عرض مشاركة واحدة
قديم 2018-09-09, 02:28 AM   #116
علي المفلحي
عضو مجلس الإدارة
 
تاريخ التسجيل: 2008-08-22
الدولة: جمهورية الجنوب العربي
المشاركات: 41,847
افتراضي

بعدما طفح الكيل
منشور يستحق القراءة والإطلاع ...د.قاسم عبد محبشي. ....
لا عاش من خذلها!
.....
انتصار المقاومة الجنوبية في عدن والمحافظات الجنوبية وتحريرها من قوى الغزو الانقلابية الحوثية العفاشية في مدة قياسية قدم فرصة ذهبية للشرعية اليمنية ودوّل التحالف العربية، لتقديم نموذجها السياسي المفترض في تطبيع وتنمية وتأهيل وحكم وإدارة المناطق المحررة ؛ النموذج الذي من خلاله يمكن المقارنة والقياس بينها وبين الانقلابيين ونموذج حكمهم وإدارتهم للعاصمة صنعاء والمحافظات الشمالية التي تخضع لهم! فماذا فعلت الشرعية اليمنية في عدن التي أعلنتها عاصمة مؤقتة لها منذ ثلاثة أعوام ونيف من تحريرها؟ على يد ابناءها الذين تصدوا ببسالة نادرة للغزاة وقدموا تضحيات جسيمة حتى تمكنوا من تحرير عدن وكل المحافظات الجنوبية بجهودهم الذاتية ودعم واسناد بعض الاليات العسكرية من التحالف العربي؟! ماذا فعلت الشرعية اليمنية لعدن المحررة العاصمة الموقته بالمقارنة مع ما فعلته القوى الانقلابية لصنعاء العاصمة المتمردة؟! للأسف الشديد كل الشواهد والمؤشرات تدل على أن الشرعية اليمنية تعمل في تنفيذ استراتيجية القوى الانقلابية الهادفة الى جعل عدن والمدن المحررة في الجنوب تبدو في أسوأ حالاتها من التدهور والفوضى والإنهاك وخيبة الأمل والاحباط الأتي من مختلف نواحي الحياة في عدن المدمرة ! إذ لاشيء في عدن يبعث على الفرح أو التفاؤل والأمل! ولا اعتقد أن الحكومة الشرعية ودول التحالف العربية بتقديمها هذا النموذج الفاشل في حكم وإدارة عدن والجنوب المحرر منذ سنوات قد خدمت أحد أخرى اكثر مما خدمت القوى الانقلابية في صنعاء ونواحيها! فكيف هو حال الناس والمؤسسات وإدارتها في كل من عدن الشرعية وصنعاء الانقلابية؟ وكيف حال البنية التحتية للمدينتين وكيف النظام العام وعمل الأجهزة الأمنية والقضائية؟ وكيف واقع انتشار الجريمة والفوضى والعصابات والنهب والسرقات وكيف هو حال الكهرباء والماء والطرقات وكيف هو حال الأمن والأمان والشأن العام بوجه عام؟ ومن المستحيل منع الناس من المقارنات بين الحالين طالما والناس في كل زمان ومكان مفطورين على المقارنة ومن المقارنات المؤسفة في عدن هذه الأيام التأكيد أن وضع الكهرباء كان في اثناء الحرب أفضل مما هو عليه الآن بعد ثلاثة أعوام ونصف من التحرير! والناس بدون مرتبات والغلاء فاحش والعملة في حالة تدهور مستمر إذ وصل صرف الدولار الى 500 ريال يمني وبات راتب الاستاذ الجامعي في عدن يقدر بخمسمائة دولار فقط وهو أعلى مرتب حكومي فكيف يكون حال من مرتباتهم لا تزيد عن المئة الف ريال يمني فضلا عن تضائل قيمتها الشرائية من الحاجات الاساسية وبلغت نسبة البطالة بين خريجين الجامعة 76٪‏ فضلا عن مئات الالف من الشباب والشابات الذين حرموا من التعليم بسبب الفقر وسدت في وجوههم فرص العمل هذا قيض من فيض في عدن الشرعية . كما أن النهب السافر للمؤسسات العامة والمنازل والمصالح الخاصة والأراضي والمتنفسات لم يحدث في عدن الا بعد طرد قوى الغزو الانقلابية ولازال ! وأن الشرعية لم تفعل في إعادة ترميم