عرض مشاركة واحدة
قديم 2011-04-02, 09:57 AM   #22
ابو صالح الحضرمي
قلـــــم فضـــي
 
تاريخ التسجيل: 2010-04-19
الدولة: الجنوب العربي المحتل
المشاركات: 2,494
افتراضي

نداء عام إلى أصحاب الحراك السلمي والرأي العام


د.محمد حيدرة مسدوس


في البداية أوجه هذا النداء إلى أصحاب الحراك السلمي
في الجنوب، ثم الرأي العام، وأوجزه في الآتي :

أولاً : أقول لأصحاب الحراك السلمي في الجنوب احذروا
الشغب والعنف الذي تجركم السلطة إليه واعتبروا الشغب
والعنف حراماً في نضالكم السلمي مهما كان عنف السلطة
وقمعها . وعليكم أن تدركوا بأن نقطة ضعف السلطة هي
في النضال السلمي، وأن نقطة قوتها هي في الشغب
والعنف الذي تجركم إليه، وعليكم أن تدركوا أيضاً بأن
الرأي العام العربي والدولي لن يتعاطف إلا مع النضال
السلمي الخالي من الشغب والعنف، ولهذا صعدوا النضال
السلمي حتى يتم الإفراج عن المعتقلين .

ثانياً : أقول للرأي العام بأن السلطة هي التي
افتعلت الشغب من أجل تبرير القمع والاعتقالات، بدليل
أنها قامت بتعميم الاعتقالات على محافظات الجنوب
خارج مناطق الأحداث، وهذه الأساليب سبق أن عرفناها
فيهم عندما كنا وإياهم معاً في السلطة، فبعد إعلان
الوحدة كان هناك شعور لدى سكان محافظة تعز الأكثر
سكاناً في محافظات اليمن بأن القادمين من عدن هم
المنقذون لهم، وبسبب ذلك قامت الأجهزة الأمنية
بافتعال أحداث الشغب التي حصلت في محافظة تعز عام
1993م وبررت تأديب المحافظة وإشعارها بأن القادمين
من عدن لايستطيعون أن يحموا أنفسهم، وهو ماحصل
بالفعل، وفي عام 1997م عندما تمسكنا بقضية إزالة
آثار الحرب وإصلاح مسار الوحدة، قامت الأجهزة
الأمنية بافتعال تفجيرات في عدن واتهموني بها وأنا
في لندن للعلاج وأبلغوني بذلك وبعدم رغبتهم في عودتي
إلى البلد ، وقد قاموا باعتقال بعض من أسرتي
وأصدقائي في عدن، وفتشوا منازلهم ونهبوا نقودهم
ولايزال بعضها مع ضابط أمني اسمه (قرقر) حتى الآن،
كما قاموا بتعذيبهم جسدياً، ولايزال أحدهم معاقاً
حتى الآن أيضاً، حيث حاولوا إجبارهم على اعترافات
كاذبة بأنهم قاموا بالتفجيرات بتوجيهات من قبلي،
وحكموا عليهم بخمس سنوات سجن ظلماً وعدواناً، ولذلك
فإننا نطالب السلطة بالإفراج الفوري عن المعتقلين
ونحملها مسؤولية ما سيحدث لهم، خاصة وأن بعضهم
يعانون من أمراض مختلفة .

إن القضية الملتهبة الآن في الجنوب التي بسببها تمت
هذه الاعتقالات، ليست قضية ذاتية تتعلق بأفراد يمكن
إخمادها بالقمع والاعتقالات كما تعتقد السلطة، وإنما
هي قضية موضوعية تتعلق بشعب فقد أرضه وثروته، وفقد
تاريخه السياسي وهويته لصالح غيره، وتمت تصفية
أبنائه من الوظيفة العامة وتعرض للجوع باسم الوحدة،
فعلى سبيل المثال لو كانت له مصلحة اقتصادية
واجتماعية في هذا الوضع وجاءت قوى خارجية تدفعه إلى
الكراهية ورفض الوحدة كما تقول السلطة، فهل سيستجيب
لها أم إنه سيرفضها بالضرورة والعكس صحيح، فالسلطة
تستطيع أن تقول ما تريده وتستطيع أن تقتل من تريد
وأن تعتقل من تريد، ولكنها لا تستطيع أن تحل القضية
بالقوة، فهي الآن في صراع مباشر مع الشعب في الجنوب
بعد أن جردته من قواه السياسية ودجّنت أغلبها
بالترهيب والترغيب .

إن أكثر السياسيين المنحدرين من الشمال معترفون
بغياب الشراكة الجنوبية بعد الحرب ، ولكنهم بسبب
فهمهم الخاطئ للوحدة يصرون على وجودها ، وهذا منطق
متناقض ، لأنه إذا ما كانت الشراكة الجنوبية غائبة
فمن البديهي بأن تكون الوحدة غائبة، وأن يكون الوضع
القائم أسوأ من الاحتلال، فعلى سبيل المثال كان
الوضع في عهد الاحتلال البريطاني أفضل من الآن وكنا
نسميه احتلالاً، فماذا نسمي هذا الوضع الأسوأ؟؟..
وهل يعقل بأن نسميها وحدة وهي أسوأ من الاحتلال
البريطاني؟؟.. وبالتالي فإن من يدعي الدفاع عن
الوحدة، إنما يدافع عن إسقاط الوحدة، وليس عن الوحدة
بالضرورة، فمن فهمهم الخاطئ للوحدة أنهم ينطقون
بالوحدة ويرفضون مفهومها الجغرافي، أي يرفضون مفهوم
الجنوب فيها، وهذا نكران للوحدة ذاتها، لأن الدليل
على وجودها هو مفهومها الجغرافي فقط لا غير،
وبالضرورة أيضاً.

كما يسمونها بالوحدة الوطنية وكأنها وحدة بين أطراف
من دولة واحدة وليست وحدة سياسية بين دولتين، ولهذا
فإنه لايمكن فهم القضية وفهم حلها إلا بالاعتراف بأن
اليمن لم يكن يمناً واحداً، وإنما كان يمنين بدولتين
وبهويتين .

إن القضية الجنوبية قد أظهرتها الحرب ونقلتها إلى
مجلس الأمن الدولي، وقد تعمقت هذه القضية برفض
الحوار بعد الحرب، وبعدم الاعتراف بأي تمثيل سياسي
للجنوب بعد الحرب وبحل كافة مؤسسات الجنوب العسكرية
والمدنية لصالح مؤسسات الشمال، وتعمقت أكثر بنهب
الأرض والثروة وحرمان أهلها منها وبطمس الهوية
والتاريخ السياسي للجنوب لصالح الشمال. صحيح أن هناك
بعض الموظفين الجنوبيين في السلطة، ولكن السلطة ترفض
أن يكونوا ممثلين للجنوب، وبالتالي فإن عدم الاعتراف
بوجود القضية ورفض الحوار حول حلها ، يعني عدم حلها
باتجاه تصعديها أكثر فأكثر بالضرورة كذلك .

إن النظام السابق في الجنوب قد أمم الملكية الخاصة
ومنع ظهورها وجعل كل شيء ملكاً للدولة مقابل أن تكون
الدولة هي رأسمال الجميع ومسؤولة عن كامل شؤون
حياتهم بموجب النهج الاشتراكي، وهذا ما أدى إلى وجود
اختلاف اقتصادي واجتماعي جذري بين الشمال والجنوب،
ناهيك عن الاختلاف الثقافي بينهما، وهذا الاختلاف
الجذري - كما قلنا سابقاً - ما كان يسمح موضوعياً
بالوحدة بينهما إلا بإزالة الآثار الاقتصادية
والاجتماعية للنظام السابق في الجنوب لصالح الثقافة
المدنية في الجنوب أو إيجاد دولة بنظامين، كما هو
حاصل في الصين، ولكن حكام الشطرين أعلنوا بإرادتهما
السياسية خارج أسسها الموضوعية ودون استفتاء الشعب
عليها، وجاءت الحرب وأسقطت هذه الإرادة وحولت دولة
الوحدة إلى دولة الشمال ونظامها السياسي بكامل صوره
السيئة، حيث قام بنهب الأرض والثروة في الجنوب، وحرم
أهلها منها دون أن يكون هو مسؤولاً عن أي جانب من
جوانب حياتهم، فهل يستطيع أي يمني أو عربي من دعاة
الوحدة أن ينكر ذلك أو أن يأتي بغيره؟؟

إنه بعد أن تم إسقاط شرعية إعلان الوحدة بإعلان
الحرب، وبعد إسقاط اتفاقايات الوحدة واستبدال
دستورها، وبعد نهب الأرض والثروة وحرمان أهلها منها
وبعد طمس الهوية والتاريخ السياسي للجنوب لصالح
الشمال، وبعد تعميم ثقافة الشمال القبلية على ثقافة
الجنوب المدنية، هل يمكن لأي يمني أوعربي من دعاة
الوحدة أن يقنعنا بوجودها، ويقنعنا بأن العلاقة بين
الشمال والجنوب هي علاقة وحدة، وما هو دليله المادي
على ذلك ؟؟؟ ثم ما هو مفهوم الوحدة لدى دعاتها من
اليمنيين ومن العرب والإسلاميين؟؟؟ وهل هيمنة القوي
على الضعيف ونهب أرضه وثروته وحرمان أهلها منها هي
وحدة ؟؟ وهل غياب المصالح الاقتصادية والاجتماعية
والمعنوية للضعيف لصالح القوي هي وحدة؟؟ وهل يعلمون
أن العوامل الاقتصادية والاجتماعية وتناقضاتها هي
التي أسقطت الخلافات الإسلامية، وهي التي منعت قيام
الوحدة العربية، وهي التي أسقطت الاتحاد السوفيتي
بشكل حتمي؟؟ وسؤالي الأخير هو لعلماء الدين في اليمن
الذين شحنوا العساكر حقداً على أبناء الجنوب، وهو :
هل المظلوم هو الذي يخون الوحدة، أم إنه من البديهي
أن الظالم هو الذي يخونها منذ ظهور الخلافة
الإسلامية؟؟

5-4-2008l
__________________
((قد تستطيع دفن الحقيقة ولكن لاتستطيع قتلها))
ابو صالح الحضرمي غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس