[علي المفلحي]

بأي حال عُدت يا عيدُ، يوم العمال العالمي الذي تجده السلطة مناسبة لا تُفوّت في تهنئة المسحوقين والمعدمين الذين سرقت أحلامَهم من تُهنئهم.السلطة التي تهنئ العمال بعيدهم هي من قتلت الصناعة والزراعة في بلدهم، وذاتها التي أوقفت حركة الإنتاج والتطور في بلد كان يعتبر من البلدان المنتجة.
بأي حال عُدت يا عيدُ، ما دام في الوطن من يعيش باحثاً عن لقمة الخبز بين أكوام النفايات ومواقع الطمر الصحي، تسلطت عليه سلطة مترفة تعيش ليالي ألف ليلة وليلة وفي قصور ، تعتاش من دماء المنكوبين في بلد لا حول لهم ولا قوة، حكام لا يعرفون لدمعة اليتيم معنى ولا لدعوة الأرملة استجابة.
في أيام كهذه تتكاثر التهاني وتتناسل التبريكات، تتعالى الأصوات المؤيدة والمطالبة بحقوق العمال لكنها أصوات زائفة وخادعة وصدى يتردد لا نفع منه، لا يعدو كونه ذر الرماد في عيون الجياع.