عرض مشاركة واحدة
قديم 2008-08-07, 03:00 PM   #2
قمة ثمر
قلـــــم فعـــّـال
 
تاريخ التسجيل: 2008-04-12
المشاركات: 321
افتراضي تابع فضائل شهر رمضان

وفي السنة من الأحاديث المرغبة في الصدقة ، والمبينة لثوابها وأجرها ، ما تقر به أعين المؤمنين ، وتهنأ به نفوس المتصدقين ، ومن ذلك أنها من أفضل الأعمال وأحبها إلى الله عز وجل ، ففي الحديث عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( وإن أحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مؤمن ، تكشف عنه كرباً ، أو تقضي عنه ديناً، أو تطرد عنه جوعاً ) ، رواه البيهقي ، وحسنه الألباني .
والصدقة ترفع صاحبها ، حتى توصله أعلى المنازل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( إنما الدنيا لأربعة نفر: عبد رزقه الله مالاً وعلماً فهو يتقي فيه ربه ، ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقاً فهذا بأفضل المنازل... ) رواه الترمذي .
وهي تدفع عن صاحبها المصائب والبلايا ، وتنجيه من الكروب والشدائد ، قال صلى الله عليه وسلم : ( صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات، وأهل المعروف في الدنيا هم أهل المعروف في الآخرة ) رواه الحاكم وصححه الألباني .
وجاء في السنة عظم أجر الصدقة ، ومضاعفة ثوابها ، قال صلى الله عليه وسلم : (ما تصدق أحد بصدقة من طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - إلا أخذها الرحمن بيمينه وإن كان تمرة، فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل ، كما يربي أحدكم فُلُوَّه أو فصيله ) رواه مسلم .
والصدقة تطفئ الخطايا، وتكفر الذنوب والسيئات، قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ : ( والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار ) رواه الترمذي .
وهي من أعظم أسباب بركة المال، وزيادة الرزق، وإخلاف الله على صاحبها بما هو أحسن، قال الله جل وعلا في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم أَنفقْ أُنفقْ عليك ) رواه مسلم .
كما أنها وقاية من عذاب الله ، قال صلى الله عليه وسلم : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ) رواه البخاري .
وهي دليل على صدق الإيمان ، وقوة اليقين ، وحسن الظن برب العالمين ، إلى غير ذلك من الفضائل الكثيرة ، التي تجعل المؤمن يتطلع إلى الأجر والثواب من الله ، ويستعلي على نزع الشيطان الذي يخوفه الفقر ، ويزين له الشح والبخل ، وصدق الله إذ يقول : { الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلاً والله واسع عليم } (البقرة 268) ، نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المنفقين في سبيله وألا يجعلنا من الأشحاء والبخلاء في طاعته، إنه على كل شيء قدير ، وبالإجابة جدير ، والحمد لله رب العالمين.
خامساً: العشر الاواخر وليلة القدر
يقول الله تبارك وتعالى : { وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخِيَرة } (القصص 68) ، وقد اختار سبحانه العشر الأواخر من شهر من رمضان ، من بين سائر أيام الشهر ، وخصها بمزيد من الفضل وعظيم الأجر .
فكان صلى الله عليه وسلم يجتهد بالعمل فيها أكثر من غيرها ، تقول عائشة رضي الله عنها: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ) رواه مسلم .
وكان يحيي فيها الليل كله بأنواع العبادة من صلاة وذكر وقراءة قرآن ، تقول عائشة رضي الله عنها : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل ، وأيقظ أهله ، وجَدَّ وشدَّ المئزر ) رواه مسلم .
فكان يوقظ أهله في هذه الليالي للصلاة والذكر، حرصا على اغتنامها بما هي جديرة به من العبادة ، قال ابن رجب : \" ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم إذا بقي من رمضان عشرة أيام يدع أحدا من أهله يطيق القيام إلا أقامه \" .
وشد المئزر هو كناية عن ترك الجماع واعتزال النساء، والجد والاجتهاد في العبادة . وكان النبي صلى الله عليه وسلم يداوم على الاعتكاف فيها حتى قبض، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ، ثم اعتكف أزواجه من بعده ) .
وما ذلك إلا تفرغاً للعبادة ، وقطعاً للشواغل والصوارف ، وتحرياً لليلة القدر ، هذه الليلة الشريفة المباركة ، التي جعل الله العمل فيها خيراً من العمل في ألف شهر ، فقال سبحانه : { ليلة القدر خير من ألف شهر } ( القدر 3) .
في هذه الليلة تقدر مقادير الخلائق على مدار العام ، فيكتب فيها الأحياء والأموات ، والسعداء والأشقياء ، والآجال والأرزاق ، قال تعالى :{ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } ( الدخان 4) .
وقد أخفى الله عز وجل علم تعييين يومها عن العباد ، ليكثروا من العبادة ، ويجتهدوا في العمل ، فيظهر من كان جاداً في طلبها حريصاً عليها ، ومن كان عاجزاً مفرطاً ، فإن من حرص على شيء جد في طلبه ، وهان عليه ما يلقاه من تعب في سبيل الوصول إليه .
هذه الليلة العظيمة يستحب تحريها في العشر الأواخر من رمضان ، وهي في الأوتار أرجى وآكد ، فقد ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى ) ، وهي في السبع الأواخر أرجى من غيرها ، ففي حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر ، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر ) رواه البخاري .
ثم هي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون ، لحديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليلة القدر ليلة سبع وعشرين ) رواه أبو داود .
فاحرص أخي المسلم على الاقتداء بنبيك صلى الله عليه وسلم ، واجتهد في هذه الأيام والليالي ، وتعرض لنفحات الرب الكريم المتفضل ، عسى أن تصيبك نفحة من نفحاته لا تشقى بعدها أبداً ، وأكثر من الدعاء والتضرع ، وخصوصاً الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها حين قالت : يا رسول الله ، أرأيت إن وافقت ليلة القدر ، ما أقول فيها ؟ قال : ( قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني ) رواه أحمد وغيره .
اللهم وفقنا لقيام رمضان عامة وقيام ليلة القدر خاصة ، واجعلنا فيها من المقبولين الفائزين ، برحمتك يا أرحم الراحمين قولوا آمين
__________________
[flash=http://smcentre.org/123.swf]WIDTH=400 HEIGHT=350[/flash]
قمة ثمر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس