات في الضالع وعدن، ومنها حالة وفاة واحدة في عدن هو الشاب فكري محمد علي المريسي (28 عاما)".

واستطرد د. حبيب: "الفيروس المنتشر لا فرق بينه وبين فيروس "كورونا "المنتشر في السعودية، من حيث اعراض المرض، ولكن لا نستطيع الجزم بسبب عدم توفر الأجهزة الحديثة سواء في الضالع أو غيرها من المحافظات"، مناشدا المنظمات الدولية "التدخل العاجل وارسال الفرق الطبية لمعاينة المرضى، وتحديد نوع الفيروس".

المحامي نبيل: تحول منزلي عقب إصابة كافة أفراد الأسرة إلى مستوصف صغير !

المحامي نبيل الحاج، مصاب بهذا الفيروس مع افراد أسرته، قال لـ "الأمناء": "أنا أحد أبناء منطقة (شكع) الحصين أتقدم بالشكر الجزيل لالتفاتتكم الطيبة ونقل معاناة الأهالي، وما في شكع والحصين والضالع عامة وأنا احد المصابين بهذا المرض الفيروسي منذ اسبوعين، الذي يبدأ بالجهاز التنفسي ويسبب ارتفاعا حادا في درجة حرارة الجسم ثم السعال وصولا الى الالتهاب الرئوي الحاد، وهو مرض معد وقد اصيب به المئات هنا وتسبب بوفاة شخص، وكذا وصول بعض الحالات المصابة الى نوبة تشنجات عند الاطفال نتيجة لارتفاع درجة الحرارة، علما بأن وزارة الصحة والجهات الحكومية لم تحرك ساكنا، فإننا من خلالكم نناشد المنظمات الدولية التدخل العاجل وإرسال الفرق الطبية لمعاينة المرضى وتحديد نوع الفيروس ومعالجة المصابين والقيام بالواجب الانساني تجاههم".

أم صقر: طريحة الفراش أنتظر الرحمة !

أم صقر، مصابة أخرى بالفيروس، تقول: "مر أكثر من نصف شهر ولا أزال مصابة بهذا المرض المعدي الذي بدأ بإصابتي ثم انتقل الى اولادي وزوجي وبعض اقاربي، حتى كنت اشعر بأنني في المستشفى وليس في المنزل من شدة السعال والعطس والأنين والتشنجات والبكاء المتواصل عند الاطفال، وبدأ على شكل سعال وعطس وجاف دون نزول وحرارة مرتفعة في الجسم وآلام شديدة في المفاصل والظهر والصدر والقدمين، يصاحبها برد شديد في اغلب الاحيان وانعدام الشهية للطعام يرافقه قيء، زرنا العديد من المستشفيات في الضالع وفي عدن لكن دون فائدة، وقد امتنع الأطباء عن إعطائي العديد من الأدوية بسبب أني حامل، وها أنا طريحة الفراش انتظر الرحمة من الله سبحانه وتعالى إنه على ما يشاء قدير، أما أولادي فقد تماثلوا للشفاء الحمد لله وله الشكر على تحسن حالاتهم".

http://www.alomanaa.net/news/12513/#ixzz32Kp4v9ox