"تشبيك الجنوب" على طريق الوحدة اليمنية الذكية
بقلم فضل عبدالله أحمد القديمي المفلحي اليافعي
ما معنى تشبيك الجنوب؟ معناها إقامة و تنظيم و إدارة مختلف أنواع الشبكات التي تربط الجنوب بالشمال...........شبكة الخدمات البريدية ..شبكة الاتصالات الهاتفية و الانترنتية.. شبكة التحويلات المالية و الصرافة ..شبكة السجل المدني و شبكة صرف البطائق الشخصية و الجوازات .. شبكة النازحين و المستوطنين و الهيئات الداعمة لهما .. شبكة المباني العشوائية .. شبكة منظمات المجتمع المدني(محلية و أجنبية) .. شبكات المصالح المشروعة و الغير مشروعة .. شبكات التجارة البيضاء منها و السوداء ..شبكة الاجهزة الأمنية و المخابراتية و العسكرية.. و شبكة تجار الأراضي و سماسرتهم....مروراً بشبكات الفصائل الارهابية و شبكات عصابات المخدرات و البلطجة و الاجرام و شبكات الدعارة.... شبكات و شبكات و شبكات ....التي تخطر على بالك و التي ما تخطر على بالك.......هذا التشبيك هدفه اجهاض عملية فك الارتباط أو على الأقل جعله شديد الصعوبة
بن دغر و من بعده معين عبدالملك دعموا بقوة عملية ((تشبيك الجنوب)) كرؤساء وزارات و اذا عاد معين عبدالملك الى المعاشق حسب اتفاق الرياض سيأتي و أولى أولوياته استكمال عملية "التشبيك" هذه و لن يأتي من أجل الشراكة(الشراكة المضحكة) التي برأس ((أطفال السياسة الجنوبيين الذين يقودون المرحلة))
و بصراحة يوجد داخل الانتقالي (لوبي داخلي) متواطئ مع ما ذكر اعلاه من عملية "التشبيك" و لكن متواطئ بدهاء و مكر شديدين جداً و بأسلوب ناعم جداً.......كيف؟.......بطريقتين: الطريقة الأولى: "التطبيل" التطبيل الذي يصم الآذان و العقول فلا تسمع و تدرك ما يجري على أرض الواقع....
و الطريقة الثانية هي استدراج قادة الانتقالي الى خارطة طريق للاستقلال الكامل تكون مثالية جدا و ناعمة جدا و قد تكون كاملة الأوصاف جدا من الناحية النظرية و لكنها تكاد تكون عاقر و عقيمة عمليا و تعتمد على انتظار المبادرات و الخطط من الدول العظمى بالتنسيق مع الدول الاقليمية المجاورة ذات الثقل .... و طبعا المشوار قد يكون طويل جداً لأن زمام المبادرة ليس بيدك و كمان لم يحدد سقف زمني للانتهاء منها.. و الفسحة الطويلة من الوقت هذا بالضبط ما يحتاجه القائمين على عملية "التشبيك" إياها.......طبعا يتم ذلك بحجة الحكمة و العقلانية و ستمر هذه الحجة على السذج
يا سادة يا كرام ... طبيعة الصراع السياسي داخل الدولة الواحدة يختلف كليا و بالمطلق عن طبيعة الصراع السياسي الدولي(بين الدول).........فالصراع السياسي بين الدول منذ فجر التاريخ و الى الآن يعتمد كليا و بالمطلق على "ميزان القوى" أي القوة أي الصميل و لا شيء آخر غيره يحكم أو يحدّد طبيعة هذا الصراع السياسي الدولي.....يعني لا مجال فيه للمثاليات أو للحقوق الشرعية و القانونية أو أي "خريطة طريق تعتمد على المثاليات"...........و اسألوا الخبراء في هذا الشأن اذا كنتم تشككون.....و ما دام الهدف هو الاستقلال الكامل أي إنشاء دولة من العدم و تريد تنتزعها من أحشاء دولة أخرى إذن هو صراع سياسي بين دول ....إذن و بالضرورة و حتماً سندخل في ((حلبة الصراع السياسي الدولي)) و لا بد أن تحترم نواميسه.......
و لا تفهموني غلط أنا هنا لا أدعوا الى الانسحاب من اتفاق الرياض(ربما الانسحاب صار صعبا) و لكن على الأقل تنفيذه بطريقة "ذكية" تأخذ بعين الاعتبار الأمور المذكورة أعلاه ... و عندي بهذا الشأن مقترحات محددة لن أكتبها هنا و سأوصلها لقادة الانتقالي على الخاص....مع خالص تحياتي