واعمار عدن أي شيء مما هدمته الحرب حتى أنقاض الحرب تركتها كما هي مراتع للافعي والعقارب والفئران! ولم تعلن للناس ماذا لديها من مشاريع مستقبلية لتنمية المدينة وإعادة تنميتها وتأهيل الحياة فيها! وكل ما فعلته هو إعلان وجودها في منتجع المعاشق ترقب المدينة من فوق قمة الجبل الحصين وتستمتع بتعذيب سكان المدينة الحزينة ليل نهار ! فضلاً عن افتتاح قاعة للأفراح الاتحادية ولوحة جدارية لصور الشهداء الأبرار الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن تنعم مدينتهم بالحرية والخير والسلام والازدهار ولم يكن يدر بخلدهم أن تكون حصاد زرعهم هذه الثمار التي حصدتها الشرعية خراباً وفساداً وإهمالا والم ينزل به الله من سلطان ! إذ لم يحدث في تاريخ الحروب والمدن أن تُعاقب المدينة المنتصرة على صمودها وانتصارها كما هو حال مدينة عدن الباسلة، إذ لاتزال بعد ثلاثة أعوام من الانتصار والتحرير المجيد تعاني من الأهمال الشديد من قبل كل الأطراف التي تتنازع السلطات فيها: شرعية ومحلية رسمية وأهلية مليشيات وعصابات وجماعات من مختلف الأشكال والألوان جميعها تتصارع في المدينة المثخنة بالجراح لنهب ما لم ينهب بعد! وتحت أنظار الامم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وبدعم ورعاية دول التحالف العربي. منذ تحرير عدن العاصمة لم يرى الناس إي مشروع أو عمل جدير بالقيمة والاعتبار على صعيد الترميم والإعمار بما يمكنه أن يعيد بعض الأمل للسكان! أنقاض الحرب والدمار لاتزال تصدم الأنظار في كل مكان من شوارع المدينة وأحياءها، الطرق العامة تتدهور حالتها كل يوم والمؤسسات الحيوية مغلقة الأبواب والكهرباء أسوأ بكثير مما كانت عليها قبل الحرب وفِي أثناءهاء والماء دائم الانقطاع والمجاري طافحة والقمامة متراكمة في كل زاوية وشارع والأوبئة تزداد انتشاراً! ورغم ما تحقق على صعيد الأمن وهو المنجز الوحيد الذي يمكن رصده بالقياس إلى ما شهدته الأشهر الأولى التي تلت الانتصار والتحرير! الا أن الجرائم المتتالية من القتل والسطو والنهب والاعتداءوالسرقة وغيرها التي شهدتها المدينة في الأيام القليلة الماضية في ظل غياب الأجهزة القضائية والأمنية هي شاهد حال عن هشاشة الوضع والتدهور العام الذي أصاب المدينة في صميم صميمها! دون أن يعمل أحد على وضع حدا لهذا التدهور المتسارع في مختلف مناحي الحياة الاجتماعية. والادهى أن يحدث كل هذا التدهور المريع في ظل وجود الحكومة الشرعية وامام بصرها! دون أن تحرك ساكنا أو تحدد المسؤلية! وهكذا هي الشرعية اليمنية صارت مثالاً ونموذجاً للفشل المزدوج : إذ فشلت في حرب تحرير عاصمتها صنعاء من بضع مليشيات طائفية وفشلت في إدارة وحكم المدن المحررة وعاصمتها المؤقتة خير مثال!
وهي بذلك ورطت دول التحالف العربي في حرب عبثية كارثية خاسرة يمكن أن تكون لها نتائج عكسية على المدى الطويل ! اوقفوا الحرب على عدن واذهبوا الى صنعاء واديروها مع مليشياتكم! دعوا عدن لمن حررها ياتجار الحروب! وقد سبق وأن كتبنا مثل هذا ونبّهنا الى مخاطر هذا العبث والاهمال في مقالات سابقة منها مقال بعنوان: (عدن هي محك الاختبار ورهان الانتصار في الحرب اليمنية ) ولكن لا مجيب لمن تنادي!
د.قاسم عبد محبشي. ..
علي المفلحي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس