عدن ((عدن الغد )) خاص:
طغت أعمال عنف نشبت بين محتجين جنوبيين وآخرين من نشطاء حزب إسلامي حاكم في اليمن مساء اليوم الأربعاء على فعالية سياسية نظمها الحزب الذي يشارك في حكومة وطنية مع حزب الرئيس اليمني السابق في ذكرى ثورة عسكرية ضد نظام ملكي انطلقت في شمال اليمن قبل 50 عام .
وعصراً احتشد المئات من أنصار حزب الإصلاح الإسلامي وسط ساحة احتجاجات هجرها محتجون شباب قبل أكثر من عام إلا ان الفعالية السياسية للحزب الحاكم تحولت إلى مصادمات مع الآلاف من أهالي مدينة عدن ومدن جنوبية أخرى نددوا بإقامة الفعالية السياسية التي يرى فيها الجنوبيين استفزاز لمشاعرهم .
وتبادل الجانبان رميا بالحجرات والمفرقعات النارية قبل ان تتدخل وحدات من الأمن المركزي اليمني وتفرض سياجا حول نشطاء حزب الإصلاح الذين يقول الأهالي ان جلهم يتم جلبهم على متن حافلات من محافظات شمالية مجاورة .
ويبدو ان إحساس بالظلم ينتاب الجنوبيين منذ العام 1994 حينما هزموا على يد قوات شمالية قادها نظام الرئيس اليمني صالح وميليشيات إسلامية تابعة لحزب الإصلاح جعل أهالي الجنوب يقاطعون مثل هذه الاحتفالات التي يقولون أنها تخص الشمال وحده.
وعلى مقربة من ساحة الاحتجاجات المعروفة بساحة الحرية وسط مديرية كريتر وقفت امرأة جنوبية في العقد الخامس من عمرها وهي ترفع علم الدولة التي كانت قائمة في جنوب اليمن قبل العام 1990 وتصيح بصوت باكي وتقول :" من يريد بثورة قتلتنا عليه التوجه إلى باب اليمن وهناك فليحتفل كيفما يشاء .
وسار المحتجون الجنوبيون بداية الأمر في مسيرة احتجاجية سلمية إلا ان أعمال العنف طغت عليها لاحقا حيث قام نشطاء حزب الإصلاح برمي الحجارة وقامت قوات الأمن بإطلاق النار المسيل للدموع باتجاه المتظاهرين الجنوبيين وهو ماخلف 5 جرحى على الأقل .
ويرى الجنوبيين انه يتوجب على الأحزاب الشمالية الحاكمة وبينها حزبي الإصلاح والمؤتمر الاعتراف أولا بمقدار الضرر الذي لحق بالجنوبيين جراء حرب صيف 1994 قبل إقامة الاحتفالات في أراضيهم التي يرون فيها إهانة لهم .
ورغم اندلاع احتجاجات شعبية أطاحت بنظام الرئيس اليمني السابق إلا ان أيا من شركاء حرب صيف 1994 وهما حزبي المؤتمر الشعبي العام وحزب الإصلاح لم يبادرا إلى الاعتذار لأبناء الجنوب عن هذه الحرب.
*من سلوى عبدالعزيز
|