عرض مشاركة واحدة
قديم 2014-12-23, 11:56 PM   #85
محارب عنيد
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2013-09-07
المشاركات: 2,305
افتراضي

يموت الحر رافع رأسه

عمر الكاف
صفحة الكاتب



كثيرة هي أسماء الرجال التي مرت على سجلات الزمن لكن قلة منها بقيت راسخة في صفحاته تُنير بذكراها العطرة دروب الطامحين لغدٍ أفضل.
ونحن إذ نعيش الذكرى التي تجددها الأجيال في كل عام على مر السنين الطويلة التي تلت رحيل أبطالها والتي تجسدت بتضحيات حفيد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأهل بيته وأنصاره بأغلى شيء وهو الروح من أجل إعلاء المبادئ الإنسانية الحقة ونبذ الظلم والتعسف الذي ساد عصره متخذين من تلك التضحية منارة في كل دروب حياتنا نتخذ بها على كل ما يعترينا من صعاب. ورأينا أيضا في أيامنا هذه رثاء البشرية جمعاء لروح مناضل الإنسانية نيلسون مانديللا الذي قال لا لمضطهديه ليضيع نصف عمره في غياهب سجون الظالمين لكن صرخته تلك أثمرت عن الحرية والنصر النهائي لقضيته فيكون رحيله احتفاءً لكل منادي للحرية بالعالم ويضيع صوت سجانيه الذين تلاشوا وضاعوا مستقبلين لعنات التاريخ على كل جبار عنيد ينتهك حق أخيه الإنسان.
هكذا هم الرجال المضحين من أجل قضاياهم يبقون وتبقى سيرتهم عبرة للإنسانية على مر العصور.
ونحن إذ فقدنا بالأمس رجلاً جسد بعمله الإنساني كل معاني الكفاءة والإباء فكان نجماً ساطعاً في سماء الثورة التي حملت على عاتقها مهام كثيرة لشعب توالت عليه مصائب الدهر والمصاعب، فكان على قدر المسؤولية التي أوكلت إليه فيها.
هو نجم شاب جسد بعمله إرادة جيل حطم جدار المستحيل الذي أراده الاحتلال اللعين وكل داعم له محاولاً إيقاف عجلة الحرية والديمقراطية في جنوبنا الغالي الحبيب لا بل ومنتهكاً حق الإنسان الجنوبي بالحياة. ذلك الشاب الذي انحنت له الصعاب فكان يرحل بها دوماً بأهلاً وسهلاً لكل مهمة خاض غمارها من أجل وطنه الغالي.. ذلك النجم الذي أبى أن يخضع للاحتلال و إجرامه إلا أن يطفئ الضياء الذي عاش لأجله ليوجه رصاصات غادرة حاقدة إلى صدره المتقبل دوماً بالحب والإنسانية والإيمان متوهماً بأن عجلة عمله بخدمة أبناء شعبه قد توقفت وليس هناك رجال ونساء مخلصين يسيرون بها. إني اعزي الشعب الجنوبي ومنتسبيه الذين يعتريهم الغضب وتملئ مآقيهم الدموع الحرقة لعيونهم برحيل هذا النجم في ريعان شبابه فإنها تجد بفقيدها الشاب مثالا يُحتذى به ومن سيرته الشخصية والوظيفية العطرة سطورا تـُدرس لكل أجيالنا القادمة. سيخلد التاريخ بأحرف من نور شهيد الإنسانية المواطن الجنوبي خالد الجنيدي الذي لم ركع يوماً لظلمهم وجبنهم فكان يعمل بالنور اسماً وفعلا ليواجه بصدره الطاهر رصاصات الغدر والخسة فتكون دماؤه الزكية الطاهرة منارة يتخذ بها كل عامل في دروب الحرية .
رحمك الله يا خالد رحمة الأبرار و أسكنك جنات الفردوس الأعلى مع النبي المختار و آله و أصحابه الأخيار وقاتل من قاتلك


اقرأ المزيد من عدن الغد | يموت الحر رافع رأسه http://adenalghad.net/news/140394/#....#ixzz3MkjP7bko
__________________
محارب عنيد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس